مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حينما تنمو الأقزام في الصحافة السودانية الهندي عزالدين نموذجا .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 06 - 10 - 2012

يتميز الهندي عز الدين بشخصية مثيرة للجدال وتثير اقواله شهية الكثيرين للاشتباك معه تأييدا او تفنيدا كما انه صاحب حضور خاص نابع من سماته الشخصية ومن الكم الهائل الذي يستند عليه كونه احد ابناء النخبة الحاكمة المدللين الذين مهد ت لهم اقدر العقدين الاخيرين الطريق نحو المجد بعد ان انفتحت لهم ابواب الدنيا الجديدة وصاروا من اصحاب المال والاستثمار ومالكي العقار و(فقه) المرحلة الذي أصبح يحتاج الي زوجة المرحلة التي تستطيع ان تلمع صورة زوجها في المجتمعات الراقية ولو لا مجيء اولئك الانقاذيين لما كانوا علي تلك الشاكلة من المجد والتمييز النوعي و المجتمعي عن الاخرين
يلجأ الهندي عزالدين للتقليل من شأن منتقديه ومن يعارضون النظام الحاكم ويتعاطي مع افكارهم المقابله بقدر من اللاأحترام والزهو بنفسه شأنه شأن الكثيرين من اولياء الحزب الحاكم ويحرص علي توظيف تلك الخاصية للقيام بأكبر نوع من التعبئة خلف مواقفه السياسية الداعمة للملأ الحاكم وعرض تلك المواقف فيها الكثير من الضغائن لمعارضيه الامر الذي يجعلها احيانا اقل قبولا ومصداقية ويلاحظ ذلك في ارائه عن معارضي النظام الحاكم وفي تشخيص الوضع السياسي الراهن ويستحضرني هنا ان اختار ثلاثة من الكثير من المواقف التي تدل علي التناقض والارتباك التي تعيشها شخصية الهندي عزالدين في نقده و طرحه وتناوله للقضايا السياسية التي تبدو متناقضة مع الواقع المعاش 1/ ابان اندلاع الثورة المصرية اطل الهندي عزالدين في فضائية النيل الازرق في برنامج (تحت الطبع) مبديا رأيه ردا علي مقدم البرنامج مدعيا عدم صمود الثورة المصرية مدللا بأنها قامت بلا رأس يقودها؟ ثم ذهب مقللا من دور القوات المسلحة المصرية في انحيازها للثورة بأعتبار ان مبارك هو بن القوات المسلحة مدعيا عدم نجاح الثورة علي اسوأ الفروض وفي اقل من اسبوع خابت كل توقعاته وفات عليه كصحفي ان يدلي بتحليل منطقي طالما انه يدعي انه اصبح من القمم في عالم الصحافة وبعيدا عن الانحياز المزاجي لان سقوط نظام مبارك سيجعل الخوف يسري في اوصالهم و له دلالاته علي نظامنا الحاكم وبالتالي سيقلل فرص بقائه في اذهان الكثيرين الذين يظنون انه نظام لا يقهر وفات علي الهندي ان يشير لدور القوي الحديثة من الشباب التي تعاملت بروح العصر و نقلت الثورة من الكمبيوتر الي ميدان التحرير ثم النقطة المهمة انه تناسي قومية الجيش المصري الذي لا ينتمي لاي ايدولوجية معينة وهذه يعلمها راعي الضان في الخلا فالجيش المصري ليس هو الجيش السوري او الجيش اليمنياو حتي الجيش السوداني وهذه نقطه مهمة كان يجب ان يشير اليها 2/في احدي مقالاته في صحيفة المجهر السياسي تحت عنوان (عبد العاطي لا
يكذب) وكان ذلك عقب المناظرة التي تمت في برنامج الاتجاه المعاكس بين د القراي وعمر عبد العاطي ادعي الهندي بأن عمر عبد العاطي تفوق علي القراي ووصف د القراي بأنه كان يتحدث (كالرجرجة ) ويأتي بأكاذيب لا اساس لها من الصحة؟ وهنا أ ترك الاجابة لكل من شاهد تلك الحلقة ليحكم علي من هو الرجرجة ومن هو الذي أتي بالاكاذيب ولا أدل علي هذا علي ان العديد من أنصار الحزب الحاكم كالوا بالوم علي( بن عبد العاطي) بأعتباره لم يكن موفقا في الحلقة مثار النقاش وبالتالي لم يوفق في مقارعة غريمه بالحجة 3/في أحدي انتخابات اتحاد الصحفيين دار سجال نقدي علي طيات الصحافة بين الهندي عزالدين ويوسف عبد المنان اللذان ينتميان لنظام واحد ويعملان في صحيفة واحدة( اخر لحظة) بدأت المساجلات عندما انتقد الهندي قائمة الصحفيين الوطنيين ولم يرضي النقد يوسف عبد المنان فذهب مطالبا الهندي (بالاستقالة) من الصحافة لنري ماذا كان رد الهندي؟ قال الهندي في عمود اسماه( تخرصات عبد المنان )بأن يوسف عبد المنان لا يعرف بأن امثالي لا يقدمون استقالاتهم فأنا لست اجيرا مثله في هذه الصحيفة انا مؤسس وشريك وعضو مجلس أدارة وصاحب اول مانشيت وصاحب اول حوار وبهما انطلقت الصحيفة لتوزع في عددها الاول بأكملها بنسبة مائة بالمائة؟ ومن خلال اجابته اريد ان اعرف ما علاقة الاجابة بسؤال يوسف عبد المنان لان السؤال كان واضحا في ان يستقيل الهندي من عالم الصحافة بأجمعه ويترك هذه المهنة لا ان يستقيل من الصحيفة التي يعمل بها( اخر لحظة)ويبدو ان الهندي لم يفهم السؤال جيدا فهكذا تعلمنا منذ بواكير المرحلة الدراسية بأن فهم السؤال هو نصف الاجابة.. فذهب يتخبط في اجابته ويتبجح ويفتخر بأنه من اصحاب الاصول والاموال مدعيا انه تحصل عليها بكده وعرقه في عالم الصحافة التي لم يتحصل علي نصفها من نذر نفسة لخدمة الصحافة والاعلام في بلادي وعلي مدي اربعة عقود من الزمان فالهندي ظاهرة تحتاج الي دراسة تعكس الحال الذي وصل اليه حال اعلامنا في حقبة أولياء السياسة المليئة بالعجائب والمحن ان مثل هذه التناقضات التي لا تتفق مع الواقع و تناقضه تدعو للشفقه والرثاء علي حال اصحابه لانه يعكس حالتهم النفسية المضطربة وهذا الارتباك سببه الذعر من فقدان السلطة للدرجة التي تتحول لوساوس تفضي لتصرفات غير طبيعية فلأن النظام ارتكب الموبقات من كل نوع بأسم الدين أصبح هاجس المحاسبة والمصير القادم يسيطر عليهم وانشاء الله صبح المحاسبة قريب دخل الهندي في عدة صراعات منها علي سبيل المثال صراعه مع وزير الاعلام الاسبق( مسار) ومع شركائه في صحيفة الاهرام اليوم ومع ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني فكلها صراعات رأينا فيها شخصا غريب الاطوار ينحرف عن مسار الصراع الاساسي وينقله الي مربع( الشخصانية) الغير مفيدة التي لا علاقة لها بالصراع الاساسي ويكيل الهجوم علي منتقديه بألفاظ تبين عن نياته الباطنة مثل( الجبناء والظلاميون) بل يتمادي الي اسواء من ذلك عندما يصف خصومه مره( بسائق التاكسي) ومرة( بالبدين) ومرة( بالعجوز) مرة( بالكراكيب وفاقدي الاهلية) متناسيا ودون ادني مراعاة ان من بين الذين يقرؤن له من فيهم هذه الصفات فمن يشاهد الهندي عزالدين وطريقة نقده للأشخاص وفي تناوله للأحداث الجارية لن يري كاتبا او محللا سياسيا او اعلاميا ولكنه سيري منظراتي وفتوة يصنع بطولاته الزائفة التي قدمتها له اقدار العقدين الاخيرين علي طبق ذهب فنراه يستعرض عضلاته الزائفة فالمشاهد او القاريء اصبح لا يري كاتبا او محللا سياسيا او اعلاميا ولكنه يري صوتا يزايد ويدافع عن مواقف الملأ الحاكم ويستميت في تبرير مواقفهم اللا منطقية حتي بعد اتضحت الامور بجلاء ليأتي الينا الهندي عز الدين بمفاهيم( فذلكة )ولكن الي متي تجمل اخطاء النخبة الحاكمة بعد ان انكشفت عوراتهم فسيظل مازقنا الانساني هو في الخطاب الصادق مع الذات عاملا دون انجاح الاجهزة الاعلامية المبنية علي الانحياز لامزجة السياسة والحكم وفي ظل هذه الاوضاع المحفوفة بالمخاطر لقبيله الاعلاميين نما وأنتفخ الهندي عزالدين وفات الكبار والقدرو في ظل تحجيم الرأي الاخر التي تقتضي لأن تكون جاهزا ان اقتضي الامر للموت..