بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير [email protected] جامعة الجزيرة كان من المفترض أن يكون عنوان هذه المقالة: المرأة السودانية: هل هى زاهدة فى حكم السودان أم أنها لاتثق بمقدراتها؟ أذا مانظرنا الى الأرقام التى سجلت بكل المراكز سنجد أن تعداد الاناث يتراوح مابين أكثر من 60% الى أقل من 70% بقليل. كانت المرأة أكثر ايجابية فى مرحلة التسجيل . هل لأنها أكثر وطنية؟ أم لأنها الأكثر احتياجا للتغيير؟ أم الأكثر وعيا؟ أم الأكثر تضررا من حكم الانقاذ؟ أم أنها تريد المحافظة على الانقاذ واعطائها الشرعية؟ عليه فهى التى ستحدد مصير الحكم ونوعيته ومن سيحكم وكيف يحكم اذا ما كانت ستصوت بذات النسب المذكورة أعلاه. قانون الانتخابات الحالى يعطى الفرصة للمرأة للترشح على كل المستويات من رئاسة الجمهورية، رئاسة الجنوب، والولاة، الدوائر الجغرافية، القوائم الحزبية وبالطبع قائمة المرأة التى تشكل 25% من البرلمان القومى والمجالس الولائية والمحليات..الخ. جال بخاطرى أنه لو كانت المرأة تعلم بأنها هى الثقل الرئيسى للانتخابات مقدما، أى قبل عملية التسجيل، لفكرت فى انتهاز هذه الفرصة والتقدم بقوة للاستيلاء على السلطة سلميا و عبر الصناديق الانتخابية دون أن نقول نحن أولاد آدم بغم!!! لازالت الفرصة مواتية حتى هذه اللحظة بأن تصوت كل النساء لمرشحة الرئاسة الدكتورة فاطمة عبدالمحمود، وتنقسم أصوات الرجال بين البقية منهم كلهم من أولاد آدم. ولازالت لديهن الحق فى 25% من المقاعد البرلمانية المختلفة. لنا أن نتخيل مثلا أن هنالك اتحاد حر للمرأة السودانية (وعاء جامع للمرأة) يهدف الى حماية المرأة من الحروب والفقر و الجهل...الخ واستطاع هذا الاتحاد أن يتسجل كحزب له مرشحات على مستوى الدوائر الجغرافية بكل البلاد والقائمة الحزبية ورئيس الجنوب والولاة. هذا يشكل 60% الدوائر، اضافة الى 15% قائمة حزبية (بالطبع ستكون كلها من بنات حواء)، ستمتلك 75% من المقاعد. أما حقها فى قائمة المرأة (25%) فسيكمل الصورة الى 100 حكومة نسوية تحكم نساء ورجال السودان أجمعين. أى أنها ستحكمنا رئاسيا وولائيا وقوميا وتشريعيا ومحليا. أتوقع أن تكون هذه نقلة نوعية خطيرة جدا على كل الأصعدة والمجالات سياسية، اجتماعية، اقتصادية..الخ. أما تحت الظرف الحالى، فهى كما قلنا يمكن أن تتحالف كل النساء الحزبيات وغير الحزبيات للتصويت للمرأة الوحيدة المرشحة لرئاسة الجمهورية وتحديد المرشح الى يردن أن يمثلهن بالاجماع فى البرلمانات المختلفة وتحديد الوالى الذى يناسب طومحاتهن على أن يلتزم لهن على الأقل بمناصب نواب الولاة وبعض الوزارات المركزية والاقليمية و نسبة لاتقل عن 50% من المعتمدين والمحافظين والمستشارين. يمكنهن أن يفعلن نفس الشئ بالتفاهم مع قيادات بعض الأحزاب القوية التى تستطيع أن تلتزم بكلمتها لهن. بل يمكن لنساء الحزب المعين أن يفرضن على أحزابهن الحالية بأن لايقل تمثيلهن فى كل المواقع السياسية تنفيذية كانت أم تشريعية بعد استلام السلطة عن 50% والافلن يذهبن الى التصويت رغما عن انتمائهن الحزبى. لكن يبدو أن المرأة السودانية لا زالت تثق بقدرات الرجل فقط وتعترف بأنها تفوق مقدراتها على الحكم أكثر من ثقتها بنفسها!!!. كل النساء الائى سجلن أسمائهن للانتخابات تم اختيارهن دون أن يتقدمن للترشح بقائمة النساء على الأقل فى الحزب الاتحدى الديموقراطى الأصل على حسب علمى. أما التسجيل فقد بذلت فيه مجهودا جبارا، وكان للمرأة الدور الرئيسى فى انجاحها تحركا وتنظيما وتسجيلا. لكن لازالت المرأة تظن أن الرجل أكثر تأهيلا للعمل فى المجال السياسى. هل هذا صحيح؟ نقول أن للمرأة بعض الخواص والمواصفات التى تساعدها على حكم هذه البلاد وستجد العون من شقيقها الرجل المثقف الذى لا يرضى لها اهدار حقوقها الانسانية وكرامتها. يبدو أن المرأة أكثر ذكاءا مما نظن. فهى تحكمنا فى منازلنا التى شيدناه من حر أموالنا نح الرجال!!!. تديرها بأموالنا نحن الرجال ونتبسم فى وجهها آخر اليوم أو آخر الشهر ونمنحها كل ما نملك دون من أو أذى وننام مرتاحين سعداء قريرى العين فى ثوان وهى تتحكم فينا من الداخل ونعمل نحن ماعارفين حاجة. فلا داعى للحكم منزليا وحكوميا، قوميا وولائيا، والا فقدتنا عن طريق الهروب أو الهجرة (هرب ولم يعد أو شال عكازه وفات). عزيزى الرجل (سى السيد) ببساطة كده "من يحكمك داخل البيت يستطيع بسهولة حكمنا خارج البيت" .فلماذا التعب عبر صناديق الانتخابات. أقل ما يمكن أن تقوم به المرأة الآن هو أن تستغل صوتها الغالى فى احضار الكوادر الهاربة الى الخارج، ثم تحديد المرشحين الذين يوفرون لها العيش الكريم وتعليم أبنائها وتوفير الطبيب والدواء له ولأسرته متى ما احتاج لهم. يمكنها تضع برنامجا تعرضه على المرشحين ومن يتبناه تصوت له المرأة بالأجماع فى كل مناطق السودان. كما يمكنها التحالف ضد مرشح معين فتسقطه وبسهولة شديدة. من يستطيع أن يسقط مرشحا أو يجعل الآخر فائزا هو صاحب السلطة الحقيقية التى سيحسها عندما يبقى بمفرده خلف الستائر لوضع علامة داخل الدئرة. كما يمكنها من داخل البرلمان القومى تغيير كل القوانين الولائية منها والقومية لبناْ ء وطن متعافى. أيتها المرأة انت من عانى من كل مشاكل هذا الوطن المتعوس بأهله . لماذا نصبح ثالث الطيش من ناحية الفقر ونحن دولة زراعية (قبل الانقاذ كنا ضمن الخمسة دول الأكثر تخلفا!!) أى أننا أضعنا 21 عام من أعمارنا دون جدوى ، كما نملك أكثر من 132 مليون رأس من الحيونات ومياه أنهار وأمطار وبترول ومعادن وعقول جبارة وحوالى 200 مليون فدان صالحة للزراعة فورا، و600 مليون بمجهود بسيط . فشل الرجال فى الحكومات المختلفة منذ الاستقلال فى احدانث النقلة المطلوبة، بما فى ذلك عباقرة المؤتمر الوطنى الذين حكمونا 21 عاما ولا زالت نفوسهم مفتوحة للمزيد كما تفعل جهنم عندما تشتم رائحة الكفار والعصاة فتقول هل من مزيد؟؟!!. أيتها المرأة السودانية حمالة الأسية، استخدمى صوتك بعقل بالتعامل مع الأحزاب بطريقة تحقق أهدافك وأهداف السودان عبرك أنت صاحبة الحق الأصيل فى هذا البلد الموكوس. لا تفرطى فى صوتك الغالى لمجاملة أو لذى قربة أو تعصبا لعرق أو جهوية. الوطن أولا وأخيرا وأنت أمينة عليه فانت الحبوبة والأم والأخت والحبيبية والزوجة والبنت والعمة والخالة. يجب أن لا تنقادى بل يجب عليكى أن تقودى طالما واتتك الفرصة حلالا بلالا وحققتى أعلى نسبة تسجيل. هذه فرصتك فلا تضيعيها فقد لاتتكرر مرة أخرى قريبا، ويابختك!!!!