بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] جامعة الجزيرة 24 ديسمبر 2010 الجنس هو الوسيلة الرئيسية في الحيوانات للتكاثر وحفظ النوع. أما في النباتات فهنالك عدة طرق بما في ذلك العقل والدرنات والرايزومات وغيرها من أنواع التكاثر الخضري. غالبية الحيوانات تتكاثر في أوقات معينة من الشهر أو السنة. عليه لا يتم التزاوج إلا أثناء تلك الفترات المرتبطة بأنشطة هورمونية معينة، وقد تكون هذه الأنشطة الهورمونية مرتبطة بظروف مناخية / جوية / بيئية / غذائية محددة ومعروفة لنا كأكاديميين. عند توفرها تنشط الغدد التناسلية والمبايض والخصيات ويكون الحيوان مستعدا للتزاوج. عندما يحدث هذا يصبح الحيوان ككل وكأنه آلة للتزاوج لا يهتم أو أحيانا لا يشعر بما حوله من حيوانات أخرى أو كائنات أخرى وكأنه أعمى ويتم التزاوج وسط المجموعة من المتواجدين بالمكان (دون خجل). الانسان عادة يخجل أو يخاف من أن يراه أحد أثناء تزازجه. هذا لا يعنى أن هنالك حيوانات أخرى تراعى الخصوصية في هذه العلاقة الحميمية بين الذكر والأنثى ومنها الأرضة (النمل الأبيض) التي تتزاوج بعيدا عن أعين الآخرين. ما أود أن أركز عليه هنا أنه في حالة التزاوج ابتدأءا من مرحلة الإثارة وانتهاءا بتمام عملية التزاوج يكون الحيوان بما في ذلك الإنسان في حالة تشبه حالة فقدان الوعي والعقل أو العقلانية. هذه العملية التزاوجية جعلها الخالق سبحانه وتعالى فينا وفى الكائنات الأخرى لعمارة الأرض. وان لم تكن مرتبطة (بمكافأة) جسدية حسية ، وهى التلذذ بها أثناء الممارسة لما لجأ أي كائن حي على القيام بها لعدة أسباب منها الإرهاق وقبح الممارسة في حد ذاتها، وبالتالى لن يحدث تكاثر وان حدث سيكون نتيجة تخطيط وبرمجة داخل الأسرة للمحافظة على النسب. الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يمارس الجنس طوال العام، مع امكانمية حدوثه كل يوم، ودون شروط فسيولوجية أو بيئية معينة، بل الكثير منا يعتبر الجنس هو أهم شئ في حياته ويحلم بأن يتزوج بأكبر عدد من النساء لهذا الغرض!! ما جعلني أكتب في هذا (الموضوع الشائك) ما نقرأه تقريبا يوميا بالصحف ونسمعه في المناسبات الاجتماعية من أن هنالك من قام (باغتصاب) فتاة أو طفلة أو طفل وفى كثير من الأحيان ينتهي الأمر في حالة الأطفال بالقتل خوفا من الكشف عن الجاني!! أول جريمة قتل منذ الخليقة كانت بسبب الجنس عندما قتل هابيل أخيه قابيل من أجل الفوز باحدى أخواته كزوجة (كان حلالا فى ذلك الوقت للضرورة حيث لا توجد أسرة أخرى)، وكلنا يعرف بقية القصة وحضور الغراب..الخ. يقول العلماء بأن الحب من أهم متطلبات الجنس بالنسبة للإنسان. لا يمكن أن يقوم الإنسان بممارسة الجنس مع أية امرأة (أقرب الى الدعارة) إلا إذا ما كان يحبها والعكس صحيح أيضا فهى أيضا يجب أن تحبه حتى تمنحه نفسها طائعة. ويعتقدون أن الجنس هو اعتراف من كل منهما بأن جينات هذا الشخص تستحق أن (تخلد) عن طريق المحافظة عليها بالتناسل ونقلها الى الأجيال القادمة، لهذا يمارس الجنس بين المتحابين (بعد الزواج بالطبع). الزواج هو الإطار الشرعي الوحيد للممارسة الصحيحة لكل ما يتعلق بالتكاثر بين البشر، واتفقت على ذلك كل الأديان السماوية و المعتقدات الأخرى. لكن (الجنس من أجل الجنس) فهذا يعتبر من (أنواع الشذوذ). حتى الحيوانات لا تقوم به عكس ما هو سائد بيننا نقول أن فلانا كالبهائم!!!. كل ما هو شاذ مرفوض. الرجل تثيره بعض تركيبات وملامح بجسد المرأة أو سلوكها أو صوتها أو رائحتها..