شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    إصابة 32 شخصاً بالكوليرا بينها 3 حالات وفاة بمعسكر "مسل" للنازحين في شمال دارفور    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة النسائية في السودان
نشر في شبكة الشروق يوم 22 - 09 - 2012

لن يجد القارئ المهتم بتاريخ الصحافة السودانية، الكثير من العناوين التي يعتد بها وتحفر داخل هذا المسار الطويل، لتقدم وقائع نشأتها ومراحل تطورها وأخبار صُناعها وروادها، ولهذا احتفت المكتبات العام الماضي بصدور كتاب: "الصحافة النسائية في السودان" للدكتورة بخيتة أمين".
ومؤلفة الكتاب، فضلاً عن أنها أستاذة في علوم الصحافة، تعد صحفية متمرسة وذات قلم يحمل طابعاً خاصاً تعززت مكانته عبر سنوات حياتها العملية الطويلة.
الكتاب يقع في ستة فصول من القطع المتوسط ارتأت المؤلفة أن تخصص فصول الكتاب لعرض معلومات عامة عن السودان وعن وضع المرأة من حيث المشاركة المجتمعية ومن حيث المشاركة في مهنة الصحافة. وقدمت رصداً وافياً لمساحات تواجد العنصر النسائي بين مشتغليها.
وتناولت في صفحات الكتاب التعريف بماهية الصحافة ومفهوم الصحافة النسائية، ثم الصحافة النسائية في الوطن العربي، وأفاضت في عملية التوثيق للصحافة النسائية في السودان، فأرّخت للمجلات النسائية، ولرائدات الصحافة النسائية في السودان.
واهتمت المؤلِّفة بإيراد تحليل تاريخي لمحتوى الإصدارات النسائية السودانية منذ الاستقلال وحتى العام "2006"م، وذلك قبل أن تتجه بخيتة أمين في الفصل الأخير من كتابها لتقديم شهادة للتاريخ حول الموضوع من قِبل كلٍّ من الصحفي إبراهيم عبدالقيوم ود. إبراهيم دقش والبروفيسور حسن أبشر الطيب.
؛؛؛
المؤلِّفة أبرزت أن الصحفيات اللاتي نلن القيد الصحفي في آخر إحصاء 1476 من جملة 4477، وعددهن في عضوية اتحاد الصحفيين الآن 476
؛؛؛
من واقع المشوار
تناول الفصل الأول السودان بكل ضروبه، بداية بمساحته وعدد سكانه والدول التي تحيط به، مروراً بكل أنواع الأنظمة التي حكمت السودان، وعدد الأحزاب المسجلة رسمياً، إلى الثروات الطبيعية والصناعية التي يتمتع بها السودان والكليات التي تعمل على تدريس الإعلام، انتهاءً بوضع المرأة السودانية من واقع المشوار.
وسجلت إحصاءات أجرتها الأجهزة الحكومية والتي أوضحت أن نسبة النساء اللائي يعملن بالقطاع العام تصل نسبتهن إلى 55%، من مجمل سكان السودان، لكن معظم هؤلاء النسوة يعملن بالقطاعين العام والخاص، وبمقابل مادي غير مجز، ما دفع بعضهن لامتهان مهن هامشية.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن عدداً منهن من خريجات الجامعات، ما دفع البعض لمطالبة الدولة إيجاد أعمال بديلة لهن، خاصة وأن الدولة تدعو أولياء الأمور وتشجعهم على إلحاق بناتهم بالمدارس حتى يناولوا قسطاً من التعليم يؤهلهن لرفض الزيجة المبكرة التي كثيراً ما تؤدي لوفيات الأمهات.
وعلى صعيد المجال الصحفي، أبرزت المؤلِّفة أن عدد الصحفيات اللاتي نلن القيد الصحفي قد بلغ في آخر إحصاء 1476 من جملة 4477، وعددهن في عضوية اتحاد الصحفيين 476.
