كتب : صلاح الباشا [email protected] ********************************************** طراز عجيب من الزعماء - جمال عبدالناصر هذا - صحيح أنه كان قاسيا علي معارضة الأخوان المدنية منها والمسلحة وعلي الطفيليين من الإقطاعيين الذين كانوا يضربون الفلاح بالكرباج ( وهو سوط العنج ) لكنه حقق أهدافه التي رسمها جيدا كتحرير القناة من الفرنسيين والإنجليز - فقناة السويس تدر لمصر اليوم 3 مليار دولار سنويا من رسوم عبور السفن ، كما قام ناصر بتوزيع أراضي الإقطاعيات القبيحة علي الفلاحين ، وإقام صرحاً صناعياُ قويا ، وجامعات ومعاهد عليا محترمة ومتمكنة ومواكبة وذات علاقات بحثية عالمية وتستوعب الآلاف من الطلاب والطالبات العرب في شكل منح دراسية ثابتة ،وبخاصة لشعب السودان ، و تأسيس مشاريع الطاقة ( الماخمج ) حيث غطت الكهرباء كل مدن وأرياف ونجوع مصر من الدلتا وحتي الصعيد بفضل إنشائه السد العالي ذي التوليد غير المتناهي - دعك عن النهضة الثقافية والفنية والسينمائية والرياضية التي شهدتها مصر الخمسينات والستينات برغم الحروب التي خاضتها مصر. إستراتيجيا ، أسس عبدالناصر حركة عدم الإنحياز من دول العالم الثالث حتي يبتعد من القضبة الدولية فوجد المساندة من الرئيس اليوغسلافي وقتها جوزيف بروز تيتو ومن الزعيم الهندي جواهر لال نهرو ( والد أنديرا غاندي ) فشهدت مدينة باندونج في اندونيسيا أول مؤتمر للحركة في العام 1955م. فمات عبدالنانصر وهو لم تجاوز الإثنين وخمسين عاما في 28 سبتمبر 1970م بعد ان أعاد بناء الجيش المصري من جديد بعد هزيمة 5 حزيران –يونيو 1967م و هو ذات الجيش الجديد الذي حقق العبور في عهد الرئيس السادات في صبيحة 6 اكتوبر 1973م وخرج الزعيم عبدالناصر صفر اليدين . فعندما فتحوا خزينته الضخمة بالقصر الجمهوري وجدوا فيها مبلغ خمسة عشر ألف جنيه مصري فقط ، وعندما بحثوا في الشهر العقاري _ أي تسجيلات الأراضي - في مصر كلها ، لم يجدوا أي متر من الأرض يمتلكه ، وكل ما أصبح يمتلكه في ارض مصر الواسعة هما ( مترين فقط ) من الأرض تمثلان مقبرته التي دفن فيها بمنشية البكري والتي يطلق عليها ضريح الرئيس جمال عبدالناصر وهكذا النموذج الخالد لنزاهة الحكم ولطهارة اليد واللسان وهما من أساسيات السنة النبوية الطاهرة - فهل كان الاخوان يستطيعون إنجاز 10% من تلك الإنجازات لو تمكنوا من القضاء عليه في ذلك الزمان الباكر من عمر ثورة مصر !! رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر