في الوسائط الإعلامية الحكومية قصص من ألف ليلة وليلة ، وحكايات من الأساطير القديمة موديل 2012 . ولدي بعض البرامج زبائن دائمين يسمون أنفسهم ضيوفاً يلبسون البدل والكرفتات والدنيا صيف ( ملهلب ) ويقولون أي كلام بينما المذيع أو المذيعة تتبسم وهي تستقبل تلفونات البرنامج علي طريقة ( ألو معاي منو ) واحد من هؤلاء الزبائن سمي نفسه بروفيسور في شؤون التغذية وربما كان محاضراً في جامعة مشهورة تكفل بأعباء الرد علي تلفونات المشاهدين ونسردها هنا بتصرف سعادة البروفيسور عندي ولدي عمره أربعة شهور ممكن ( ألحّسو ) ملاح واعجن ليهو كسرة ؟ لا دي بتعمل كولوسترول وحاجات تانية ، أهرسي ليه لحم سمك العجل أو قطعة فراخ وممكن تهرسي نص تفاحة سعادة البروفيسور أنا ما بفطر لكن بتغدي دي عادة ما كويسة حقو الناس تفطر بدري قبل ما تطلع الشغل كباية شاي أو عصير مع بسكويت أو سندوتش عشان الشغل عاوز طاقة سعادتك أنا بتعشي العشاء دا عادة سيئة ، لازم يتلغي عشان بعمل أكسدة وبجيب الشيخوخة لأنك وانت نائم الأكسدة بتشتغل . سعادتو أنا بسأل عن الصوم وخاصة الستوت أيوة الصوم فيه فائدة عجيبة والستوت دي بالذات ، واتعملت ستة يوم لحكمة إلهية سعادة البروفيسور أنا ولدي الصغير بياكل طين خليهو ياكل ، الطين دا إلهام رباني فيه كالسيوم وبوتاسيوم وحاجات بحتاجها جسمو الصغير . وتتدخل المذيعة بعد سيل التلفونات بالقول ممكن نسمع أغنية ، ويغني عندها المغني وينطرب البروفيسور المزعوم والكاميرا تصول وتجول . في بلادنا علي عهد الإنقاذ تمنح الدرجات الأكاديمية العليا علي طريقة التأصيل في موضوعات شتي مثل دور الجان المسلم في التنقيب عن البترول ، والهجر في المضاجع لتنظيم المجتمع أما الدكتوراه الفخرية فهي حكر علي أصحاب الأعمال ( خريجو الخلاوي ) الذين يتبرعون للجامعات لقاء الحصول علي لقب دكتور . وكم من كلية طب خاصة ، طلابها من حملة الشهادات الدنيا أو شبه الرسوب ، ليس لديها مستشفي تعليمي ولا معمل لكنها تمنح البكالريوس والماجستير وربما الدكتوراه بعد أن صدقت لها الجهات الطبية . وكم من دجالين يحومون المدن للترويج عن الأعشاب الطبية وشجرة المورنقا التي في طرفها حور ، فينخدع البسطاء المرضي الذين لا يستطيعون دفع ثمن العلاج الباهظ ، ويموتون بعد ذلك من جراء الفشل الكلوي . مطلوب عطاء لتوريد بروفيسورات مواسير ، تخصص تحضير الأرواح ، من أجل استجلاب روح بعانخي للكشف عن ذهب ممالك كوش ونبتة من أجل دعم الميزانية المنهارة ، وتوطيد دولة الحياري لاحسو الكوع في دهاليز السفارة وياتومي طرينا دقات النقارة . الميدان