صحافة المخطوطات
وفي الفصل الثاني، جاءت الكاتبة بنبذة تاريخية لنشأة الصحافة في العالم والتي أوضحت أن الصحافة بدايتها كانت عبارة عن مخطوطات تنشرها الحكومة في الأماكن العامة، وقد ظهرت في روما في سنة (59 ق.م) صحيفة "أكتادييرنا" أو "الأحداث اليومية" كأول صحيفة إخبارية، وأول صحيفة مطبوعة كانت النشرة الدورية الصينية "دياباو"، و"أفيزا رليشين أودر تسايتونج" الأوروبية كأول مطبوعة منتظمة النشر.
؛؛؛
د.إجلال خليفة: الصحافة النسائية هي الصحافة التي تمتلكها النساء أو تكتب فيها النساء فقط
؛؛؛وفي نهاية القرن الثامن عشر ظهرت الصحافة في العالم العربي عندما أصدر نابليون بونابورت عام 1798م صحيفة "كورييه دويلجييت" التي تعتبر من قبل الباحثين أول صحيفة مصرية، ثم توالى إصدار الصحف.
بحثت الكاتبة عن تعريف شامل لمصطلح صحافة نسائية، إلا أنها لاحظت أن هناك اختلافات، فقد ذهب الدكتور فاروق أبو زيد "إلى أن مفهوم الصحافة النسائية يشمل مجالين الأول صفحات المرأة في الجرائد اليومية والمجلات العامة الأسبوعية أو الشهرية، والثاني المجلات المتخصصة في الشؤون النسائية سواءً كانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية".
أما الباحثة ناهد رمزي فترى "أن مفهوم الصحافة النسائية لا يشمل إلا النوع الثاني وهو المجلات المتخصصة". وترى الدكتورة إجلال خليفة "أن الصحافة النسائية هي الصحافة التي تمتلكها النساء أو تكتب فيها النساء".
وعلى الرغم من كلِّ تلك التعريفات، إلا أن الكاتبة لا تتفق معها حيال "مصطلح نسائية" ليحدد المفهوم العام للصحافة المعنية، مما يثير في المقابل سؤالاً لماذا لا يستعمل مصطلح "صحافة رجالية" مقابل مصطلح الصحافة النسائية؟ فالنظرة إلى الصحافة لا بد أن تتجاوز جنس كاتبها إلى عمله المكتوب".
مصر سبَّاقة
أما الفصل الثالث فقد استعرض الصحافة النسائية في الوطن العربي والتي إحتلت مصر فيها المرتبة الأولى في إصدار الصحف النسائية، وقد كانت مجلة "الفتاة" الشهرية التي أصدرتها اللبنانية "هند نوفل" بالإسكندرية في 20 نوفمبر 1892م أول مجلة نسائية تصدر في العالم العربي، وصدرت بعدها العديد من المجلات آخرها مجلة "نصف الدنيا" التي صدرت عن شركة "الأهرام" في سنة 1990م.
؛؛
المطبوعات النسائية في الآونة الأخيرة معظمها يركِّز على المظهر والديكور والملابس، وتتجاهل عقل المرأة وتغفل القضايا الأساسية التي تهمها
؛؛؛
أما الصحافة السورية التي ظهرت ب"العروس" كأول صحيفة نسائية في عام 1910م، ثم الفيحاء في عام 1920م، و"دوحة المياس" في عام 1928م، ثم "الربيع" في عام 1935م، ولكنها توقفت عن الصدور، ولم يتبق سوى مجلة "المرأة العربية" التي بدأت الصدور من العام 1962م عن الاتحاد النسائي السوري وحتى الآن.
وعلى الرغم من ظهور المطبوعات النسائية في الآونة الأخيرة إلا أن معظمها يركِّز على المظهر والديكور والملابس، وتتجاهل عقل المرأة وتغفل القضايا الأساسية التي تهمها، فتضع صورة ذهنية أن المرأة تهتم فقط بالشكل وتترك المضمون.
بالإضافة إلى عجز هذه الصحف والمجلات عن تشكيل رأي عام نشط وواع بقضايا المرأة، ناهيك عن الضعف الواضح في مستوى الأداء المهني لعدد منها، فهي تتيح حيزاً كبيراً يحوي مضموناً استهلاكياً لا يواكب المجتمع.
وقد أرجع بعض الباحثين المستوى المتدني فيها إلى طغيان المادة الإعلانية ونمو الجانب الاقتصادي لتلك الصحافة على حساب المضمون.
