ود مدني مدينة الثقافة والجمال.. وهي تحاول هذه الأيام أن تمسح القبح عن وجهها.. يظل السوق المركزي بتشوهاته قبحاً يلازمها فالسوق الذي تم تخطيطه ليكون مركزاً للخضروات بمواصفات هندسية يمنح المدينة جمالاً وألقاً.. يد بعض القائمين عليه أفسدته وأحالته الى مزبلة.. فالأوساخ وانعدام صحة البيئة عنوان لسوق يدمر البيئة.. فالفوضى تتمدد في كل جنباته.. خضروات معروضة متربة ومغبرة.. شوارع تحولت الى مكبات للأوساخ غياب تام للصحة في عدم وجود جمعية حماية المستهلك.. فمحلات بيع المبيدات الزراعية تجاور (ملجة) الخضروات الحيطة بالحيطة.. تنبعث منها روائح المبيدات.. وهنا نسأل أين صحة البيئة وأين الوزارة التي تسمى وزارة البيئة؟؟؟ شارع يشق السوق اطلق عليه المارة (طبقة البيض) وفعلاً هو شارع أشبه بطبق البيض ولا أحد يسأل عن الطريق القومي طريق سنار - مدني لأنه طريق (اتحادي).. لكن أقل ما يقال عنه إنه أشبه - بظهر السلحفاة- وليت والي الجزيرة زار هذا السوق الموبوء بكل وبائيات انعدام صحة البيئة ولا أظن أن المعتمد زار هذا السوق وأظن فيما يبدو أنه خارج اسوار مدينة الثقافة والجمال.. المدينة التي يبتئس الإنسان حين يرى سوقها المركزي.. فكما قلت إن يد التخطيط العشوائي خربته وأفسدته.. فالمحلية التي لا تهتم بالجماليات ومشطوب في قاموسها -التخطيط- جرياً وراء الايرادات - زرعت في قلب (الملجة) مجموعة من الدكاكين والاكشاك بعقلية جباية المال.. تعدت على التخطيط وهنا نسأل المحلية (النابهة) هل كان في المخطط دكاكين وأكشاك داخل حوش الملجة؟؟ وإذا كانت الإجابة بنعم لماذا لم توزع هذه الدكاكين النبت الشيطاني من أول؟؟ هناك ربكة وفوضى على ما يبدو في التخطيط.. وهناك تظلمات لحقت بأشخاص جراء هذا التخطيط الخاطئ وجراء سياسة المحلية.. فالشيء بالشيء يذكر.. هناك أوامر محلية.. صدرت بإزالة أبواب وحواجز على البرندات.. لكنها جاءت خاصة.. وليست عامة.. هناك محلات تم فيها تنفيذ الأوامر .. وأخرى كما يبدو (ضهرها قوي).. محلات لأصحاب الذين في يدهم (القلم) وطبعاً (الفي يدو القلم ما بكتب نفسو شقي).. فالقلم يا سادتي مسؤولية كبيرة.. وفيه مساءلة في يوم تشخص فيه الأبصار.. في يوم ترى فيه الناس سكارى وما هم بسكارى.. فبالقلم أقسم المولى عز وجل وقال: (ن والقلم وما يسطرون).. هناك أوضاع شاذة.. تتنافى مع المساواة والعدل.. حالات شاذة.. بقالات تحت مسمى الاستثمار برزت.. مما يعد مخالفة.. محلات لبيع اللحوم.. وأكشاك زادت من قبح المكان أكثر من عشرين كشكاً.. استلقت على حرم مصنع.. محلات بمساحات لم تتجاوز المترين بمسمى (ضل) التحسين تمددت بمساحات فاقت الثمانية عشر متراً.. أي تحسين هذا الذي يخالف قواعد التخطيط ويزيد من القبح؟؟ فالمحلية (الجابية) للمال.. بمظلات بيع البطيخ.. كادت أن تزحف على حرم السكة.. وربما تعدت عليه والله أعلم.. فهذه المحلية التي الإيرادات من أولوياتها.. والجمال والتجميل وتحسين البيئة ليس من اهتماماتها.. فالذي يرى الجمال من منظور المال.. لا يرى الجمال الحقيقي.. فنظارة المحلية (العمشاء) لا أظن أنها ترى القبح الذي يترأى من خلال الرواكيب المصنوعة من الخيش والسعف والبلاستيك جنوب شارع الاسفلت.. ولا ترى الطبالي الزاحفة على الطريق القومي.. طريق سنار مدني.. لا ترى هذه الفوضى التي من ورائها قد يأتي الخطر.. خطر الحرائق منتهى العشوائية والفوضى.. يا محلية النائمة على الإهمال واللهث على الجبايات.. لا أعتقد أن نظارته الحديدية يمكن أن ترى (كسورات) المياه.. وما تتركه من أثر بيئي على السوق.. وعلى الأحياء لا أحسب أنها يمكن أن ترى مصارف المياه والمستنقعات التي تحولت الى مزارع للبعوض والناموس والذباب.. لا ترى الأبقار وهي تسرح في السوق الذي تحول الى مراعي.. فالمحلية المسؤولة عن إدارة السوق المركزي بعيدة عن السوق وعن رقابته ما دام هذا السوق بقرة حلوب.. فليس مهماً عندها أن تعلفه.. فالمحلية والإدارية وكل من له صلة بهذا السوق يدفنون رؤسهم في (تراب) التجاهل بل يطلقون يد الاهمال تفعل ما تشاء فيه.. يغضون الطرف على الباعة الذين يفترشون الأرض.. حتى أنهم يخفون المحلات التجارية التي يجلسون أمامها.. فلا أحد يمنعهم.. فالمهم (الجباية).. وجلداً ما جلدك جُر فوقو الشوك.. فاصل الحكاية (جبانة) وهايصة.. والصياد.. يملأ شبكتوا.. ودار أبوكك لو خربت شيلك منها شيلة - وحلها فوق. والله المستعان.