[email protected] مدخل أول لابد منه: ورد تصريح قبل يومين على احدى الصحف الأمريكيه منسوب لأحد المسوؤلين الأمريكان يقول ((على القوى الليبراليه والديمقراطيه أن تنظم صفوفها، لكى تتقدم الصفوف)) أو ما معناه. يعنى أخيرا أنتهى شهر العسل الذى لم يدم طويلا بين أمريكا والأسلاميين وبدأوا التفكير فى التخلى عن دعمهم (الغبى) والمريب للتيارات (الأسلامويه)، التى لا تؤمن بالديمقراطيه، فى وقت كانوا يتحدثون فيه عن الديمقراطيه وحقوق الأنسان ويحاربون العنف والتطرف. مدخل ثان: ليس من حق أى أحد أو جماعة أن تزائد على وطنية الآخرين خاصة (الأسلاميين) الذين لعبوا كثيرا على هذا الوتر، بعدما انكشف المستور وتأكد ما كان يدور داخل الغرف المغلقه. بعد أن كانت مجرد تكهنات وبعض الأعترافات ، تشير الى علاقة ما تربطهم بالأمريكان وأتضح بأنهم كانوا يجلسون معهم ويفاوضونم ويعقدوا معهم اتفاقات سريه، أعادت العلاقه القديمه المعلومه لمقاومة المد الشوعى ، فأتتضح بأنها لم تتوقف ولم يتوقف دعمها لتيارات (الأسلام السياسى) خاصة الأخوان المسلمين الذين تظنها جماعه مسالمه تختلف عن التيارات المتشدده، وقد كشف الصحفى المصرى عادل حموده على الهواء، بأن الفريق شفيق الذى كان مرشحا لرئاسة الجمهورية ومنافسا لمرشح (الأخوان) محمد مرسى، قال اتصلت به السفيره الأمريكيه والسفير البريطانى وممثلة الأتحاد الأوربى فى القاهره، وطلبوا منه أن يعطى (الأخوان) فرصه فى الحكم، قبل اعلان نتيجة رئاسة الجمهوريه، وحينما أحيل رئيس المجلس العسكرى المصرى المشير (طنطاوى) ورئيس الأركان الفريق (سامى عنان)، وعدد كبير من قادة الجيش المصرى، بصورة مفاجئه ، صرحت الأدارة الأمريكيه بأنها كانت تعلم ذلك!! بل ما هو اشد غرابة أن الأمريكان شكروا الأخوان المسلمين على مساعدتهم فى اطلاق مواطنيهم الذين اعتقلوا فى قضية التمويل الأجنبى بعد الثوره. أما علاقة امريكا بنظام السودان فهى معروفه وقد اعترفوا بها بالسنتهم ولا داعى للتكرار. ............................................ ومن ثم نقول أن امريكا عرفت الآن وبصورة جيده حقيقة الأسلاميين الذين كانت تدعمهم فى الخفاء وتأويهم على ارضها وتسهل دخولهم، من خلال الضربه الموجعه – الناكرة للجميل – التى عبرت عنها بحزن وزيرة الخارجيه الأمريكيه (هيلارى كلنتون) بعد حادثة اقتحام سفاراتها فى بنغازى وقتل السفير. وقالت (لماذا فعلوا ذلك بعد أن وقفنا الى جانبهم وأنقذناهم من القذافى)؟ وهى لا تعلم فى (الشريعه) الأستفاده من (الكفار) جائزه، ومهما فعلوا خيرا فقتلهم جهاد يدخل صاحبه الجنه! ولم يتوقف الأمر على ليبيا التى وصلها تنظيم (القاعده) وشارك فى الثوره الليبيه التى اطاحت بالقذافى مثلما تشارك (القاعده) الآن فى سوريا ولذلك يقول (المحللون) هذا هو السبب فى فتور الغرب من دعم الثوره السوريه والمساعده فى الأطاحه بألأسد سريعا، وأمتد العدوان لسفارتهم فى مصر وانزل العلم الأمريكى ورفع علم القاعده فى مكانه. الشاهد فى الأمر اذا كانت أمريكا ومن خلفها الغرب وكافة الدول التى تؤمن بالحريه والديمقراطيه اذا كانوا جادين، فى أن يستقر العالم ويعمه السلام فعليهم التخلى عن نظرة المصلحه التى قد تتسبب فى تدمير العالم بسلاح اقوى فتكا من القنابل النوويه والعنقوديه وهو دعمها للتيارات الأسلاميه التى تتينى (الشريعه) منهجا للحكم – بوعى أو بدون وعى – وأن تفك ارتباطها بتلك التيارات، وأن تميز بينهم وبين باقى المسلمين الليبراليين والديمقراطيين الذين يؤمنون بأن الدين لله والأوطان للجميع ويعملون من أجل تحقيق المساواة بين كآفة الناس دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو النوع. وبخلاف ذلك سوف تفاجأ بين كل وقت وآخر بمثل ذلك الضابط الفلسطينى الأصل، الذى قتل رفاقه وبجنود مثل الذين يخدمون مع (كرازى) ويقومون بقتل الجنود الأمريكان غدرا أو بالنوعيات التى تسلقت السفارات وقتلت سفيرهم فى بنغازى. ولا داعى أن نعيد ونكرر بأن المشكله تكمن فى (المنهج) والفكر الظلامى الذى يحمله هؤلاء فى روؤسهم لا فى التطبيق كما يزعم بعض (الأسلامويين). فكل من يؤمن بالشريعه كوسيلة للحكم يحمل فى جيناته بذرة (ارهابى) أما أن اعلن عن نفسه سريعا أو أنتظر الفرصه المناسبة لذلك الأعلان. ومن لا يعجبه هذا الرأى أو يختلف معه، فلا نريد منه أن يكرر ويعيد علينا عبارات انشائيه دون توضيح مثل (الشريعه صالحه لكل وزمان ومكان). بدلا عن ذلك عليه أن يجيب هل تجيز (الشريعه) قتل الكافر أم لا؟ وهل تطالب الحاكم المسلم بأن يفرض على الكفار دفع الجزية عن يد وهم صاغرون أم لا؟ وهل تمنع ولاية المسبحى على المسلم أم لا؟ وهل تمنع ولاية المرأة على الرجال أم لا؟ ...................................... ودعم امريكا والعالم الحر لليبراليين والديمقراطيين لا يحتاج الى ارسال جيوش أو الدخول فى حروبات، ويمكن أن يوفروا اموالهم التى يصرفونها على تلك الحروب لصالح شعوبهم. فقط أن تتبنى امريكا كدوله قائده للعالم الحر، والى جانبها الدول دائمة العضويه فى مجلس الأمن، قرارا تصدره الجمعية العامه للأمم المتحده، يمنع التعامل مع أى دوله يحكمها نظام ديكتاتورى وشمولى لا يطبق الديمقراطيه بالصوره المعروفه، وفى ذات الوقت يمنع التعامل مع الأنظمه الدينيه فى اى مكان ودون استثناء، وأن يحظر قادتها من السفر والا يقدم لها دعم أو قرض والا يسمح لها بالحصول على التكنولوجيا المتطوره. وبهذا لن يقبل شعب عاقل أن يحكمه نظام دينى ظلامى. اضافة الى ذلك أن تتبنى الجمعية العامه للأمم المتحده توصيات لتحديد نوعية التعليم الذى لا يحرض على العنف والكراهية ويؤدى الى تفريخ الأرهابيين. وبهذه الطريقه تصعد التيارات اللبراليه والديمقراطيه ويدور بينها تنافس سياىسى شريف لا (سياسى/ دينى)، ينتصر فيه من يقدم برنامجا قادرا على حل مشاكل الشعوب لا قهرها وأرهابها. للأسف كثير من القوى المنتمية للتيارات الليبراليه أما منافقة (للأسلاميين) أو خوفا منهم أو هى لا تعرف حقيقة فكرهم ولذلك لا تعرف كيفية مواجهتهم. ولذلك نسمع بعضهم يقولون علينا أن نسمح لهم بالعمل السياسى لأنهم مواطنين ومن حقهم أن يتنافسوا مع الآخرين وأن يجدوا فرصة فى الحكم. وهذا فهم ساذج، فالدين يدغدغ مشاعر البسطاء والفاقد التربوى والثقافى وهؤلاء هم الأكثريه وسط الشعوب، خاصة فى دول لا تهتم بتثقيف شعوبها وفى وقت اصبح فيه الأهتمام بالقراءة نادرا وطغىت عليها الفضائيات والافلام الأباحيه والبرامج الدينيه التى تحرض على القتل وسفك الدماء وتسفيه معتقدات الآخرين. و(الأسلام) يجب أن تكون منافسته مع المسيحيه واليهوديه، والهندوسيه والبوذيه لأنه دين. اما فى السياسه فيحب أن تكون المنافسه بين احزاب تطرح برامج وحلول فى الأقتصاد والسياحه والرياضه وكآفة مجالات الحياة. وهذا ما سوف يتجه له العالم كله عاجلا أو آجلا، بعد ضياع سنين من عمر الشعوب وبعد أن تسفك دماء غزيره. الآن وبعد 30 سنه أعترف الأسلاميين قتلة (السادات) بخطئهم فى قتله، بعد أن اهدروا دمه وكفروه وكانوا يتربصون به فى كل مكان! ولا توجد أدنى مشكله فى أن ينخرط (المسلمين) الصادقين المعتدنين لتلك الأحزاب (المدنيه) التى تطرح برامج دنيويه تحل مشاكل المواطنين ويقنعنون الآخرين بافكارهم وعلمهم وحسن اخلاقهم وايمانهم بالديمقراطيه، لا بكثرة صلاتهم وصيامهم فذاك امر بينهم وبين ربهم. آخر كلام:- خليفة المسلمين الرابع (عثمان بن عفان)، الذى كان يمول الغزوات والمعارك، حوصر منزله بواسطة الغوغائي مستخدمين شعار الدين، قبل 1400 سنه، فكيف لايهاجم الغوغايين باسم الدين وادعء محبة (الرسول) السفاره الأمركيه فى مصر وليبيا وأن يقتلوا السفير فى الآخيره، وأن يهاجموا السفاره الألمانيه فى السودان ويشعلوا فيها النيران، وما هو السبب فى ذلك؟