انتفخ الهندي وطار في الهواء كما قالت الصحفية امل هباني وتناسي انه بالونة مصنوعة وعند أول شكة من (دبوس) الديمقراطية سينفجر هو وأمثاله ويطيرون بلا عودة وحينها سيتنافس الشرفاء وحدهم في الساحة بمهنية وشرف عالي وأخلاق وهي القيم التي افتقدها الكثير من بالونات الصحافة الذين جاءت بهم رياح العقدين الاخيرين . فالكاتب أصبح و لا يزال يشعر بعدم الامان في داخل الوطن وان كانت بعض الانظمة السلطة تتردد اليوم قبل سجن اي كاتب او اغتياله ليس كرما او نبلا منها بل لان العالم تقولبت مفاهيمه في ازمنه العولمة وصبحت الجرائم في حق المبدعين لا تمر بسرية بل قد تدخل ضمن الحسابات التي يجب علي الطغاة ان يراجعوها اذا ارادوا ان يقبلوا من جانب الغرب ناهيك من وضع اعتبار من مخافة المولي عز وجل لقد جاطت احوال الصحافة والاعلام في بلادي واختلط الحابل بالنابل وصدق د حيدر ابرهيم حين قال: لقد عاش جيلنا زمن بشير محمد سعيد واسماعيل العتباني ورحمي محمد سليمان و أحمد يوسف هاشم والمحجوبين وعبدالله رجب وعلي حامد واقرانهم ولكن اذدري بنا الدهر حتي رأينا من يجلسون علي رئاسة التحرير في الصحف ومن يسودون الصفحات ووجه الحقيقة بدعوي انهم صحفيون فكلما اطلع علي صحيفة عند كل صباح أردد قول الجاهلي: ليتني مت قبل ان اري هذا اليوم وفي عهد الانقاذ انزلقت الصحافة والاعلام الي الدرك الاسفل ومع استشراء الفساد وتدهور التعليم بعد ان صارت الشهادات العليا والشهادات العلمية من الماجستير والدكتوراة توزع بلا حساب علي عناصر المؤتمر الوطني يمنحون الدرجات العلمية من قمة الجامعات والذين يمنحونهم هذه الدرجات هم الذين عينوا سياسيا في قمة الجامعات ليقوموا بهذا الغرض من ضمن اغراض اخري فأعضاء المؤتمر الوطني حين يمنحون بعضهم الشهادات العليا يعتبرون ذلك من ضمن سياسة( التمكين) التي طردوا بها الالاف الموظفين من اصحاب المهنية العالية واحتلوا مكانهم دون اي كفاءة واعتبروا كما قال : د حيدر ابراهيم قطع ارزاقهم من الصالح العام الاعلامي المعروف البروفيسير عوض ابراهيم عوض تفاجأت بأنه قد أصبح برفيسرا وعوض ابراهيم عوض واحد من المطبلين الذين عرفوا بالتطبيل منذ ايام الرئيس النميري والان ارتمي في احضان الانقاذ الي ان صار بدرجة بروفيسرا واساتذته لم يحصلوا بعد علي هذه الدرجة الرفيعة فهذا نموذج من سياسات التمكين.. وفي اثناء مناقشة رسالة الماجستير لرئيس الجمهورية عمر البشير من جامعة الجزيرة كان عوض ابراهيم عوض من ضمن الحاضرين وأعتقد انه كان من ضمن المناقشين وطلب اثناء المناقشة من اللجنة ان يضيف الباحث عمر البشير فصلا اخر علي ان يتم منحه درجة الدكتوراة الا ان اللجنة رفضت طلبه.. وعوض ابراهيم عوض حين اقترح هذا الطلب كان يعلم انه غير ممكن ولكن المغزي من ذلك انه كان يلمح الي شيء بعيد فبعد ان يرضي الرئيس عنه (رضا الرئيس) عنه
