[email protected] سبب زيادة الأسعار هو انخفاض سعر الجنيه السوداني أمام الدولار، ولأنني رفعت الدعم عن جميع السلع ، فالدولار أصبح الآن ( يدوخ ) جميع العملات ، وقد يأتي وقت تمتلئ فيه جيوبكم بالجنيهات وتكونوا غير قادرين على شراء شيئ ، الصحف تكتب عن صفوف السيارات أمام البنزين ، وهي لا تعلم انني غير قادر منذ شهر ونصف على شراء جالون واحد لسبب بسيط هو انه لايوجد المال الذى اشتري به ، وقد توقفت 80 بالمائة من طاقة المصانع لنقص الوقود . نحن ياجماعة بنتعرض لمؤامرة تستهدف شل حركتنا عن الأنتاج لنكون سوقاً للتوريد ، منذ أيام أهدى لي أحد الأصدقاء عمة سودانية إشتراها من سويسرا .. عمة سودانية تصنع فى سويسرا !! إذا لم تصدقوا تعالوا عندي فى البيت وشوفوها .. علينا أن نقتصد فى كل شيئ ، من يأكل ثلاث وجبات يأكل وجبتين ، ومن ياكل وجبتين يأكل واحدة ، ومن يأكل وجبة واحدة يأكل نصف وجبة ، ولماذا نشتري المعلبات الغذائية والصلصة ؟! نحن يا جماعة نأكل الويكة !! من الخطاب الأخير للرئيس جعفر نميري فى مجلس الشعب مساء الثلاثاء 26 / 3 / 1985م إنتهى هنا خطاب السيد الرئيس مخاطبا الشعب السوداني من خلال ماكان يعرف حينها بمجلس الشعب .. فما أشبه الليلة بالبارحة .. وما أشبه الأيام .. وما أشبه الأزمة الحالية بالسابقة ، كل الأشياء تتشابه فى هذا البلد والتاريخ يعيد نفسه بطريقة لولبية ، ودائرية مع إختلاف بعض الظواهر والشخصيات والتواريخ .. فالمتغيرات التي طرأت على العصر كثيرة وإختلفت أشياء كثيرة .. فالخرطوم مثلاً ليست خرطوم 85 وليست أحياءها وليست ثقافتها .. وشوارع الخرطوم ليست ذات الشوارع .. وسكان الخرطوم ليسوا سكانها .. ولكن الأزمة هي ذات الأزمة والضائقة هي ذات الضائقة والدولة هى ذات الدولة .. والأحزاب السياسية هى ذات الأحزاب السياسية من صالح حينها نميري يصالح الآن ومن شارك حينها يشارك الآن .. إختلفت بعض الوجوه ولكن هى ذات المواقف .. فهل ياترى إخوتي الكرام .. سيكون الحل هو ذات الحل أم ستختلف الوسائل والطرق .. وسيعيد التاريخ نفسه بطريقة أخري ..؟!! مع ودي .. الجريدة