خلوها مستورة طارق عبد الهادي [email protected] لماذا وقع الجنوب الاتفاق؟ ما من عاقل إلا و يرحب بالسلام لان بديل ذلك هو الحرب، اقل فائدة محققة هو ان تتوقف الحملات التحريضية في تلفزيوني البلدين تجاه الآخر، هذه لوحدها كانت تنخر في صميم العلاقة بين الشعبين والبلدين وليس النظامين، في رأيي هناك سببان حملا الجنوب على توقيع اتفاق السلام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ببنوده المتفق عليها وأنا هنا أشيد بتوقيع الجنوب وليس الشماتة ، ذلك أن فن ممارسة السياسة هو التعلم التدريجي وعلينا الصبر في السودان فالأمي في رقبة المتعلم والضعيف والصغير يصبر عليه القوي والكبير حتى يقوى عوده والجنوب بحاجة الى النهوض السياسي والإداري والاقتصادي وهم توفير المعيشة لشعبه. السبب الأول الذي حمل الجنوب على التوقيع هو ان الغرب عاجز حتى عن مساعدة اليونان واسبانيا في أزمتهما الاقتصادية وهم أصحاب العيون الزرق وبذلك الغرب هو عاجز عن تعويض الجنوب عن عدم تصدير نفطه والسبب الثاني الذي دفع الجنوب للتوقيع هو ان الجنوب كان قد عول على الانتفاضة الشعبية التي تحركها المعارضة الشمالية ولم يكتب لها النجاح أي من تجمع أحزاب جوبا او قوى الإجماع الوطني سمها ما شئت وكانوا قد بدؤوا بواكير تحركاتهم الخجولة قبل شهر رمضان ثم انتظرهم الجنوب بعد رمضان ليحركوا الشارع وتحمل الجنوب في سبيل ذلك ومنذ انفصاله تحمل العيش بدون عوائد النفط في من اجل حرمان السودان بعض الدولارات كرسوم عبور ليساهم في تفاقم الوضع المعيشي أملا في إحداث الانتفاضة المزعومة، أي كان يريد قادة الجنوب تغيير النظام في السودان بعد الانفصال وهو أمر غير منطقي ، ذلك ان التغيير يقوم به شعب الدولة المفترضة نفسه بعد ان يقتنع بالأسباب الوجيهة لذلك وأي محاولا من دول الجوار لإذكاء ثورة شعبية في البلد المجاور هي من الأمور البهلوانية التي لا تقدم ولا تؤخر بل تصب في صالح النظم المستهدفة وتدخل علاقات وجوار البلدين كما هو سائر في معظم دول إفريقيا في ليل افريقي طويل حيث ابو قدح يعرف مكان يعض رفيقه ويستمر دعم معارضات البلدين وهو عمل عبثي لا طائل من وراءه. يعضد هذا الرأي ما فعله الجنوب عند تغيير عملته الفجائي عقب الانفصال مباشرة أملا في إحداث ربكة اقتصادية ثم التلكؤ المستمر في دفع مستحقات السودان ليفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي انتظارا للانتفاضة المرجوة، هكذا بكل بساطة، ولما كان الشعب السوداني شعب فطن ويرتاب في العامل الخارجي طوال تاريخه لذلك لم يستحب حتى يبرأ من جرح انفصال الجنوب ربما بضع أعوام فقط لا غير حين يذهب الجنوب بعيدا وراء الحدود بدون ان يحشر انفه في شئونه الداخلية حينها سينظر الشعب في أمر من يحكمه وحينها يحين موعد جرد الحساب، انقضى شهر رمضان وانتظر الجنوب بعد العيد للمظاهرات الموعودة التي خرجت فعلا! ولكنها تظاهرات ضد الفلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام وتظاهرات من اجل إعادة هيثم مصطفى! في الهلال حتى حلت مشكلته وكل هذه مظاهرات عفوية لم تستأذن أحدا فهي خرجت هكذا، النتيجة ان الجنوب أيقن ان معارضة التجمع فشلت في تحريك الشارع والغرب أدار له ظهره ومن ثم أيقن ان يعود من الغنيمة بالإياب بعائدات نفطه، فما قضايا 14 ميل وكفيانجي وحفرة النحاس وجودة ومقينص كل هذا هو للحفاظ على عناصر تصعيد الموقف ليس إلا، القضية الوحيدة للجنوب هي ابيى وتستحق النظر من قوى المجتمع المدني والمفكرين شمالا وجنوبا لأنها تشابك حقيقي وتاريخ لقائدين عظيمين هما دينق مجوك وبابو نمر فالعدل أحق ان يتبع ، والمنطقتان النيل الأزرق وجبال النوبة تستحقان تمييز ايجابي في التنمية ، إذن فضل الجنوب النظر الى مصالحه بدل انتظار السراب.