جنوب السودان ........ بناء الدولة و استعجال النتائج !!!! بقلم: شوب داو مامض تعتبر دولة جنوب السودان احدث دول العالم من حيث الانشاء و الاستقلال . فعندما ننظر لجمهورية جنوب السودان نرى قصة كتبته شعب جنوب السودان طوال عقود كثيرة فى مسيرته نحو تحقيق الكرامة و احترام حقوق الانسان و محاربة الفساد و الاستغلال بكل اشكاله . وايصال كلمتهم نحو المستقبل , فرص العدالة المتساوية , فرص العمل , حرية التعبير . التداول السلمى للسطة . ومازال الشعب الجنوبى مستمر فى كتابة هذه القصة . فى الحقيقة لقد بدأت القصة الحقيقة الان لبناء الدولة , لان الذى كتبته كانت المقدمة و المتمثلة فى مراحل النضال السلمى و الكفاح المسلح . فالدولة لاتوجد فى ليلة و ضحاها و لا تبنى فى عام او عقد واحد . لان بناء دولة مؤسسات . دولة ذات سيادة ,يحترم شعبها و يقوم بحمايتها و يقدم لها الخدمات , فهى تحتاج الى صبر وطول بال و عمل دؤوب .و عندما يبدأ العمل فلا يجب التراجع الى الخلف مهما كانت التحديات و المعوقات .فلماذا نستعجل النتائج و نقارن دولتنا الوليدة مع دول فى مرحلة الرشد بعد ان اجتازوا مراحل النمؤ الطبيعى و التدريجى .لننظر الحكمة من عند الله القدير و المتمثلة فى الفترة التى يمر بها الانسان من النطفة حتى يصبح انسانا كاملا بعد تسعة اشهر و بضع ايام . لماذا كل هذه الفترة ؟.. اليس الله بقادر ان يخلق الانسان فى يوم او اسبوع او قل شهر ؟ .ذلك الفترة لتدرج النمؤ الطبيعى للانسان الذى يمكن ان يكون صورة للدولة لما يشمله من مؤسسات فكرية , روحية و جسدية تعمل بصورة متكاملة .فالذين لم يحضروا الاوقات الصعبة من دؤى الراجمات و قنابل الانتينوف و الالغام الارضية و الاعتقالات التعسفية . الذين هاجروا الى الدول المستقرة و لم يختبروا اللحظات الاليمة من تاريخ نضال شعب جنوب السودان . فى هذا لا يستثنى حتى بعض قادة الجيش الشعبى الذين قضوا جلة اوقاتهم فى الكورسات و التحصيل الاكاديمى . و لم يعيشوا مع رائحة الموت و البارود . الذين تدرجوا فى الرتب حسب شهاداتهم العلمية . و لكن من عاش تلك الفترة المظلمة و استنشق رائحة البارود المختلط بالدم . و استمتع بنغمات ازير الانتينوف و رقص على انغام ايقاع الراجمات . فيعرف كيفية التدرج و حتميتها للتغيير .لاته اختبر كيف يواجه جيش منظم و بكامل تسليحها الحديث . ببندقية ابوعشرة و بعض قنابل الملتوف و بتكتيك طبيعة الغابات (الغوريلا) مرورا بتسليح خفيف من غنائم جيش العدو . وصولا الى جيش شعبى منظم و مدرب و بكامل العتاد الحربى . اما المواطن الجنوبى فعايش فترات الظلم و الاضطهاد . ثم ضاق طعم الحرية فى المناطق المحررة . فهؤلا يعرفون قيمة و اهمية التدرج و الصبر للوصول الى النتائج و الاهداف المنشودة. بالرغم من ان جمهورية جنوب السودان نشاء من العدم . لان دولة السودان لم تعمل على تكوينها و تاسيسها كجزء من دولة بل استفاد من خيراتها و تركها فى حالتها البدائية .