الطريق الثالث محمد طه – روق النخل المدفون ! بكري المدنى [email protected] ديباجة الروق هو صف النخل المزروع على التتابع (1) * عندما ماتت حسنة بت محمود في رواية موسم الهجرة للشمال فإن تصوير المشهد البليغ للطيب صالح لخصته العبارة الأثيرة (دفناها كأننا نشتل نخلة عند المغيب على حافة جدول ) وقد كنا ايضا ندفن (روقا) من النخل المرصوص قبل سنوات قرب النيل ببحري ونحن ندفن محمد طه محمد احمد وما بين محمد والطيب كثير من النخل والثمر على الأرض وعلى الورق معا (2) * وفي العام الماضي غرست اسرة استاذنا الشهيد محمد طه محمد نحو مئتي شتلة من نخل القرير في ضاحيتي التلال والوادي الأخضر بشرق النيل حول وامام منازل الصحفيين وبعض المرافق العامة هناك مع الدعاء عند غرس كل شتلة للغاشى وللماشي هبة لروح الراحل الشهيد وهو دعاء مأثور عند اهل الشمال عند غرس النخل ويعني ان ثمر هذه الشتلة من بعد حلال للغاشى وللماشي يأكل منه ويحمل ما يشاء –وكذلك ايضا كانت دعوة الطيب صالح في (نخلة على حافة جدول ) للغاشي وللماشي وللقارئ ! (3) * لا يزال محمد طه يلقي من على الورق ثمرا –بلا ثمن – لله والحرية ولقد (قبض) شتل محمد على الأرض بالوادي الأخضر ايضا و( قبض ) قبله شتل تلاميذه الذى غرسه وهو حي واستوى اليوم على سوقه يعجب القراء - ضياءالدين بلال بصحيفة السوداني والهندي عزالدين بالمجهر وجمال على ومحى الدين شجر وخالد الملك بالحرة وجعفر باعو بالإنتباهة والصادق المهدي بالتيار وابراهيم ارقي بالصحافة الخليجية واسعد انا بالعودة تلميذا في (الوان) مدرسة محمد طه الأولى وكثيرون (نحن) ولكن المجال يضيق (4) *ان امثال الطيب صالح ومحمد طه لا يموتون فهم كما النخل تماما باقون على الأرض والنخل لا يموت وذلك لأن داخل كل (تمرة) نواة تنمو مرة اخرى لتغدو شجرة ثم تنضج ثمرة تحمل نواة وهكذا وكذلك (الطيب) و(طه) لكل نسله وشتله على الأرض وعلى الورق ايضا فهما ايضا لا يموتان وان ماتا فهما باقيان بالذكر والأثر والثمر ما بقيت الأرض! على الطريق الثالث - بقى ان اقول –ان كان للقول بقية –ان محمد طه زار الطيب صالح عند عودته الأخيرة للسودان ولكنه لم يكن مرتاحا جدا للزيارة التى رتبت للطيب للشمال وكان محمد يقول ان عودة مصطفي سعيد الى منحنى النيل تعني نهايته!وكان الطيب صالح قبل نحو عشرة اعوام على استشهاد محمد طه قد كتب في مجموعته (مختارات رقم 4للمدن تفرد وحديث )محذرا من ان يلقى محمد طه محمد احمد مصير جان بول مارا والأخير -كما هو معروف –كان صحفي الثورة الفرنسية والذى لما خرج عليها ناقدا لقى حتفه ذبحا بالسكين رحم الله محمد طه والطيب صالح وجان بول مارا