بالمنطق ولا رئيس إفريقي؟؟!! صلاح الدين عووضة * والله العظيم كنتُ أظن أنَّ (بلدياتنا) الملياردير (مو) إبراهيم طرح فكرته عن جائزة (الحكم الرشيد) تلك من باب (الهزار) وحسب.. *(يعني) أراد - ربما - أن يكسر حدة الرتابة (الفلوسية) التي يعيشها بابتداع أفكار مجنونة لا محل لها من الإعراب على أرض الواقع.. *ف(بذمتكم) أي رئيس ذاك الذي تنطبق عليه شروط جائزة مو المليارية بخلاف نلسون مانديلا؟!.. * قال (إيه) - بلدياتنا هذا - (لازماً) الرئيس المرشَّح للفوز بالجائزة يكون قد أتى عبر انتخابات حرَّة ونزيهة لا (دغمسة) فيها.. * ثم يكون ملتزماً بالفترة الرئاسية التي حدَّدها الدستور دون أن يتحايل عليها من أجل التجديد كما فعل (بتاع) فنزويلا رغم تظاهره بالضيق من قيود الرئاسة إلى حدِّ (البكاء).. * ثم يكون مؤمناً بالحريات إيماناً حقيقياً وليس(تظاهراً) ينهار عند أول اختبار بالحجة السخيفة إياها (لا صوت يعلو صوت المعركة).. * ثم يكون (نظيفاً) ويحرص - في الوقت ذاته - على (نظافة) رموز حكومته لا أن يتستَّر وراء ذريعة (من لديه وثائق فليتقدَّم بها) بما أنَّه ما من مسؤول فاسد يمكن أن يفتقر إلى (الذكاء الإجرامي).. * ثم - وهذا هو الأهم - أن لا يكون تمكنه الأول في السلطة جاء عبر انقلاب عسكري.. *بمعنى ألا يستلم الحكم بانقلاب ثم يجري انتخابات رئاسية بعد ذلك لاكتساب صفة الحاكم المدني المنتخب.. *ومبعث الأهمية هُنا أنَّه ما من رئيس إفريقي - إلا من رحم ربي- لم يأتِ إلى السُّلطة عبر (ظهر) دبابة.. *ثم يجلس بعد ذلك على (ظهر) الشعب عشرين أو ثلاثين، أو بعد أربعين عاماً.. *وشروط مو هذه - للأمانة - لو كانت بأثر رجعي لانطبقت على رؤساء حكموا السودان (ديمقراطياً) في فترة ما بعد الاستقلال.. *لانطبقت على الأزهري ، والمحجوب، وسر الختم الخليفة، والصادق المهدي.. *(أها) ؛ كُنَّا نظن بلدياتنا هذا (بهزر) -إذاً- إلى الآن فوجئنا بأنه يعني تماماً ما يقول.. *أو بالأحرى، يعني (جزئياً) ما يقول بما أنَّ لجنة مؤسسته المعنية بالجائزة أعلنت عدم (عثورها) على من تنطبق عليه الشروط من الرؤساء.. * لم تعثر على من يستحق جائزة ال(5) ملايين دولار (كاملة) لجنة - مؤسسته هذه - ولكنها رأت أنَّ الأسقف دبزموند توتو يستحق (تقديراً) قدره مليوناً من الدولارات.. *والتقدير هذا سببه - حسب اللجنة - إصرار توتو على (قول الحقيقة للسلطات) - فضلاً عن نضاله من أجل (الحرية والديمقراطية والعدالة).. * وتبقى جائزة مو (الكاملة) في انتظار رئيس إفريقي ديمقراطي بمواصفات (كاملة الدسم).. *ونصيحتنا لمو إبراهيم هذا أن (يحصن) لجنته المذكورة من أي (حكم) إفريقي.. *فإن لم يفعل فسوف نُفاجأ بأنَّ الجائزة ذهبت - على سبيل المثال - إلى حاكم موريتانيا (العسكري) محمد ولد عبدالعزيز.. *بمثلما نُفاجأ بنتائج بعض مباريات كرة القدم الإفريقية تذهب - بفعل (الحُكَّام)- إلى الفريق الأضعف.. *ثم نكتشف أنَّ الثمن(500) دولار فقط وليس(5) ملايين!!!!