أختي العزيزة ..حمدا لله على السلامة عبد اللطيف عبد القيوم [email protected] ( تعرف نفق العباسية، مش في واحد بيعمل ليمون.. وِحش ما تشربش منو) هذا مشهد من مسرحية شاهد ما شافش حاجة. تعال معي أعزك الله إلى مشهدنا: (تعرف مستوصف الفاروق بالحاج يوسف.. مش في واحد مستجد بيعمل طبيب أسنان.. وِحش ما تقلعش عندو). تبدأ القصة يا هداك الله بأن نصحت شقيقتي حين شكت من ألم في ضرسها أن تذهب إلى المستوصف المذكور؛ فقد كان عهدي بهذا المستوصف أن به طبيب أسنان لا يشق له غبار، ولكن لسوء حظها ذهبت إلى المستوصف ووجدت طبيبا صغير السن يبدو أنه لأول مرة يخلع ضرساً. أحضر صاحبنا كل أدوات الخلع والقلع والطعن والكسر وبدأ في خلع الضرس وهو يقول إنها عملية جراحية. وبعد الكد والجهد واستعمال كل تلك الأدوات تقريباً، وإعادة البنج مرة أخرى؛ تنفس الصعداء، وهو يقول لها ( حمد الله ع السلامة). ثم إنه أعطاها شريحة من الضرس، فقالت متعجبة: أهذا كل شيء؟ قال: نعم. الباقي اتكسر.. العملية كانت صعبة! قامت المريضة بعد أن وضع لها صاحبنا قطنا مكان العملية وهو يحذرها:( ما تودّي يدك ولا لسانك)، ورجعت قافلة وهي لا تحس بشيء من الألم بفضل البنج. عندما شعرت في المنزل أن القطن قد امتلأ دماً اضطرت إلى إخراجه؛ لتفاجأ بأن الضرس ما زال في مكانه!!! بعد كل هذا المجهود العظيم و( خمة النفس) لم يخلع الضرس. دعونا نقول خيراً ونحسن الظن بأن هذا الطبيب مثلاً تعلم بحر ماله في هذا الزمن الذي يصنع فيه المال كل شيء، أو فلنقل إن الجامعة التي درس بها لم تؤهله جيداً، أو.. أو.. فأين الأخلاق، أين القيم والمثل؟ أين الصدق؟ ألم يكن الأجدى به أن يخبرها الحقيقة وهي أنه لم يفعل شيئا؟ لم يخلع الضرس، بدلاً من الكذب مع سبق الإصرار (ماتودي يدك ولا لسانك)!! لكي لا تكتشف الحقيقة مبكراً، أما بعدما (تتفكفك) فلا ضرر عليه. أقسم أن هذا لا يستحق أن يخلع شوكة من قدم قرد مخدَّر. عموماً هنالك شيء واحد سرني، وهو أن هذا الطبيب ليس طبيب قلب أو عيون، وإلا لكانت الطامة الكبرى. أحد الظرفاء أراد أن يهون علينا قائلاً: ( يعني نمشي نقلع الضرس في الأردن كمان ولا شنو؟!!)