المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما تنموا الاقزام في الصحافة السودانية.. الهندي نموذجا
نشر في الراكوبة يوم 03 - 10 - 2012


حينما تنمو الاقزام في الصحافة السودانية
الهندي عزالدين نموذجا
المثني ابراهيم بحر
[email protected]
يتميزالهندي عزالدين بشخصية مثيرة للجدال وتثير اقواله شهية الكثيرين للاشتباك معه تأييدا او تفنيدا كما انه صاحب حضور خاص نابع من سماته الشخصية ومن الكم الهائل الذي يستند عليه كونه احد ابناء النخبة الحاكمة المدللين الذين مهد ت لهم اقدر العقدين الاخيرين الطريق نحو المجد بعد ان انفتحت لهم ابواب الدنيا الجديدة وصاروا من اصحاب المال والاستثمار ومالكي العقار و(فقه) المرحلة الذي أصبح يحتاج الي زوجة المرحلة التي تستطيع ان تلمع صورة زوجها في المجتمعات الراقية ولو لا مجيء اولئك الانقاذيين لماكانوا علي تلك الشاكلة من المجد والتمييزالنوعي و المجتمعي عن الاخرين
يلجأ الهندي عزالدين للتقليل من شأن منتقديه ومن يعارضون النظام الحاكم ويتعاطي مع افكارهم المقابله بقدر من اللاأحترام والزهو بنفسه شأنه شأن الكثيرين من اولياء الحزب الحاكم ويحرص علي توظيف تلك الخاصية للقيام بأكبر نوع من التعبئة خلف مواقفه السياسية الداعمة للملأ الحاكم وعرض تلك المواقف فيها الكثير من الضغائن لمعارضيه الامر الذي يجعلها احيانا اقل قبولا ومصداقية ويلاحظ ذلك في ارائه عن معارضي النظام الحاكم وفي تشخيص الوضع السياسي الراهن
ويستحضرني هنا ان اختار ثلاثة من الكثير من المواقف التي تدل علي التناقض والارتباك التي تعيشها شخصية الهندي عزالدين في نقده و طرحه وتناوله للقضايا السياسية التي تبدو متناقضة مع الواقع المعاش
1/ ابان اندلاع الثورة المصرية اطل الهندي عزالدين في فضائية النيل الازرق في برنامج (تحت الطبع) مبديا رأيه ردا علي مقدم البرنامج مدعيا عدم صمود الثورة المصرية مدللا بأنها قامت بلا رأس يقودها؟ ثم ذهب مقللا من دور القوات المسلحة المصرية في انحيازها للثورة بأعتبار ان مبارك هو بن القوات المسلحة مدعيا عدم نجاح الثورة علي اسوأ الفروض وفي اقل من اسبوع خابت كل توقعاته وفات عليه كصحفي ان يدلي بتحليل منطقي طالما انه يدعي انه اصبح من القمم في عالم الصحافة وبعيدا عن الانحياز المزاجي لان سقوط نظام مبارك سيجعل الخوف يسري في اوصالهم و له دلالاته علي نظامنا الحاكم وبالتالي سيقلل فرص بقائه في اذهان الكثيرين الذين يظنون انه نظام لا يقهر وفات علي الهندي ان يشير لدور القوي الحديثة من الشباب التي تعاملت بروح العصر و نقلت الثورة من الكمبيوتر الي ميدان التحرير ثم النقطة المهمة انه تناسي قومية الجيش المصري الذي لا ينتمي لاي ايدولوجية معينة وهذه يعلمها راعي الضان في الخلا فالجيش المصري ليس هو الجيش السوري او الجيش اليمنياو حتي الجيش السوداني وهذه نقطه مهمة كان يجب ان يشير اليها
2/في احدي مقالاته في صحيفة المجهر السياسي تحت عنوان (عبد العاطي لا يكذب) وكان ذلك عقب المناظرة التي تمت في برنامج الاتجاه المعاكس بين د القراي وعمر عبد العاطي ادعي الهندي بأن عمر عبد العاطي تفوق علي القراي ووصف د القراي بأنه كان يتحدث (كالرجرجة )ويأتي بأكاذيب لا اساس لها من الصحة؟ وهنا أ ترك الاجابة لكل من شاهد تلك الحلقة ليحكم علي من هوالرجرجة ومن هو الذي أتي بالاكاذيب ولا أدل علي هذا علي ان العديد من أنصار الحزب الحاكم كالوا بالوم علي( بن عبد العاطي) بأعتباره لم يكن موفقا في الحلقة مثار النقاش وبالتالي لم يوفق في مقارعة غريمه بالحجة
