احتشدت بعض الصحف خلال الأيام الماضية بمقالات فى الدفاع عن حرية التعبير .. والدفاع عن حق الصحف في عرض وجهات نظرها على القراء ... و ذلك رداً على أحاديث نسبت لمسؤولين قيل أنهم طالبوا في اجتماع لمجلس الوزراء بتدخل الدولة لضبط بعض الإعلام الذي يروج للفتنة ويحض على الكراهية والعنصرية .. على الرغم من أنه ولئن صح ما نسب إلى أولئك المسؤولين .. فهو ما ليس بحاجة لإجراءات استثنائية .. فاحترام الدستور .. فحسب .. وتفعيل القوانين .. وكفى .. كفيل بضبط هكذا سلوك ... وليس هذا موضوعنا اليوم على كل حال ... ! ولكن .. في كل ما كتب دفاعاً مزعوماً عن حرية التعبير .. نقف عند ما طرحه الزميل الأستاذ عادل الباز ... فهو عندنا في مقام التقدير والاهتمام .. وما يثيره عادل جدير بالاطلاع .. قمين بالرد عليه ... الشاهد أن الأستاذ الباز والذي يتخذ من أخيرة الزميلة الصحافة متكأ يمارس عليه حريته في التعبير .. وهذا حقه لاجدال في ذلك .. وهكذا فعل مؤخراً .. حين تصدى للدفاع عن صحيفة الانتباهة .. بعدما تهيأ له ولآخرين .. من دونه .. أن ثمة هجمة تهدد تلك الصحيفة .. رغم أننا لا نرى حتى الآن .. غير ما يذكرنا بحكاية .. محمود الكذاب ... والمضحك أن البعض يمر مرور الكرام على وضع صحيفة موقوفة بالفعل .. هى التيار .. للتصدي للدفاع عن أخرى متوهماً إيقافها .. ولكن .. أيضاً .. ما يعنينا هنا هو اهتمام الأستاذ الباز بسيادة حق التعبير وكفالته للجميع .. ولن نختلف مع الباز في أن أي صحيفة من حقها أن تصدر طالما كانت تحترم الدستور والقانون .. ونتفق مع الباز في رفض أي شكل من أشكال التدخل الإداري في إيقاف الصحف ..حتى لو كانت صحيفة الانتباهة .. لقناعة سلفت بأن تفعيل القانون الطبيعي .. وأمام القاضي الطبيعي .. وحده كفيل بتحقيق الانضباط المطلوب .. ولكن .. نذكر الأستاذ الباز .. في المقابل .. أن حرصه على الحريات الصحفية لا ينبغي أن يقف عند الصحف فقط ... وأن الحريات الصحفية هذه لا تتجزأ ... وأن الكتاب من الصحفيين ..أولى بصون حقهم في التعبير .. وأحق بالدفاع عنهم ... وتتبدى المفارقة مضحكة .. عزيزي عادل .. إن فات عليك أن تدافع عن حق من تتربع أنت شخصياً في مكانه الآن .. وتنبري للدفاع عن منبر آخر ... وأنت تعلم أن الذي تكتب في مساحته الآن .. موقوف .. بأمر السلطة ... ! السوداني