[email protected] بعد إنفصال جنوب السودان وذهابه بعيداً من مسرح الإستهبال السياسي فى الشمال النيلي إبتدع المؤتمر الوطني بدعة إرتباط النوبه بالجنوبيين شعباً وجيشاً رغم وضوح الحقائق والاوضاع على الارض و خصوصاً بعد فشل مخطط هارون والدباب سوار أخوان لتركيع الحركة الشعبية شمال فى ثلاثة أيام حسب إتفاقهم مع عصمت باشا قائد الجند ومهندس خطة نزع السلاح ( بالعافية كما يقول المصريون ) وبما ان العملية برمتها كانت نتيجتها الفشل عسكرياً وسياسياً كشف عن أخطاء فادحة فى تقدير موقف الخصم وقوته ، الا ان قادة الانقاذ و فى محاولة لتغبيش وعى البعض من اهلنا البسطاء إخترعوا إسطوانة فك الإرتباط العسكري والسياسي بين ورثة مشروع السودان الجديد شمالاً وجنوباً بل وصل بهم التعالي اللفظي والاستهتار بادمغة البشر لاعلى مستوياته حيث طالبوا بخروج أبناء النوبه بالجيش الشعبى من ارضهم واقليمهم واللجوء جنوباً وان ارادوا العودة لحضن دولة الخلافة عليهم الاغتسال فى بحر كير ودخول كاودا مستسلمين غير مسلحين ، ونتيجة لتلك الاوهام والتصرفات الصبيانية دفع الشعب فى جبال النوبه دماء غالية فى حرب عبثية غابت فيه اعمال العقل والمنطق بل نقضاً فاضحاً للعهود والمواثيق ، لاشباع رغبات جنرالات منفلتة ادمنوا القتل وارهاب المواطنين ، فقط لانه السبيل الوحيد لنهب مال الغير وتسريب جوالات مايسمي بالمجهود الحربي وسلاسل أخوات نسيبة الذهبية لازقة السوق الاسود ، وبعد ان انكشف الملعوب للجميع وذهاب صدمة الانفصال وغبن فطام البترول قليلاً وجد المؤتمر الوطني نفسه منقاداً الى طاولة نيفاشا اثنين مكرهاً رغم انف قيادات النوبه الذين حملوا المباخر حول كرسي السلطان محرضين ومخبرين لاجهزة الحكومة الباطشة ضد اهلهم حاملين وثائق وتوكيلات الارتباط العضوي والتأمري مع المؤتمر الوطني يلوحون بها فى مؤتمرأتهم المعدة سلفاً بقاعات الخرطوم طيلة العام الماضي وقد آن الأوأن للمؤتمر الوطني أن يعلن فك إرتباطه صراحة بهولاء الشخوص المنحرفين والمشوشين لقضايا شعب النوبه كما يطالبون به هم من الاخرين ، إذ ان هولاء القادة الشواذ الجاري تلميعهم ليل نهار سيتفضح امرهم فى اقرب صندوق انتخابي نزيه ، ولن يستطيعوا من الفوز حتى باصوات الموتى ان وجدت فى كشوفات الناخبين كما يفعل الحزب الحاكم ، لانهم بكل غباءهم السياسي قد اشعلوا الخرائق فى مراكب التواصل الاجتماعي مع الشعب قبل عبور ضفة نهر الحقوق المسلوبة لانسان جبال النوبه ، لذلك على الوطني اجراء اللأزم ان أراد سلاماً حقيقياً يجنب البلاد مذيد من التشظي وفرز الكيمان لأن الكل منا يحمل فى جيبه خارطة حدود اقليمه المتعارف عليه منذ دخول العرب السودان وقد لايشعر البعض بالحرج اذا تعالت الحناجر غداً فى دارفور(على دينار )يطالبون بفك الارتباط مع سودان العهد التركي والعودة الى حدود 1916 لان الهروب من الباب السري قد يجنبك المتاعب المتكررة ، طالما تمترس وريث المستعمر خلف مشروعه الاقصاعي الاحادي والضيق فى التفصيل الذي لايستوعب مكونات هذا الوطن المختلف فى كل شي .