أسماء مستعارة
وفي الفصل الرابع تحدثت الكاتبة عن الصحافة النسائية في السودان، أخذةً تعليم المرأة في السودان مدخلاً، ذاهبة إلى أن الخلفية التعليمية المبكرة للمرأة السودانية قد شكلت نواة جيدة، على الرغم من تأخر ولوجوها إلى حقل التعليم إلا أنها دخلت مجال التعليم الديني، غير أن التعليم الرسمي تأخر حتى العام 1908م.
؛؛؛
الظروف الاجتماعية السائدة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حتّمت على بعض الصحفيات الكتابة بأسماء مستعارة
؛؛؛فالإدارة البريطانية أوكلت أمر التعليم للإرساليات، التي أحجم عنها الجميع خوفاً على بناتهم من التنصير، إلى أن طالب أولياء الأمور الإدارة البريطانية بإنشاء مدارس للبنات، فسمحت بالمدارس الأهلية، ومنح إثر ذلك القرار السيد بابكر بدري تصديقاً بشرط أن يكون باسمه حتى لا تدخل الإدرة البريطانية في حرج مع الإرساليات.
ونسبة للظروف الاجتماعية السائدة في البلاد، آنذاك، بدأت بعض الصحفيات بالكتابة عبر صفحات الصحافة النسائية بأسماء مستعارة، وبعضهن كتبن بأسمائهن. ويعود تاريخ ذلك إلى ثلاثينيات القرن الماضي.
إذ أثبتت النسخ الموجودة بدار الوثائق أن جريدة "الصراحة" كانت أول صحيفة تتناول قضايا المرأة السودانية بجدية واهتمام، وبعدها توالت الصفحات المتخصصة على صفحات الصحف اليومية كال"السودان الجديد والرأي العام والأيام والصحافة"، وذلك لإبراز أهمية القلم النسائي وحاجة المرحلة لمن يدافع عن قضايا المرأة، وكان من الصعب إصدار صحيفة متخصصة لكلفتها العالية.
أسماء في بلاط صاحبة الجلالة
وعلى الرغم من كلِّ الصعاب، إلا أن السودان الدولة العربية السادسة من حيث الترتيب الزمني التي عرفت الصحافة النسائية.
؛؛؛
مجلة "صوت المرأة" الصادرة عام 1955م تصدت لقضايا المرأة بعد اشتداد ساعد الحركات النسائية وبروز الاتحاد النسائي السوداني وتدرُّج المرأة في السلم التعليمي
؛؛؛
فقد صدرت في العام 1946م أول مجلة نسائية تحت مسمى "بنت الوادي"، والتي أصدرتها "تكوى سركسيان" وهي سودانية من أصل أرمني، ولما اشتد ساعد الحركات النسائية وتعلَّمت المرأة وتدرَّجت في السلم التعليمي وبرز الاتحاد النسائي السوداني، ظهرت مجلة "صوت المرأة" عام 1955م لتتصدى لقضايا المرأة كافة.
ثم مجلتا "القافلة" و"المنار" في العام 1956م، و"حواء الجديدة" في العام 1969م، ف"المرأة الجديدة" عام 1974م، و"نساء السودان" عام 1979م، إلا أن هذه الإصدارات لم تستمر سوى سنة من تاريخ الصدور.
وتوالت الإصدارات الصحفية إلى أن أصدرت آخر مجلة فصلية "رؤى" في العام 2001م، والتي كانت تصدر من دول المهجر عن الشركة السودانية لحقوق المرأة.
ومن الأسماء النسائية الفاعلة في الحقل الصحفي والإعلامي والتي تولت وما زالت تتولى مناصب إدارية وتحريرية: "آمال سراج وفائزة محمد شوكت وزينب عبدالرحمن أزرق وشادية محمد عربي، سمية سيد، نعمات بلال ومنى أبوالعزائم وفايزة صديق وحليمة عبدالله".
أما رائدات الصحافة النسائية في السودان فهن: "فاطمة طالب وفاطمة أحمد إبراهيم، ونفيسة أحمد الأمين ونفيسة محمد كامل وثريا أمبابي وسعاد إبراهيم عيسى وتكوى سركسيان وحاجة كاشف بدري ود. سعاد الفاتح ود. زينب الفاتح البدوي وحياة مصطفى الماحي "أم عادل"، ونور تاور، ود. بخيته أمين، وآمال عباس، وأمال صمويل، وآمنة أحمد يونس "بنت وهب"، وفاطمة سعد الدين".