3/في أحدي انتخابات اتحاد الصحفيين دار سجال نقدي علي طيات الصحافة بين الهندي عزالدين ويوسف عبد المنان اللذان ينتميان لنظام واحد ويعملان في صحيفة واحدة( اخر لحظة) بدأت المساجلات عندما انتقد الهندي قائمة الصحفيين الوطنيين ولم يرضي النقد يوسف عبد المنان فذهب مطالبا الهندي ( بالاستقالة) من الصحافة لنري ماذا كان رد الهندي؟ قال الهندي في عمود اسماه( تخرصات عبد المنان )بأن يوسف عبد المنان لا يعرف بأن امثالي لا يقدمون استقالاتهم فأنا لست اجيرا مثله في هذه الصحيفة انا مؤسس وشريك وعضو مجلس أدارة وصاحب اول مانشيت وصاحب اول حوار وبهما انطلقت الصحيفة لتوزع في عددها الاول بأكملها بنسبة مائة بالمائة؟ ومن خلال اجابته اريد ان اعرف ما علاقة الاجابة بسؤال يوسف عبد المنان لان السؤال كان واضحا في ان يستقيل الهندي من عالم الصحافة بأجمعه ويترك هذه المهنة لا ان يستقيل من الصحيفة التي يعمل بها( اخر لحظة)ويبدو ان الهندي لم يفهم السؤال جيدا فهكذا تعلمنا منذ بواكير المرحلة الدراسية بأن فهم السؤال هو نصف الاجابة.. فذهب يتخبط في اجابته ويتبجح ويفتخر بأنه من اصحاب الاصول والاموال مدعيا انه تحصل عليها بكده وعرقه في عالم الصحافة التي لم يتحصل علي نصفها من نذر نفسة لخدمة الصحافة والاعلام في بلادي وعلي مدي اربعة عقود من الزمان فالهندي ظاهرة تحتاج الي دراسة تعكس الحال الذي وصل اليه حال اعلامنا في حقبة أولياء السياسة المليئة بالعجائب والمحن
ان مثل هذه التناقضات التي لا تتفق مع الواقع و تناقضه تدعو للشفقه والرثاء علي حال اصحابه لانه يعكس حالتهم النفسية المضطربة وهذا الارتباك سببه الذعر من فقدان السلطة للدرجة التي تتحول لوساوس تفضي لتصرفات غير طبيعية فلأن النظام ارتكب الموبقات من كل نوع بأسم الدين أصبح هاجس المحاسبة والمصير القادم يسيطر عليهم وانشاء الله صبح المحاسبة قريب
دخل الهندي في عدة صراعات منها علي سبيل المثال صراعه مع وزير الاعلام الاسبق( مسار) ومع شركائه في صحيفة الاهرام اليوم ومع ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني فكلها صراعات رأينا فيها شخصا غريب الاطوار ينحرف عن مسار الصراع الاساسي وينقله الي مربع( الشخصانية) الغير مفيدة التي لا علاقة لها بالصراع الاساسي ويكيل الهجوم علي منتقديه بألفاظ تبين عن نياته الباطنة مثل( الجبناء والظلاميون) بل يتمادي الي اسواء من ذلك عندما يصف خصومه مره( بسائق التاكسي) ومرة( بالبدين) ومرة( بالعجوز) مرة( بالكراكيب وفاقدي الاهلية) متناسيا ودون ادني مراعاة ان من بين الذين يقرؤن له من فيهم هذه الصفات فمن يشاهد الهندي عزالدين وطريقة نقده للأشخاص وفي تناوله للأحداث الجارية لن يري كاتبا او محللا سياسيا او اعلاميا ولكنه سيري منظراتي وفتوة يصنع بطولاته الزائفة التي قدمتها له اقدار العقدين الاخيرين علي طبق ذهب فنراه يستعرض عضلاته الزائفة فالمشاهد او القاريء اصبح لا يري كاتبا او محللا سياسيا او اعلاميا ولكنه يري صوتا يزايد ويدافع عن مواقف الملأ الحاكم ويستميت في تبرير مواقفهم اللا منطقية حتي بعد اتضحت الامور بجلاء ليأتي الينا الهندي عز الدين بمفاهيم( فذلكة )ولكن الي متي تجمل اخطاء النخبة الحاكمة بعد ان انكشفت عوراتهم فسيظل مازقنا الانساني هو في الخطاب الصادق مع الذات عاملا دون انجاح الاجهزة الاعلامية المبنية علي الانحياز لامزجة السياسة والحكم
وفي ظل هذه الاوضاع المحفوفة بالمخاطر لقبيله الاعلاميين نما وأنتفخ الهندي عزالدين وفات الكبار والقدرو في ظل تحجيم الرأي الاخر التي تقتضي لأن تكون جاهزا ان اقتضي الامر للموت..انتفخ الهندي وطار في الهواء كما قالت الصحفية امل هباني وتناسي انه بالونة مصنوعة وعند أول شكة من (دبوس) الديمقراطية سينفجر هو وأمثاله ويطيرون بلا عودة وحينها سيتنافس الشرفاء وحدهم في الساحة بمهنية وشرف عالي وأخلاق وهي القيم التي افتقدها الكثير من بالونات الصحافة الذين جاءت بهم رياح العقدين الاخيرين
. فالكاتب أصبح و لا يزال يشعر بعدم الامان في داخل الوطن وان كانت بعض الانظمة السلطة تتردد اليوم قبل سجن اي كاتب او اغتياله ليس كرما او نبلا منها بل لان العالم تقولبت مفاهيمه في ازمنه العولمة وصبحت الجرائم في حق المبدعين لا تمر بسرية بل قد تدخل ضمن الحسابات التي يجب علي الطغاة ان يراجعوها اذا ارادوا ان يقبلوا من جانب الغرب ناهيك من وضع اعتبار من مخافة المولي عز وجل
لقد جاطت احوال الصحافة والاعلام في بلادي واختلط الحابل بالنابل وصدق د حيدر ابرهيم حين قال: لقد عاش جيلنا زمن بشير محمد سعيد واسماعيل العتباني ورحمي محمد سليمان و أحمد يوسف هاشم والمحجوبين وعبدالله رجب وعلي حامد واقرانهم ولكن اذدري بنا الدهر حتي رأينا من يجلسون علي رئاسة التحرير في الصحف ومن يسودون الصفحات ووجه الحقيقة بدعوي انهم صحفيون فكلما اطلع علي صحيفة عند كل صباح أردد قول الجاهلي: ليتني مت قبل ان اري هذا اليوم
وفي عهد الانقاذ انزلقت الصحافة والاعلام الي الدرك الاسفل ومع استشراء الفساد وتدهور التعليم بعد ان صارت الشهادات العليا والشهادات العلمية من الماجستير والدكتوراة توزع بلا حساب علي عناصر المؤتمر الوطني يمنحون الدرجات العلمية من قمة الجامعات والذين يمنحونهم هذه الدرجات هم الذين عينوا سياسيا في قمة الجامعات ليقوموا بهذا الغرض من ضمن اغراض اخري فأعضاء المؤتمر الوطني حين يمنحون بعضهم الشهادات العليا يعتبرون ذلك من ضمن سياسة( التمكين) التي طردوا بها الالاف الموظفين من اصحاب المهنية العالية واحتلوا مكانهم دون اي كفاءة واعتبروا كما قال : د حيدر ابراهيم قطع ارزاقهم من الصالح العام
الاعلامي المعروف البروفيسيرعوض ابراهيم عوض تفاجأت بأنه قد أصبح برفيسرا وعوض ابراهيم عوض واحد من المطبلين الذين عرفوا بالتطبيل منذ ايام الرئيس النميري والان ارتمي في احضان الانقاذ الي ان صار بدرجة بروفيسرا واساتذته لم يحصلوا بعد علي هذه الدرجة الرفيعة فهذا نموذج من سياسات التمكين.. وفي اثناء مناقشة رسالة الماجستير لرئيس الجمهورية عمر البشير من جامعة الجزيرة كان عوض ابراهيم عوض من ضمن الحاضرين وأعتقد انه كان من ضمن المناقشين وطلب اثناء المناقشة من اللجنة ان يضيف الباحث عمر البشير فصلا اخر علي ان يتم منحه درجة الدكتوراة الا ان اللجنة رفضت طلبه.. وعوض ابراهيم عوض حين اقترح هذا الطلب كان يعلم انه غير ممكن ولكن المغزي من ذلك انه كان يلمح الي شيء بعيد فبعد ان يرضي الرئيس عنه (رضا الرئيس) عنه
وهو يفكر في منصب اعلي مما هو عليه الان فهكذا هم الانتاهازيين وأصحاب المصالح حيث تكمن مأساتهم في عجزهم عن وضع سقف لعلو سقف أمنياتهم فالسلطة والمال تفضحان طينة الرجال فالنفس البشرية ضعيفة امام غواية الدنيا فهكذا ارادها المولي عز وجل ليمتحنها بالرغم من ادراك الانسان بأن هذه الدنيا مثل( ضل الضحي) فهي زائلة ولن ينال منها سوي الذنوب
قد يتسائل و يحار الكثيرون في ان الصحف التي يعمل بها الهندي عز الدين ذات نسبة عالية من التوزيع؟ نعم ان هذا وضع طبيعي في ظل وجود هذا النظام الشموالي فالهندي من الصحفيين المدللين المحسوبين علي النظام فمن الطبيعي ان يكتب كيفما يشاء ولا تطاله قيود الرقابة الامنية او الصحفية مثل صحيفة الانتباهة وبالتالي هو يمتلك عنصر التشويق والاثارة الذي يفتقده غيره من المحرومين الشرفاء الذي تطالهم المعتقلات والتشريد ويد الرقيب الامنية في كل صغيرة وكبيرة ولانذهب بعيدا فنظرة واحدة علي حال صحيفة التيار تغني عن المجادلات وتكفي للتأكد من الازمة
واذا استعرضنا حال الاعلاميين في المجال الصحفي في حقبة الانقاذيين يأتي تصنيفهم علي النحو الاتي: الشريحة الاولي
هي التي لا تلتقي مع افكارها مع الحزب الحاكم احزاب( المعارضة) ومنهم من لا ينتمي لاي حزب سياسي وهم من أهل المباديء الذين لم يدهنوا جلودهم بدهانات الانتهازية يحاربون بأقلامهم واياديهم نظيفة من جرائم الحبر التي تفشت بين اهل السياسة فهم تصدوا لتعرية الواقع الذي تجمله اجهزة الاعلام ليتذوق الكثير منهم السجون والتشريد وقطع ارزاقهم وعلي التاريخ ان يوثق لاولئك الشرفاء الذين اكدوا فعلا بأن هناك( اشياء لا تشتري) مهما كانت النتائج التي تلاحقهم منهم علي سبيل المثال: الدكتور عمر القراي ود حيدر ابراهيم رئيس مركز الدراسات السودانية والحاج وراق ومحمد جلال هاشم ورشا عوض وامل هباني ولبني احمد حسين وصلاح عووضه الذي تم رفض تعييينه في رئاسة التحرير من الجهات العليا بحجة ان مؤهلاته لاتكفي ومؤهلاته العلمية المهنية هذه اذا وضعناها بجانب مؤهلات الهندي عزالدين تكاد المقارنة تنعدم تماما ولا تعليق؟
الشريحة الثانية: وهم من ابناء النظام الحاكم الذين يلوون عين الحقائق وكل همهم الانتصار للذات حتي ولو علي حساب الحقيقة يفرح الواحد منهم اذا دمر فلان وقد نسوا ان الكتابة والعمل في المجال المعرفي والاعلامي من اجل التنوير وليس الانتصار للذات ويستخدمون كل عيوب المنطق المعروفة مثل الوعيد بالفضائح والنبش في تاريخ الاشخاص الذين يختلفون معهم ويبنون تحليلات غير منطقية ويصلون لنتائج يظنون انها سليمة وقد يكون كل همهم الانتصار للحزب او القبيلة او لشلة معينة او لأي كيان وليس الانتصار للحقيقة مثل الطيب مصطفي والهندي عز الدين وأسحق احمد فضل الله
الشريحة الثالثة: تتكون من فئتان تشكلان فئة (اصحاب المصالح) منهم من لا علاقة له بأي حزب سياسي معين ولكن المصلحة الشخصية تتطلب التعلق علي حبال اي حزب حاكم .. ومنهم من ينتمون لاحزاب سياسية ولكن يمسكون بالعصا من منتصفها وهذه الفئة تتفرج علي الاحداث من خلف الشبابيك خوفا من السجون والمعتقلات وبيوت الاشباح ومحاربتهم في ارزاقهم وفيهم الذيبن اغرتهم المناصب والمخصصات فأرتموا في احضان الملأ الحاكم وكانوا سدنة للكرابيج ومنهم علي سبيل المثال الاعلامي خالد المبارك بسفارة السودان في لندن والمرحوم سيدأحمد خليفة الذي ينتمي لحزب الامة ولكن خط صحيفة الوطن كان يمسك بالعصا من منتصفها وأحمد البلال الطيب
الشريحة الرابعة: هم من يتفقوفكريا مع حركة الاسلام السياسي ولكنهم فضلوا الابتعادى منذ وقت مبكر بعد ان انحرفت الحركة عن مسارها وفضحت الازمات عوراتهم واستبانت الامور بجلاء فوجهوا اقلامهم لنقد زملاء الامس وتعرية الواقع الذي جمله رفاقهم في هذا الزمان الغابر ومنهم د عبد الوهاب الافندي ود محمود زين العابدين
وفي ظل تلك اللاوضاع المأزومة في حقبتي العقدين الاخيرين انهارت الاجهزة الاعلامية بعد ان فقدت مصداقيتها فألاعمال المطروحة حافلة بالتناقضات وعاجزة عن ملامسة الواقع فالرقابة الامنية الي جانب الاغراء الايدولجي يكشفان الواقع بجلاء لان الملا الحاكم هو من يصيغ السيناريو ويحدد ملامح الشخصيات المختارة (الهندي) نموذجا فارضة ذلك علي من يرغب في انجازمجد شخصي فتلك الاساليب المعوقة تضع الحواجز امام الابداع ما دام عاجزا عن قول الحقائق لاسباب سياسية وامنية
ان طريقة التناول الاعلامي في حقبتي العقدين الاخيرين جعل منه واقعا ليس مستترا يتمتع افراده بغطاء وحماية من النظام الحاكم الذي اعطاهم سلاحا يحاربون به اعدائهم العزلاء بحثا ع مكاسب زائفة للدرجة التي أضحي فيها بعض اولئك الانتهايين من الاعلاميين يوظفون اقلامهم وقنواتهم الفضائية لمسح احزية اولياء الحزب الحاكم فأمتلأت جيوبهم من الاستثمار في مأسيي واوجاع هذا الشعب الغلبان مثل صحيفة الانتباهة التي بنت مجدها علي نهش الضحايا والمنكوبين من ابناء هذا الشعب الغلبان
ان الاشكالية باتت تكمن في الخوف الذي يبديه المثفون من اعلاميين وفنانين ومبدعين ازاء التدخل السياسي في اعمالهم فالمال والسلطة قادران علي ابتكار المستحيل مع قوة اغراء مخيفة تقضي علي حرية التعبير وتصنع حواجز كثيرة امام الابداع ولكن كيف في امكان الكاتب اوالفنان او المثقف او الاعلامي ان يكون ضمير الامة ولسان حال المواطن وهو منذور لامزجة الحكام و أهواء اصحاب المال لتسقط معها كل الاطروحات والمباديء كما هو موت الضمير الانساني
فأن لم يكن للرأي الاخر دور في حياتنا فمن سيتولاه ومن الافضل للهندي رفافقه ان يوظفوا اقلامهم لاستعدال الاعوجاج المائل نتيجة لمعامل الخلل البنيوي في كل اجهزتنا الاعلامية لأن الملأ الحاكم لا يزالون في مرحلة اللاوعي قبل ان ينهض الشعب وتتحرك الياته وينفرط العقد فالانتهاكات في حق الاعلاميين اصبحت تضاعف الهم والغم بفضل ما زودتنا به الدولة لكي نظل ازلاء ومرعوبين من هول تلك الفواجع التي تسم البدن ولكن عدالة السماء ستثأر لجميع الضحايا والمنكوبين خاصة في هذا الزمان الذي يعيد العالم فيه النظر في رؤيته لماهية حقوق الانسان لكسر حاجز الشعوربالخوف المادي والمعنوي والمطالبة بصيانة حقوق الافراد في دول الاستبداد فنهاية الدراما معروفة عندما يذهب هؤلاء الي مزبلة التاريخ ليقرأعنهم اجيال المستقبل ويقص التاريخ عليهم أهوالهم وعجائبهم لاعتبار الحقيقة والعدالة ولوجه الله تعالي
فمن كان سيصدق بعد سقوط النظام المصري بكل جبروته ان تنكشف عورات الكثير من الاعلاميين الموالين واصحاب المصالح لنظام مبارك وانكشفت المساحيق التي كانت تجملهم وزالت كل مسببات الوجاهة التي كانت تحيط بهم فصاروا اقزاما بعد ان اكتسبوا في ظل النظام السابق( نظام مبارك) جرأة ملفتة وهم يخرجون بوائقهم بلا تحفظ وانشاء منابر اعلامية لهذه الاغراض وعلي الهندي ورفاقه الذين جاءت بهم أقدار العقدين الأخيرين ان يعوا الدرس جيدا فلم يعد من الممكن التحايل علي الشعب الغلبان بعد ان اتضحت الامور بجلاء وتحول الوطن الي افلام للرعب لحقبة مزوجة بقضايا تضاعف الهم والغم وصارت فضاحنا تتصدر الفضائيات العالمية فالواقع في طريقه الي انشاءسلسلة من الافعال والمواقف بما لا تتمناه النخبة الحاكمة الي حيز الممارسة العلنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.