وهو يفكر في منصب اعلي مما هو عليه الان فهكذا هم الانتهازيين وأصحاب المصالح حيث تكمن مأساتهم في عجزهم عن وضع سقف لعلو سقف أمنياتهم فالسلطة والمال تفضحان طينة الرجال فالنفس البشرية ضعيفة امام غواية الدنيا فهكذا ارادها المولي عز وجل ليمتحنها بالرغم من ادراك الانسان بأن هذه الدنيا مثل( ضل الضحي) فهي زائلة ولن ينال منها سوي الذنوب قد يتسائل و يحار الكثيرون في ان الصحف التي يعمل بها الهندي عز الدين ذات نسبة عالية من التوزيع؟ نعم ان هذا وضع طبيعي في ظل وجود هذا النظام الشموالي فالهندي من الصحفيين المدللين المحسوبين علي النظام فمن الطبيعي ان يكتب كيفما يشاء ولا تطاله قيود الرقابة الامنية او الصحفية مثل صحيفة الانتباهة وبالتالي هو يمتلك عنصر التشويق والاثارة الذي يفتقده غيره من المحرومين الشرفاء الذي تطالهم المعتقلات والتشريد ويد الرقيب الامنية في كل صغيرة وكبيرة ولانذهب بعيدا فنظرة واحدة علي حال صحيفة التيار تغني عن المجادلات وتكفي للتأكد من الازمة واذا استعرضنا حال الاعلاميين في المجال الصحفي في حقبة الانقاذيين يأتي تصنيفهم علي النحو الاتي: الشريحة الاولي هي التي لا تلتقي مع افكارها مع الحزب الحاكم احزاب( المعارضة) ومنهم من لا ينتمي لاي حزب سياسي وهم من أهل المباديء الذين لم يدهنوا جلودهم بدهانات الانتهازية يحاربون بأقلامهم واياديهم نظيفة من جرائم الحبر التي تفشت بين اهل السياسة فهم تصدوا لتعرية الواقع الذي تجمله اجهزة الاعلام ليتذوق الكثير منهم السجون والتشريد وقطع ارزاقهم وعلي التاريخ ان يوثق لاولئك الشرفاء الذين اكدوا فعلا بأن هناك( اشياء لا تشتري) مهما كانت النتائج التي تلاحقهم منهم علي سبيل المثال: الدكتور عمر القراي ود حيدر ابراهيم رئيس مركز الدراسات السودانية والحاج وراق ومحمد جلال هاشم ورشا عوض وامل هباني ولبني احمد حسين وصلاح عووضه الذي تم رفض تعيينه في رئاسة التحرير من الجهات العليا بحجة ان مؤهلاته لاتكفي ومؤهلاته العلمية المهنية هذه اذا وضعناها بجانب مؤهلات الهندي عزالدين تكاد المقارنة تنعدم تماما ولا تعليق؟ الشريحة الثانية: وهم من ابناء النظام الحاكم الذين يلوون عين الحقائق وكل همهم الانتصار للذات حتي ولو علي حساب الحقيقة يفرح الواحد منهم اذا دمر فلان وقد نسوا ان الكتابة والعمل في المجال المعرفي والاعلامي من اجل التنوير وليس الانتصار للذات ويستخدمون كل عيوب المنطق المعروفة مثل الوعيد بالفضائح والنبش في تاريخ الاشخاص الذين يختلفون معهم ويبنون تحليلات غير منطقية ويصلون لنتائج يظنون انها سليمة وقد يكون كل همهم الانتصار للحزب او القبيلة او لشلة معينة او لأي كيان وليس الانتصار للحقيقة مثل الطيب مصطفي والهندي عز الدين وأسحق احمد فضل الله الشريحة الثالثة: تتكون من فئتان تشكلان فئة (اصحاب المصالح) منهم من لا علاقة له بأي حزب سياسي معين ولكن المصلحة الشخصية تتطلب التعلق علي حبال اي حزب حاكم .. ومنهم من ينتمون لاحزاب سياسية ولكن يمسكون بالعصا من منتصفها وهذه الفئة تتفرج علي الاحداث من خلف الشبابيك خوفا من السجون والمعتقلات وبيوت الاشباح ومحاربتهم في ارزاقهم وفيهم الذيبن اغرتهم المناصب والمخصصات فأرتموا في احضان الملأ الحاكم وكانوا سدنة للكرابيج ومنهم علي سبيل المثال الاعلامي خالد المبارك بسفارة السودان في لندن والمرحوم سيدأحمد خليفة الذي ينتمي لحزب الامة ولكن خط صحيفة الوطن كان يمسك بالعصا من منتصفها وأحمد البلال الطيب واخوانه وضياء الدين بلال وأم وضاح ومحمدعبدالقادر الشريحة الرابعة: هم من يتفقو فكريا مع حركة الاسلام السياسي ولكنهم فضلوا الابتعادى منذ وقت مبكر بعد ان انحرفت الحركة عن مسارها وفضحت الازمات عوراتهم واستبانت الامور بجلاء فوجهوا اقلامهم لنقد زملاء الامس وتعرية الواقع الذي جمله رفاقهم في هذا الزمان الغابر ومنهم د عبد الوهاب الافندي ود محمود زين العابدين