طراز عجيب من الزعماء - جمال عبدالناصر هذا - صحيح أنه كان قاسيا علي معارضة الأخوان المدنية منها والمسلحة وعلي الطفيليين من الإقطاعيين الذين كانوا يضربون الفلاح بالكرباج ( وهو سوط العنج ) لكنه حقق أهدافه التي رسمها جيدا كتحرير القناة من الفرنسيين والإنجليز - فقناة السويس تدر لمصر اليوم 3 مليار دولار سنويا من رسوم عبور السفن كما قام ناصر بتوزيع أراضي الإقطاعيات القبيحة علي الفلاحين ، وإقامم صرحاً صناعياُ قوي ، وجامعات ومعاهد عليا محترمة ومتمكنة ومواكبة وذات علاقات بحثية عالمية وتستوعب الآلاف من الطلاب والطالبات العرب في شكل منح دراسية ثابتة ،وبخاصة لشعب السودان ، و تأسيس مشاريع الطاقة ( الماخمج ) حيث غطت الكهرباء كل مدن وأرياف ونجوع مصر من الدلتا وحتي الصعيد بفضل إنشائه السد العالي ذي التوليد غير المتناهي - دعك عن النهضة الثقافية والفنية والسينمائية والرياضية التي شهدتها مصر الخمسينات والستينات برغم الحروب التي خاضتها مصر . ثم خرج الزعيم صفر اليدين . فعندما فتحوا خزينته الضخمة بالقصر الجمهوري وجدوا فيها مبلغ خمسة عشر ألف جنيه مصري فقط ، وعندما بحثوا في الشهر العقاري _ أي تسجيلات الأراضي - في مصر كلها ، لم يجدوا أي متر من الأرض يمتلكه ، وكل ما أصبح يمتلكه في ارض مصر الواسعة هما ( مترين فقط ) من الأرض تمثلان مقبرته التي دفن فيها بمنشية البكري والتي يطلق عليها ضريح الرئيس جمال عبدالناصر وهكذا النموذج الخالد لنزاهة الحكم ولطهارة اليد واللسان وهما من أساسيات السنة النبوية الطاهرة - فهل كان الاخوان يستطيعون إنجاز 10% من تلك الإنجازات لو تمكنوا من القضاء عليه في ذلك الزمان رحم الله الزعيم جمال غبدالناصر