تحليل سياسي - منبر السلام العادل... في قوى الإجماع الوطني! محمد لطيف (دمغ الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان اتفاق الخرطوموجوبا الأخير بالفاشل لافتقاره إلى استصحاب قضايا القطاع وتجاوزه لعدد من القضايا وفق حديثه وقال عرمان المقيم بفندق «جوبا بريدج» بعاصمة دولة الجنوب في تصريحات نقلتها صحافة جوبا أمس: إن الاتفاق تجاوز القطاع ولم يُفسح مجالاً لحل قضاياه مع الحكومة السودانية)...!!! أتدري لم التعجب عزيزى القارىء؟؟.. لأنني أنقل لك هذا النص (بضبانته) من صحيفة "الانتباهة".. بل ومن صدر صفحتها الأولى.. الصحيفة الطاهرة المطهرة التي لا تنشر للشيوعيين والعلمانيين... والجنوبيين.. و(بتاعين) الحركة الشعبية.. ولا يمكن أن تتبنى مواقفهم.. بل هي لا تعترف بكل هؤلاء أصلا.. ولا تراهم بشرا... ولكن.. وكما قيل قديما.. فالغرض مرض.. انظر كيف اختفت كلمة (رويبضة).. وظهر محلها اسم ياسر عرمان كاملا.. ثم انظر كيف تم الاعتراف بالحركة الشعبية.. وجيء باسمها نقيا من أي شائبة اعتادت الصحيفة إلحاقها بها من شاكلة الحركة العنصرية.. وربيبة الصهيونية.. والحركة الصليبية.. وفي أحسن الأحوال فقد كانت التوجيهات واضحة بأن لا يرد اسم الحركة الشعبية في "الانتباهة" إلا ومسبوقا بعبارة (ما تسمى)...! ولكن.. ها هي المصائب تجمع المصابين.. وإن شئت الدقة قل المصالح تجمع الأضداد... لم تجد "الانتباهة" حرجا من الاحتفاء بحديث صادر من الشيوعي العلماني ياسر عرمان وتضعه في عنوانها الرئيسى.. طالما كان متفقا مع أربابها.. أي أرباب "الانتباهة".. وأرباب "الانتباهة" هم تنظيم منبر السلام العادل الذي يقوده السيد الطيب مصطفى.. فقد التقى عرمان ومصطفى على أن اتفاق أديس أبابا فاشل.. إذن.. اليوم عرمان عند الطيب مصطفى من الصادقين.. فلا هو بشيوعي ولا بعلماني ولا بشيطاني.. والحال كذلك فنحن أمام احتمالين لا ثالث لهما.. إما أن عرمان هذا كان مظلوما طوال الفترة الماضية ولم يكن كل ما قيل فيه ونسب إليه صحيحا.. وإما أن السيد الطيب مصطفى قد ألمت به لوثة جعلته مع هذا الشيوعي العلماني في (سرج واحد)..! ولئن كان لنا الخيار.. فالأرجح الثانية.. ذلك أن مصطفى لم يكتف بهذه فحسب.. بل أتى من الأمور ما كان هو نفسه يعتبرها من الكبائر التي توجب الرجم.. من يصدق أن يتحدث صاحب "الانتباهة" عن ضرورة إطلاق حرية التعبير.. ويطالب برفع الرقابة عن الصحافة؟.. أليست هذه ذات دعاوى الشيوعيين والعلمانيين وشذاذ الآفاق برأي مصطفى؟ ثم من يصدق أن مدير التلفزيون السابق يتحدث اليوم عن أحادية توجهات الإعلام الرسمي.. وهيمنة الحكومة على وسائل الإعلام... وهو الذي كان يدير التلفزيون لا بتوجهات الحكومة.. بل بتوجهاته هو...!! وعلى طريقة الرجل.. فيا سبحان الله.. فقد كتب بيده قبل أيام متناولاً التغيرات التي طرأت على مواقف الشيخ الترابي معيبا عليه ذلك.. وبمنطقه هو.. فهاهو يتنكب ذات الطريق..! هل نتنبأ بانضمام منبر السلام العادل إلى (قوى الإجماع الوطني)...!!؟؟. السوداني