[email protected] لا أظن أن أحداً لم يسمع بغزو أمريكا للعراق وأفغانستان والكثير منا يعرف أن السبب في غزوها لتلك الدول وغيرها من عمليات جهاز الاستخبارات CIA في العديد من اجزاء العالم بسبب عمليات استباقيه للحد من خطر قادم على الوطن الأمريكي قبل وصوله والقضاء عليه في مهده . وليس المهم أن يكون العدو عسكرياً فهناك العدو الاقتصادي فالدول الناجحه تعالج المشاكل التي توثر في اقتصادها وتتوقعها قبل حدوثها , فمثلا خطر الجراد الصحراوي هو من أكبر الأخطار التي تهدد اقتصاد الدول الأفريقيه واغلب مواقع توالده وتكاثره ثم انتشاره لبقية العالم تبدأ من هنا من أفريقيا ونحن في السودان نعتبر منطقة توالد ومن ثم منطقة انتشار وأيضا منطقة عبور . سابقا كنا نسمع الأخبار قبل أن ندرس علوم الزراعه أن السودان يشارك في عمليات مكافحة الجراد الصحراوي في دول وسط وغرب افريقيا وكنا نعتبر حسب مفهومنا حينها أن السودان دوله تمد يدها للدوله الافريقيه الشقيقه والفقيره ولم نكن نعرف أن هذا هو من صميم حماية الأقتصاد السوداني , وعرفنا بعدها أن هذه الدول هي دول المواجهه بالنسبه للحد من انتشار الجراد ( النيجر , تشاد , مالي ,مورييتانيا ) . ولكن اليوم طائرات السودان مشغوله بحروب داخل الوطن نفسه وتقتل المواطن الذي يجب أن تتم حمايته ومزروعاته من أسراب الجراد الصحراوي ليعيش في أمن وسلام , ولو كانت الحكومه تقرأ اثر تلك الحروب لعملت جاده على إنهائها بصوره سريعه وذلك لأن هذه الحروب قد تشكل خطر أكبر وهو أن تلك الحروب تمنع مكافحة الجراد الصحراوي التي قد تقضي اذا انتشرت أسرابه سوف تقضي على المحاصيل الزراعيه بجميع انواعها الحبوب والمحاصيل البستانيه وتقضي على المراعي وتتسبب في هجرة القطعان وتسبب حروب اخرى قبليه بسبب التنافس على الكلأ وتحرم الوطن من النقد الأجنبي بسبب نفوق المواشي وغيره . وخاصه الاقليم كله مضطرب فمنظمة الفاو تقول أن تقارير الجراد الصحراوي في مالي أصبحت معدومه بسبب التوتر هناك وهجوم المتمردين على عربات المسح والمراقبه والمكافحه لا ستخدامها وخاصه اغلبها دفع رباعي وتفريغ المبيدات واعادة استخدام البراميل الفارغه لاغراض أخرى لنقل الوقود والماء .وقطعا هذا يؤثر في الدول المجاوره وكان يفترض أن تعمل هذه الدول لحل المشكل هناك ( خوفاً على تولا ) . والتقارير تفيد بأن دارفور تواجه خطر كبير من اسراب الجراد الجراد وخاصه أن فرق المكافحه لم ولن تستطيع العمل هناك وذلك لأن الحكومه لا تستطيع ايصال الغذاء دعك من الجراد وعربات الوقايه أصبحت عرضه للنهب بغرض استخدامها في المعارك ضد القوات الحكوميه وكلنا نعرف أن اللاندكروزر ( التاتشر ) أصبح بضاعه يمكن أن تزهق الأرواح من أجلها في كتم واصقاع دارفور وحتى فرق المسح الميداني في كردفان تتعرض للنهب والقتل من أجل الحصول على التاتشر . تقارير الفاو تدق ناقوس الخطر بأن مابعد اكتوبر تنذر بتحركات قد تكون واسعه لأسراب الجراد الصحراوي وخاصه بعد جفاف الغطاء النباتي هناك لتتحرك الاسراب بعد تجمعها لتبحث عن مناطق خضراء بها غطاء نباتي والسودان مرشح قوي لذلك , وهاهي مصر ترسل فرقها وطائراتها لمنطقة شرق العوينات وشمال كردفان وغرب ام درمان لمكافحة الجراد حتى لا يصل الى صعيد مصر وخاصه أن ليبيا الآن مشغوله بوضعها الداخلي ونحن في السودان لم نعترف بأن أغلب عربات حركات دارفور تجد مكتوب عليها ( وزارة الزراعه وقاية النباتات ) بعد أن يتم قطع غمارتها وتزويدها بمدفع دوشكا . ودعوني أتقدم ببعض ما أراه قد ينفع الوطن في هذا المجال : 1 العمل الجاد والفعال لحل مشكلة دارفور ان أردنا أن نحافظ على مواطن دارفور وبقية مواطني السودان والدول المجاوره . 2 العمل الجاد لمساعدة مالي بالتوسط لحل المشكله بما يرضي الطرفين لتفعيل مناطق المواجهه قبل أن تنتشر اسراب الجراد من هناك لأن المنطقه تمثل منطقة انذار لنا ولجيراننا . وايضا المحافظه على الاستقرار في الدول المجاوره كلها . 3 تأمين العربات التي تعمل على المسح الأرضي . 4 فتح مكاتب في دول الجوار والتعاون معها لرصد تحركات الجراد وتزويد اهل الاختصاص بالمعلومات الأوليه . وذلك كله بالعمل بالجهود التي تقوم بها وقاية النباتات في السودان ومدها بالمقومات . وأتمنى أن لا نكون قد استنجدنا بالفرق المصريه لمكافحة الجراد بسبب عدم مقدرتنا على ذلك وعرفنا من المصادر المصريه أن المسح غطى مايقارب ال 8000 هكتار تم رصد اطوار مختلفه في أكثر من 40 % من المساحه التي تم مسحها في منطقة غرب ام درمان وشمال كردفان . مهندس زراعي / شعبان محمد شعبان