صحافة نسائية خالصة
وجعلت الكاتبة من الفصل الخامس تحليلاً تاريخياً لمحتوى الإصدارات النسائية بالسودان منذ 1956 وحتى 2006م.
؛؛؛
حقبتا الديمقراطية الأولى والثانية "1955-1970"، ارتفع الوعي القومي عبرها بصورة لافتة داخل المجتمع السوداني
؛؛؛
وأشارت إلى أنه قد يصعب على أي باحث أن يحدد متى صدرت صحافة نسائية كتبتها أقلام نسائية دون إسهام الرجل فيها، وعلى الرغم من ذلك فإن مجلة "بنت الوادي" تعتبرها جميع المصادر هي الأولى في هذا المجال، وكانت قد رفعت شعار "فتاة الوادي قبل كل شيء" أقبل عليها المجتمع رغم معارضة البعض.
وكانت المجلة تشمل مجموعة من المقالات كتبت بأقلام رجالية، ولعبت دوراً مقدراً بإشراك النساء في الكتابة في الموضوعات التي تهتم بالمرأة.
أما "صوت المرأة" التي شهدت حقبتي الديمقراطية الأولى والثانية "1955-1970"، ارتفع الوعي القومي عبرها بصورة لافتة داخل المجتمع السوداني، بالرغم من أنه لم يكن لها مكاتب تصدر منها، وكانت تصدر من داخل البيوت وتقوم السيدة عائشة والدة الصحفية فاطمة أحمد إبراهيم تعاونها السيدة علوية الفاتح البدوي بحمل مواد المجلة إلى دار مطابع صحيفة "النيل" التابعة لحزب الأمة، بعد دفع خمسين جنيهاً سودانياً كتأمين لوزارة الداخلية للسماح لها بالصدور، وهي التي قامت بدفعها نفيسة المليك وسعاد إبراهيم عيسى وعزيزة مكي ود. خالدة زاهر وصلاح أحمد إبراهيم.
وتم اختيار فاطمة أحمد إبراهيم رئيسة لتحريرها، وكانت حاجة كاشف آنذاك رئيسة الاتحاد النسائي 1953-1954م، وأصبحت المجلة ناطقة باسم الاتحاد داعية لتحقيق أهدافه.
"القافلة" التقدمية و"المنار" الإسلامية
وشهد العام "1956-1957م"، ميلاد مجلة ثقافية أطلقت عليها صاحبتها حاجة كاشف بدري "القافلة"، التي تهتم بالقضايا النسائية كافة، وتميزت بالتوجه التقدمي والعربي.
؛؛؛
إصدارة "كلية المعلمات" مدني في العام 1956م، السنوية توقَّفت بعد أربع سنوات من المحاولات التربوية الجادة
؛؛؛
الأمر الذي أدى إلى تسارع رائدات الاتجاه الإسلامي اللاتي أطلقن على تجمعهن "الجبهة النسائية الوطنية" لإصدار مجلة "المنار" في 1956- 1958م، بقيادة سعاد الفاتح البدوي.
أما مجلة "حواء الجديدة"، فكانت أول مجلة أسبوعية ثقافية صدرت عن شركة الأيام للطباعة والنشر في الفترة بين "1969-1970م"، ثم مجلة "المرأة الجديدة" التي لم يكتب لها النجاح، لأنه لم يكن من اليسير على "الاتحاد الاشتراكي السوداني" أن يصدر مجلة ناطقة باسمه، فظهرت مجلة "نساء السودان" كإصدارة شهرية بديلة للمرأة الجديدة ناطقة باسم "اتحاد نساء السودان"، ترأست تحريرها نفيسة أحمد الأمين.
واهتمت لجنة البحوث التابعة لجمعية تنظيم الأسرة السودانية أيضاً بقضايا المرأة والإنجاب تحديداً، فأصدرت "الأسرة السعيدة" ترأست تحريرها "سيدة عبادي".