الخ (وهذا طبيعي)، كذلك يحدث ذات الشئ بالنسبة للمرأة. هنا قد يحدث ما يعرف بالحب وهو قد يكون حب روحي جسدي love أو يكون حب جسدي فقط lust وهو أضعف الأنواع ومهدد بحالة الإشباع وقد ينتهي بالبعاد أو الطلاق في حالة المتزوجين بعد حدوث حالة الملل والرغبة في التجديد. ما يحدث في المجتمع حاليا هو (انحراف وشذوذ). كيف يفكر شخص بالغ ناضج عاقل في ممارسة الجنس وعن طريق القوة مع امرأة لا تربطه بها صلة؟ أو طفلة لم يكتمل نموها بعد أو طفل ذكر!! أين يكون عقله عند يبادره إحساس أو يوسوس له الشيطان في بداية الأمر بارتكاب مثل هذا الفعل؟ هل يكون تحت تأثير المخدرات التي انتشرت بكثرة بين أفراد المجتمع ذكورا وإناثا شيبا وشبابا من كل الطبقات والمستويات. هل يكون تحت تأثير الخمر؟ أم هو في الأساس شخص (غير عاقل) أو غير مكترث بالأمور المجتمعية ويعيش بيننا في المجتمع( متخفيا) ويظهر ما لا يبطن ويقوم بكل الرذائل دون أن نكتشف من هو مرتكبها. الشرع يتطلب الجلد أو الرجم على حسب الحالة. لكن هل هذا يكفى لردع مثل هؤلاء؟ ماذا نفعل بمن يقتل بعد أن يقوم بفعلته هذه؟ ما الذي سيطفئ النار التي تشتعل داخل الفتاة المغتصبة أو والد ووالدة الطفل أو الطفلة المغتصبة؟ والأسوأ أن يتبع ذلك القتل والتخلص من الجثة في بئر وغير ذلك. الشخص الشاذ جنسيا من النوع أعلاه لا مكان له في المجتمع ولا يمكن علاجه طبيا أو نفسيا. لا نعارض ما جاء بالشرع، لكن نحن أدرى أيضا بأمور دنيانا. أرى أن ترفع العقوبة خاصة وان كان المجرم فوق الأربعين من عمره وتكون عقوبته (الإعدام) في حالة الاغتصاب فقط أو الاغتصاب والقتل معا. أما إن كان (شابا بالغا)، حتى وان نضج جنسيا مبكرا، أي قبل السادسة عشر (كمثال)، أرى أن يجلد أمام كل أفراد مجتمعه ويرسل الى المستشفى (لاستئصال) أعضائه الذكرية (آداه الجريمة) حتى يصبح عبرة لغيره ويعانى من فعلته هذه طوال فترة حياته نفسيا وفسيولوجيا. سادتي انتم قد لا توافقون على مثل هذه العقوبات لكن انظروا لمعاناة الأم والأب والفتاة المغتصبة ومصيرهما الى أن يتوفاهم الله!! ثانيا، هذه الحالات أصبحت تحدث يوميا داخل المنازل وفى غياب الوالدين والفاعل هم الخدم والأقارب والجيران والغرباء والباعة المتجولين، لكن المجني عليه أو عليها لا يجرؤن على الإفصاح عن ذلك وبالتالي فان الإحصائيات غير دقيقة. ثالثا، أطالب الأسر بترك عادة استضافة أبناء الأهل ببيوتهم كما كنا نفعل سابقا (الديوان) حيث أن الأخلاق تغيرت تغيرا جوهريا وأصبح الوازع الأخلاقي والديني والأسرى ضعيفا و غائبا، خاصة وان كان لديكم فتيات بالمنزل. أرجو أن لا نستهين بمثل هذه الأمور، وأن لا يغفل الوالدين عن أطفالهما ومراقبة تحركاتهم ومع من يجلسون ويلعبون وأن لا يسمحوا لهم بالتغيب عن ناظريهم لفترات طويلة، فهم أمانة فى أعناقهم. أما الفتيات والمراهقات فيجب مراقبتهن عن قرب ومراقبة ما يلبسون حتى لا يطمع فيهن ضعاف النفوس. الردع في مثل هذه الحالات هو الحل. الإعدام والاستئصال. هل تتفقون معي؟. أن لم تفعلوا فلا تلومون إلا أنفسكم. لا تأخذك بهم م رأفة. أبناؤكم وبناتكم أولى برأفتكم.