[email protected] فرضت المرأة السودانية وجودها المجتمعي ورفعت صوتها في مختلف ميادين الحياة العملية والسياسية والثقافية بسرعة الصاروخ لدرجة إن مختلف دواوين الحكومة والشركات والمؤسسات صارت تعج بنسب عالية من الوجود النسائي فتقلص العنصر الرجالي في بعضها، بل أن ذلك انعكس جلياً في مدرجات الجامعات وقوائم المتأهلين لها فلا يكاد الرجال يشكلون حضوراً مميزاً كسابق عهدنا بهم. وفي ساحة الإبداع تجاوزت حدود الوطن الخاضعة حالياً لجولة مفاوضات وإعادة ترسيم حتى أن شعراءنا المعاصرين أفسحوا الطريق عن طيب خاطر وتسليم بقدرة شاعرتنا المتجددة دوماً، روضة الحاج، لتنافس عربيا فإذاً بها تجلس على كرسي إمارته وترتدي بردته في عكاظ وتشرفنا جميعا بهذا التقدير الذي كادت أن تناله في منافسات الشعراء بدولة الإمارات. ولعل المتأمل لساحة العطاء الكتابي سيجد عشرات الكاتبات الصحفيات والمبدعات في مجال الشعر والقصة والرواية وروافد الفن العديدة كالموسيقى والغناء والمسرح. وفي الآونة الأخيرة ظهرت أقلام نسائية إضافة إلى تلك التي تعمل مهنياً وراء كواليس قطاع الصحافة في التحقيقات والتقارير وتحرير الأخبار بما في ذلك أخبار الجريمة ومنهن ورفيدة ياسين ولينا يعقوب ورشان أوشي وشذى عثمان وندى عثمان وأماني العوض وهانم آدم وطاهرة مكحول وفاطمة مبارك ونجدة بشارة وهن كثيرات، فتميزت بعض الأقلام بحضور يومي عبر الأعمدة بصورة ملفتة جعلت من المرأة كياناً ينافس قدرة الرجال في التصدي لمصاعب مهنة النكد وتحمل عواقب الكتابة التي تتجاوز الخطوط الحمراء. ولقد تدرجت بعضهن إلى كراسي رئاسة التحرير ومديرة التحرير ورئاسة الأقسام التخصصية عن جدارة. وإلى عهد قريب كانت الأقلام النسائية نادرة الظهور لكنها انتشرت مؤخراً كمن وجدت مفتاح الجرأة للبوح العلني. فبعد فاطمة أحمد ابراهيم وعزيزة كافي وكاتبات مجلة صوت المرأة جاءت آمال عباس وآمال سراج وآمنة بنت وهب وأم أحمد وبخيتة امين ونعمات بلال وسعاد إبراهيم عيسى ثم سرعان ما لمعت نجوم أخريات مثل لبنى أحمد حسين ومنى أبو زيد وإخلاص نمر وهويدا سر الختم وأمل هباني ومنى أبو العزائم وأم وضاح وتم رفع الستار عن الكثيرات فظهرت مشاعر عبد الكريم وداليا الياس وداليا حافظ وشمائل النور وناهد محمد الحسن ورشا عوض ونجلاء سيد احمد وإنعام محمد الطيب وميرفت مخلوف ورجاء بابكر وآمنه السيدح وفدوى موسى ونازك يوسف العاقب وزينب السعيد ونضال حسن الحاج وعفاف حسن أمين وسارة ابراهيم وسابرينا المليجي وايمان حسن طمبل ونوال خضر وأميمة محمد زين ورجاء نمر وفاطمة الصادق ونهي محمد الربيع وملاذ حسين خوجلي وغيرهن كصاحبات أعمدة ثابتة في صحف مختلفة وغيرهن الكثيرات ممن لم تسعفني الذاكرة الخربة لرصدهن. لم تقتصر الأقلام النسائية على الكتابة الصحافية وحدها وإنما هناك من ظهرن عبر بوابات الشعر والقصة والرواية، وإذا تركنا الفترة التي أبدعت فيها قولاً بنونة وشغبة ومهيرة بت عبود وعشرات الحكامات وأردنا رصد الإبداع الكتابي بعد ذلك، لابد أن نتوقف عند ملكة الدار محمد والرضية آدم وزينب بليل وبثينة خضر مكي وخالدة محمد عبد الرحمن ونفيسة الشرقاوي وسلمى الشيخ سلامة وفاطمة السنوسي وعوضية يوسف وأميمة عبد الله وليلي صلاح وليلى أبو العلاء وحكمت ياسين وسمرقندية المحتسب وسعادة عبد الرحمن وآمنه نوري وملكة الفاضل وعفاف الصادق حمد النيل وعفراء فتح الرحمن وأسماء الجنيد وتماضر الخنساء حمزه وأخريات علت أصواتهن عبر منبر أروقة. وإذا كان الأستاذ الراحل منير صالح عبد القادر قد نشر كتاباً عن الكاتبات السودانيات في فترة سابقة، ليت هناك بعد ظهور الأجيال الحديثة من يتصدى لتجربة مماثلة من حيث المضمون تسجل لهذا المد النسائي حضوره الزاهي وتنتقي نماذج من أعمال المرأة طالما أن مصاعب النشر الحالية تحول دون إصدارات فردية.