خواطر زهجان يس الصباغ [email protected] * السيد الوالى * في الزمن الجميل كنا من وقت الى اخر تشنف اذاننا الحان من مبدعينا ك ( نيلينا كيف متعانقة شوف النخيل الباسقة ) أو ك ( اذكرى نزهتنا في المقرن سوا ) تجبرك ان تذهب لترى ابداع الخالق في مقرن النيلين وكيف يلتقى الازرق العاتي مع الابيض الهادى ليكملا المشوار في حب وحوار * لم نكن المنبهرين وحدنا بما ابدع الخالق فقد كنا نرى اناس من كل انحاء الدنيا منبهرين مندهشين من ذلك الجمال الاخاذ يسجلون تلك اللحظات بالات تصويرهم ومنهم من يرسم متبتلا - فكنا نفخر ان حبانا الله بذاك الجمال * توالى على حكم البلاد اعداء الجمال فقبروا السحر الربانى بسياج قبيح من الحديد ولتجميل قبحهم كتبوا عبارات دينية ( كرباج ) من تسول له نفسه ان يعترض ليضاف بند جديد للمسكوت عنه في هذا الوطن المنكوب * السيد الوالى وانتم المناط بكم تجميل العاصمة لا يخفاكم على ما اظن ان الجمال ما هو بنايات شامخات من الاسمنت والزجاج لكتم رئة المدينة فقد دمرت من قبل حديقة الحيوان التي كان ابسط مواطن يمكنه ان يدفع قيمة تذكرتهاالتى لم تتجاوز (الملاليم) ويخرج منها بروح متجددة نشطة دمرت لان حلم المقبور القذافى كان ان يجد له ارضا تجري من تحتها الانهار ودفع قيمتها التى هى حق شرعي للمواطن البسيط الذى ما فتئ يتساءل اين الحديقة البديلة * السيد الوالي دائما تختار المدن في العالم صاحب ذوق رفيع وفنان بطبعه لمثل وظيفتك هذه حتى ينعكس ذوقه الرفيع وفنه وابداعه على مدنهم تلك فكيف بالله عليك ترى القبح يزحف بشراهة نحو المدينة ويكون ردكم السكوت كيف ان القبح يزحف ليبتلع غابة الخرطوم ما تبقى لها من رئة بعد ان استاصل اعداء الجمال جل رئتها. انت قبل ان تكون الوالي خلقك الله لتكون مشروع مساهمة لتعمير الارض فهلا تركنا بعض من جمال للاجيال القادمة.