تعلق العم عبيد عبدالفراج وتشبع بحب الخضرة والزراعة منذ طفولته وبرع في مجال تنسيق الحدائق والبساتين، فلقد صقل تجربته على يد أستاذه أمين ميخائيل بالحديقة البستانية الأشهر بمنطقة المقرن وقبلها في بساتين سالمة بالسوكي. ووسط الخضرة الجميلة والزهور الفواحة وجدناه منهمكاً في«لفة» خاصة بانسجام مع الطبيعة وحدثنا عن أشهر أسماء في مجال الزينة والتي تلائم البيئة السودانية (الجهنمية بأشكالها والقاردينيا والياسمين بأشكاله وسامبرجيا، لورانتا، والكلفات بألوانها الجميلةوالورد الأنجليزي الأحمر).. وقال: أشهر زهرة (سارا) وهي عطرية حمراء اللون متوسطة الحجم وعليها إقبال من الزبائن مع تمدد البساط السندسي (النجائل) في مختلف أنحاء العاصمة والطفرة الكبيرة في مجال الحدائق، مع كثرة مرتاديها وتفضلها الأسر.. وإطلاق الاسم (حبيبي مفلس).. و كشف العم عبيد عن استخدام الصنف (نجيلة مريدي) لمقدرتها على التحمل، وقال إنها سودانية مائة بالمائة، وأضاف تم إحضار صنف «نجيلة سوزيا» الأمريكية ويبلغ سعر الكيلو 50 جنيها ولكن (مريدي) تتفوق عليها لتحملها العطش وساعات الجلوس الطويلة والتعرض للحر. من أشهر الحدائق التي أنجزها الخبير عبيد حديقة الجمارك بمحلية بحري والتي حازت على الجائزة الأولى في ولاية الخرطوم في مجال الزينة والتجميل والشكل الهندسي والتنسيق والتصميم. وهناك الحدائق شرق السينما الوطنية والتي كانت منطقة أنقاض وتراكم أوساخ تمت إزالتها، واسترعى انتباه العم عبيد أثناء إزالة الأنقاض ظهور تلتوار على عمق 80 سم وظل يتبع أثره حتى لاح له شكل مربع عبارة عن ميدان وحدائق لجمال المدينة في حقبة الاستعمار، ودلته حاسته التي دعمها بالخبرة في مثل تلك التصاميم بوجود ميادين مشابهة، وبالفعل تم اكتشاف حديقة قديمة بالمنطقة تروى من النيل بواسطة مواسير اسبستوس، وعمد على تخطيطها وتنسيقها وإضافة الإنارة الجذابة لتصبح تحفة وقبلة للمواطنين. وكما يقول المصريون يصنع من (الفسيخ شربات) فلقد برع في تصميم وتنسيق ما أطلق عليها حديقه (السفينة) بشارع السيد علي الميرغني غرب محلية بحري، وكانت منطقة تعمها الفوضى وتغطيها الأوساخ والأنقاض. ولسخونة الأجواء وارتفاع درجات الحرارة تلجأ الكثير من الأسر للأماكن الرطبة والجميلة والمساحات الواسعة، وتكون الحدائق المتنفس الطبيعي. وقال العم عبيد بضرورة الاهتمام بزراعة الحدائق وهي غير مكلفة وتحتاج للعناية والاهتمام في الميادين والفسحات داخل الأحياء، وأكد على زراعة أشجار الدمس السعودي والمهوقني واليونسيانا وأشجار النيم لأنها إلى جانب خلق أجواء رطبة ولطيفة تعتبر بمثابة محافظة على البيئة وإعطاء شكل جمالي للمدينة. وفي ختام حديثه دعا الخبير وناشد إقامة مسابقة تنافسية كبرى بين الأحياء السكنية داخل المنازل وفي الميادين على مستوى الولاية وأعلى مستويات الدولة..