أما مجلة "الأحفاد" نصف السنوية التي تصدرها جامعة الأحفاد وترأس تحريرها آمنة الصادق بدري وتحررها طالبات الجامعة منذ العام 1984م تعنى بقضايا المرأة والتنمية والسلام.
أما مجلة "عزة" التي تهتم بالأسرة والمرأة وقضاياها وتدعو النساء للمشاركة في العمل العام، خرجت إصدارتها من دار الإعلام للطباعة والنشر برئاسة تحرير محيي الدين تيتاوي في العام 1995م.
محاربة العادات البالية
وأصدر اتحاد عام المرأة السودانية الذي يتبع للحزب الحاكم منذ العام "1989-2009م" مجلة "أسرتي" الشهرية برئاسة فايزة شوكت، وهناك إصدارات بذلت فيها منظمات نسائية واتحادات مجهوداً مقدراً إلا أنها لم تكلل بالنجاح مثل "فتاتي" الأسبوعية التي ظهرت عام 1993م، لصاحبها نذار عوض عبدالمجيد، و"رؤى" التي أصدرتها مجموعة نساء السودان بدول المجهر وتعمل على استمرارها د. فاطمة بابكر ود. آمال جبر الله، و"نون" التي أصدرها اتحاد عام المرأة ولم تعمّر طويلاً.
؛؛؛
لجنة البحوث التابعة لجمعية تنظيم الأسرة السودانية اهتمت أيضاً بقضايا المرأة والإنجاب تحديداً، فأصدرت "الأسرة السعيدة"
؛؛؛
أيضاً كانت هناك إصدارة كلية المعلمات مدني في العام 1956م، وهي سنوية توقَّفت بعد أربع سنوات من المحاولات التربوية الجادة، وصحيفة "المرأة السودانية" التي صدرت عن دار السودان للطباعة والنشر في العام 1990، وترأس تحريرها معاوية أبو قرون، ومجلة "مهيرة" التي أصدرتها جمعية الإمام المهدي في العام "1987- 1988"، وترأست تحريرها عفاف محجوب.
ردت الكاتبة على السؤال الذي طرحته في الفصل السادس وهو هل كانت الإصدارات النسائية ذات جدوى؟ فقالت إنه على الرغم من قلة ما كان يطبع من تلك الإصدارات إلا أنها عملت بجد واجتهاد على محاربة العادات والتقاليد البالية ونشرت الوعي القومي داخل المجتمع السوداني، وأسهمت بقدر وافر في بناء الحس الوطني.
نُقلة حضارية
وبكل أمانة نقول إن مجموع الإصدارات النسائية التي ظهرت منذ مطلع الخمسينيات وحتى الآن كانت ذات نفع، عالجت الكثير من القضايا، وخلقت رأياً عاماً نسائياً تجاه مجمل القضايا التي تؤرّق نساء السودان.
؛؛؛
المرأة السودانية شقت طريقها وأثبتت نفسها في مهنة كالصحافة كانت قاصرة على الرجال، فأطلّت أقلام نسوية واجهت الرفض بالثبات
؛؛؛
وقد عملت وما زالت على إحداث نقلة حضارية حول كل ما ينفع المرأة ويعلي من مكانتها ويبرز صورتها.
وعلق كلٌّ من الخبير الإداري بالأمم المتحدة البروفيسور حسن أبشر الطيب، والخبير الإعلامي دكتور إبراهيم دقش، والكاتب الصحفي إبراهيم عبدالقيوم، على دعم الرجل للصحافة النسوية في مراحلها الأولى واتفقوا على أن المرأة كانت تواجه صعاباً في الماضي سواءً كان بتكبيل حريتها أو في تعليمها الذي تحكمه العادات والتقاليد.
الأمر الذي دعا وشجع الكثير من الرجال ممن يؤمنون بإنطلاق المرأة في المجتمع كعنصر فاعل على الوقوف بجانبها وأسهموا في تطوير مسارها، فكانت دفعة قوية شقت المرأة من خلالها طريقها وتمكنت من إثبات نفسها في مهنة كالصحافة كانت قاصرة على الرجال، فأطلّت أقلام نسوية واجهت الرفض بالثبات والهجوم بالصمود بالموقف والدور والتضحية من أجل الوطن إلى أن أصبح الطريق ممهداً أمام الراغبات في العمل الصحفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.