وفي ظل تلك اللاوضاع المأزومة في حقبتي العقدين الاخيرين انهارت الاجهزة الاعلامية بعد ان فقدت مصداقيتها فألاعمال المطروحة حافلة بالتناقضات وعاجزة عن ملامسة الواقع فالرقابة الامنية الي جانب الاغراء الايدولجي يكشفان الواقع بجلاء لان الملا الحاكم هو من يصيغ السيناريو ويحدد ملامح الشخصيات المختارة (الهندي) نموذجا فارضة ذلك علي من يرغب في انجازمجد شخصي فتلك الاساليب المعوقة تضع الحواجز امام الابداع ما دام عاجزا عن قول الحقائق لاسباب سياسية وامنية ان طريقة التناول الاعلامي في حقبتي العقدين الاخيرين جعل منه واقعا ليس مستترا يتمتع افراده بغطاء وحماية من النظام الحاكم الذي اعطاهم سلاحا يحاربون به اعدائهم العزلاء بحثا ع مكاسب زائفة للدرجة التي أضحي فيها بعض اولئك الانتهايين من الاعلاميين يوظفون اقلامهم وقنواتهم الفضائية لمسح احزية اولياء الحزب الحاكم فأمتلأت جيوبهم من الاستثمار في مأسيي واوجاع هذا الشعب الغلبان مثل صحيفة الانتباهة التي بنت مجدها علي نهش الضحايا والمنكوبين من ابناء هذا الشعب الغلبان ان الاشكالية باتت تكمن في الخوف الذي يبديه المثفون من اعلاميين وفنانين ومبدعين ازاء التدخل السياسي في اعمالهم فالمال والسلطة قادران علي ابتكار المستحيل مع قوة اغراء مخيفة تقضي علي حرية التعبير وتصنع حواجز كثيرة امام الابداع ولكن كيف في امكان الكاتب اوالفنان او المثقف او الاعلامي ان يكون ضمير الامة ولسان حال المواطن وهو منذور لامزجة الحكام و أهواء اصحاب المال لتسقط معها كل الاطروحات والمباديء كما هو موت الضمير الانساني فأن لم يكن للرأي الاخر دور في حياتنا فمن سيتولاه ومن الافضل للهندي رفافقه ان يوظفوا اقلامهم لاستعدال الاعوجاج المائل نتيجة لمعامل الخلل البنيوي في كل اجهزتنا الاعلامية لأن الملأ الحاكم لا يزالون في مرحلة اللاوعي قبل ان ينهض الشعب وتتحرك الياته وينفرط العقد فالانتهاكات في حق الاعلاميين اصبحت تضاعف الهم والغم بفضل ما زودتنا به الدولة لكي نظل ازلاء ومرعوبين من هول تلك الفواجع التي تسم البدن ولكن عدالة السماء ستثأر لجميع الضحايا والمنكوبين خاصة في هذا الزمان الذي يعيد العالم فيه النظر في رؤيته لماهية حقوق الانسان لكسر حاجز الشعور بالخوف المادي والمعنوي والمطالبة بصيانة حقوق الافراد في دول الاستبداد فنهاية الدراما معروفة عندما يذهب هؤلاء الي مزبلة التاريخ ليقرأ عنهم اجيال المستقبل ويقص التاريخ عليهم أهوالهم وعجائبهم لاعتبار الحقيقة والعدالة ولوجه الله تعالي فمن كان سيصدق بعد سقوط النظام المصري بكل جبروته ان تنكشف عورات الكثير من الاعلاميين الموالين واصحاب المصالح لنظام مبارك وانكشفت المساحيق التي كانت تجملهم وزالت كل مسببات الوجاهة التي كانت تحيط بهم فصاروا اقزاما بعد ان اكتسبوا في ظل النظام السابق( نظام مبارك) جرأة ملفتة وهم يخرجون بوائقهم بلا تحفظ وانشاء منابر اعلامية لهذه الاغراض وعلي الهندي ورفاقه الذين جاءت بهم أقدار العقدين الأخيرين ان يعوا الدرس جيدا فلم يعد من الممكن التحايل علي الشعب الغلبان بعد ان اتضحت الامور بجلاء وتحول الوطن الي افلام للرعب لحقبة مزوجة بقضايا تضاعف الهم والغم وصارت فضائحنا تتصدر الفضائيات العالمية فالواقع في طريقه الي انشاء سلسلة من الافعال والمواقف بما لا تتمناه النخبة الحاكمة الي حيز الممارسة العلنية
Elmuthana ibrahim baher [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.