(ود البلد) [email protected] البشير هو اية من ايات الله في الارض، وهو يحفر طريقه لعمق البحر مثلما فعل فرعون مصر، وفرعون ظل يكذب علي نفسه حتي صدق انه خالد ابد الدهر يري شعبه مايرأه هو وحسب، والبشير بدأ حكمه الفاسد كاذبا وهو يتحدث بلسان امير المؤمن، وكل الانظمة التي اسقطتها الشعوب في محيطنا الاقليمي سئمت كذب الحكام فالصمت علي اكاذبيهم كان يجعلهم يتفرعنون، ولكن ما دري البشير ان الكذب هو بذرة الفناء التي رماها فرعون وظل يتعهدها بمطر الكذب، والبشير يمشي الان علي الماء، أو هكذا يظن فهو لم يعد يري كما يري عامة الشعب السوداني الفضل، والبشير يصدق انه يمشي علي سطح الماء وبلغ أو كاد يبلغ منتصف المسافة حيث سينشق البحر ويبتلعه، والنظام الذي حمل بذرة فنائه في جوفه ظل يتعهدها بما يثبت انه يقف علي حافة الخوف، والنظام الذي اخترع قادته الامنيين امثال نافع وقطبي المهدي بيوت الاشباح للتنكيل بالمعارضين كانوا في الواقع يخشون زوال نظامهم في أي لحظة، وطوال (23) عاما ظلت الانقاذ تعيش وتقتات علي خوف الشعب منها، ولكنها في الواقع كانت تخاف الشعب وترتاب ارتياب اللص حتي في زملاء المهنة، والانقاذ التي فرضت النهج الجهادي في حرب الجنوب فعلت ذلك خوفا من ايدلوجية الحركة الشعبية التي، ان انتصرت، لعاد السودان قويا متحدا ديمقراطيا، وحتي عندما قبل النظام الجلوس علي طاولة المفاوضات في ضاحية نيفاشا بكينيا فعل ذلك خوفا من الامريكان، أو المجتمع الدولي، ومن أول (عصرة) قبل النظام بمبدأ فصل الجنوب وعمل علي تحقيق ذلك حرفيا، واعلام النظام روج للانفصال علي اساس انه خلاص من (ورم خبيث)، والنظام يريد ان يجعل من دارفور ورم خبيث اخر لانه يعلم انه في حال اتاحة المجال للمشاركة السياسية لكل اطياف الحراك السياسي في السودان فانه لن يجد له مؤطي قدم، والنظام الذي بات يخاف من دبيب النمل في الارض يعمل علي تفتيت البلاد حتي يتخذ (مثل حمدي) شكله الهندسي دعما لمخططات (النقاء العرقي) خوفا من العرقيات الاخري، والخوف هو الذي يصور للنظام ادبيات خطابه السياسي وتوزيع شتائمه للهامش (الغرابة/ الزرقة/ العبيد)، والنظام، وهو يتمادي في غيه، يظن ان الشعب كلبه الذي لن يعضه ابدا ما دام يمارس معه سياسة التجويع، والجوع الذي يكفر باي شئ، يتمرغ الان علي ارض السودان، والانقاذ التي احترفت صناعة الازمات فعلت ذلك حتي تشغل الشعب عن النهوض للمطالبة بحقوقه، والنظام يسرق مال الشعب ويستفيد قادته من سنوات الازدهار الاقتصادي منذ استخراج النفط واكتشاف الذهب وما خفي من معادن تشكل الان طاقة العالم الحديث والدول النامية، والانقاذ، طوال سنوات سرقتها المنظمة المحمية بقانون محاربة الفساد، تعيش في حالة رعب من ان ينكشف المستور و(فقه الضرورة)، ولان القانون غائب والعدالة منتهكة من قبل قضاة (مؤتمرعصابجية)، فان الظلم، كما الفساد، تفشيا في ارض بلاد السودان، والنظام الذي يفرخ الفساد يفعل ذلك لانه يظن ان افساد هو الطريق الوحيدة لجعل الشعب (خملة)، ومشاركة الكل في الفساد، وذلك بقدر الامكان، يجعل النظام يشعر ببعض الامان الكاذب، ورئيس العصابة الحاكمة يشعر بذات الامان ويمضي سائرا علي سطح الماء، أو هكذا صور له خياله المريض، ومن ايات الله في الأرض انه يمد الطغاة في طغيانهم فيقتلوا شعوبهم في حرب ابادة ممنهجة، والنظام الذي يضرب باي اتفاق سلام عرض الحائط يمزق زعيمه اتفاق (نافع عقار) بينما (تدق) صحيفة الانتباهة طبول الحرب، والحرب هي التي ابقت علي النظام في الحكم طوال (23) عاما، والنظام يهوي الفتنة فهو مفتون باجساد النساء والليالي الحمراء، والدماء التي سالت علي ارض السودان كانت حمراء بلاشك، والنظام (يحمر) عينيه لكل يحاول النهوض مطالبا بحقوقه، واجهزته الامنية التي ضربت الطلاب بعنف واقتحمت الداخليات والجامعات كانت خائفة من ان تتسع دائرة الرفض الشعبي، ومن شدة خوفه، تري اركان النظام الأن ترتجف و(تجقلب) وتتحدث عن الحوار السياسي والتحول الديمقراطي، والشعب الذي اختبر صدق النظام طوال السنوات الماضية يدرك انه لايستطيع ان يعيش الا علي الكذب، ومثل الديدان، لايستطيع النظام الا ان يعيش وسط الفضلات الادمية، ولان الادمية هي مشتق من مشتقات الكلمة العظيمة (الاخوة في الانسانية)، فان رئيس العصابة الحاكمة سيمضي في طريقه فخلفه امر القبض الدولي وامامه غضبة الشعب، والبشير يعلم ان البحر سينشق في أي لحظة لبيتلعه، ولكي تسقط نظام مثل هذا، نظام ركائزه الاساسية الكذب والخوف، ما عليك الا ان تصرخ في وجهه: ( فرة هوووووووو)..!!