67.228.61.200 الموضوع الأمريكان و سقوط طائراتنا واحدة تلو الأخري رشيد خالد إدريس موسي [email protected] الرسالة تتملكنا حالة من العجز, لدرجة أن صرنا نرمي عيوبنا علي غيرنا. هذا ما إصطلح عليه بنظرية المؤامرة, أي أن كل مشكلاتنا من صنع غيرنا, و هم لا يريدون لبلدنا أي خير. لكن ماذا عن أنفسنا ؟ هل ننقد أنفسنا ؟ هذا سلوك يسمونه في مجال الإدارة, ثقافة الإنهزام Blame culture , يعني دة ما أنا... دة هناي داك. هناك خطأ في تنشئتنا الإجتماعية, منذ الصغر, إذ يتعلم الناشئة الخوف من تحمل المسئولية, فيقول التلميذ لأبيه و لإستاذه , و الله دة ما أنا... كان أن إختزنا هذا السلوك المعيب في عقلنا الباطن , و أصبح موجهاً لسلوكنا عند الكبر. و في المجتمعات التي يتميز أفرادها بقدر عال من النضوج العاطفي و الإنفعالي, تكون فكرة الشخص عن نفسه Locus of control , فكرة إيجابية, و بذا يكون داخلي السيطرة علي سلوكه Internaliser. أما في المجتمعات التي لا زالت تراوح مكانها, مثل مجتمعنا السوداني, فإن هذه الفكرة سلبية, إذ يقف الفرد موقفاً سلبياً, مقابل ما يجري من أحداث. الإداري الناجح, هو من يمتلك الإحاطة بكل جوانب المشكلة. هذه يسمونها في مجال الإدارة Helicopter quality. و الإداري الناجح لا يسأل عن من إرتكب الخطأ Who commit the incident , بل يسأل عن ماذا حدث What happened و كيف حدث الذي حدث How. ثم يعمل تحليله لمعرفة الحقيقة و من ثم إتخاذ القرار المناسب. لكن تسود في بلدنا ثقافة الإنهزام هذه, إذ يأتي السؤال : دة إنت ؟ لا ... ما أنا... دة هناي داك. ثم يموت الحدث بمرور الأيام و ينسي الناس ما حدث, و تتكرر الظاهرة. أكتب هذا بمناسبة ما يجري في بلدنا, من أحداث و علي رأسها, ظاهرة سقوط طائرات الأنتينوف و موت من علي ظهرها. و هي ظاهرة ملفتة للنظر و مقلقة. و يعني هذا الذي يحدث, أن هناك خطأ ما, ينبغي علينا معرفته و من ثم علاجه, حتي لا تصبح هذ الظاهرة مشكلة, تضاف إلي المشكلات التي نعاني منها و ما أكثرها. ما يقال في كل مرة يسقط فيها هذا النوع من الطائرات, أن لأمريكا دور في سقوط هذه الطائرات, بسبب الحظر المفروض علي قطع الغيار. حسناً, لكن لماذا نسمح بطيران طائرات هي معطوبة أصلاً ؟ مع العلم أن هذه الطائرات الأنتينوف, من إنتاج روسي و ليست أمريكية. أوليست هذه مجازفة و تعريض أرواح البشر للخطر ؟ أما كان من الأفضل إستئجار طائرات جاهزة Failsafe ؟ أم أننا نعمل بقاعدة ( السايقة واصلة و مركب علي الله لن تغرق ). حتماً ستغرق , إن لم نعقلها ثم نتوكل.