و بالرغم من ان جنوب السودان يتقدم بخطوات حثيثة نحو النمؤ و التطور كدولة .رغم كل العراقيل و المتاريس و الصعوبات التى تواجهنا .فان هؤلا لا يقدرون هذا الجهد المبزول .لسبب بسيط و ذلك لانهم لم يعيشوا تلك اللحظات المظلمة فى تاريخ نضال و كفاح شعب جنوب السودان .كل دولة و بلد لها تاريخها و قصة نشاءتها الخاصة ...لكن قصة دولة جنوب السودان فريدة و خاصة جدا جدا . لانها تاريخ و قصة كتبت بالدم مدادا و التضحية ورقا .فمعظم هؤلا لايعرفون معنى ان تكون فى جنوب السودان فى تلك الايام .لان حكومة السودان بدلا من ان توفر لك الحماية تقوم هى بمطاردتك و قتلك .عندما فسح حكم القانون المجال لصوت البندقية و سرعة الرصاصة .فى تلك الفترة كان اضمن لك ان تقابل اسدا مفترسا من ان تقابل جندى سودانى . لان الجندى السودانى فى ذلك الزمان لا يقيم حياة الانسان الجنوبى اما الاسد فاذا وجدته شبعانا فقد سلمت . فى تلك الفترة كنا نعيش لحظات اليوم فقط لان الغد فى حكمة الغيب . و لكن بعد كل ذلك لنشكر الله الذى قادنا الى هذه اللحظة المضئية من تاريخنا . مستمتعين بالسلام و السيادة و الكرامة .مع ومضات مستقبل نيرة . فهل قدرنا ذلك و شكرنا الله العلى القدير اولا ثم شهدائنا و الجرحى و الايتام و الارامل .الذين سقوا هذا الارض و كتبوا قصتها بدمائهم الطاهرة لينبت دولة جنوب السودان , دولة ذات سيادة . المطلوب حاليا و بصورة ملحة من جميع ابناء جنوب السودان ان يفهموا و يعرفوا حقوقهم وواجباتهم نحو هذه الدولة الوليدة .لننمى جميعا و نطور ثقافة المشاركة الشعبية فى بحث و اكتشاف الفرص الممكنة و تقديم النصح و الارشاد لحكومتنا بدلا من الهجوم الغير مبرر عليها . لنكن المراة التى تعكس صورة بناء الدولة .ننتقدهم نقد بناء . نشد من ازرهم . نشيد بهم عندما يصنعون خيرا . دعونا نحرض منبع الابداع و الابتكار فينا لتحقيق بناء دولة قوية . لنعمل جمعيا , لنصبر و لنتعلم من ابائنا المزارعين . فى رعايتهم للزرع من نظافة الارض ووضع البزور . انتظار الامطار . حش الحشائش . ثم الانتظار مع الرعاية حتى ينضج الزرع .و بعد ذلك الحصاد الوفير . دعوتى لكم هى لنبدأ العمل و لكن يا من تظن نفسك عالم من اين نبدأ؟ . ابتكوين مؤسسات صحية . ام بالتعليم ,ام بالامن و الجهاز القضائى , ام بالاقتصاد و المؤسسات المالية . ام بالطرق و الجسور و المنشأت ام نبدأ بكل هذه المؤسسات فى ان واحد من الاساس , ثم طوبة طوبة , وصولا الى الدولة التى تحلم بها . دعونى اتسأل ايتم هذا فى عام ام عقد او قرن من الزمان؟ . فذلك يعتمد على تخطيطنا و عملنا لنجاحه , ابائنا و اخوتنا سفكوا دما , فلماذا نبخل ان نسكب عرقا ان كنا ندعى باننا جنوبين و هذه دولتنا , فهيا الى العمل ....... الكل انتباه ..... حزية , الى الامام معتدل مارش ............ فيليب ود داو – ابيى (جمهورية جنوب السودان [email protected] e-mail: