[email protected] 21 أكتوبر مشروع امة بكل تبايناتها وتقاطعاتها المفاصلية تنادت على فكرة التغيير واحداث مشروع ديمقراطى على مسرح الحياة السياسية , تعتبر ثورة اكتوبر من الثورات التى نالت الكثير من البحث والغوص فى تفاصيل اللحظة الثورية التى انتجت الفعل الثورى المتمثل فى اذالة نظام ديكتاتورى عسكرى ... واحلال تجربة ديمقراطية لم تجد مساحتها الحقيقية للنمو.... استصحاب تجربة ثورة اكتوبر المجيدة الان على المشهد السياسى فى ظل مناخ الربيع العربى التغييرى يحتاج منا ان نكون اكثر حيادية ونحن نربط الحاضر بالماضى الاكتوبرى من خلال لعبة العسكر والديمقراطية , حينما نتمدد على واقعية الملمح السياسى الراهن المترهل بكل ماتتضمنه تلك الكلمة من معنى , غياب المشروع السياسى النهضوى فى خطاب القوى المعارضة الان التى تطرح نفسها كبديل لشكل القائم الان وضبابية الاجماع على شكل وثيقة تفاهمية تعتمد على الحد الادنى من التوافق يعتبر من معوقات الالتفاف الجماهيرى حول مشروع تغييرى ينتج اكتوبر اخر ولو على اعتاب يناير, تعدد المشاريع الوثائقية المطروحة مابين قوى الاجماع الوطنى وتيارات شبابية ظهرت على السطح الان ووثيقة الحركة الثورية التى طرحت مؤخرا يوضح بجلاء تشتيت القوى الحية التى يعتمد عليها فى صنع الحراك الثورى وغياب جاهزية النخبة على خلق منتوج موحد يتوافق مع شكل المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد والمنعطف التمزيقى التى تواجهه الان فى ظل حالة المحاصصة المطلبية التى ترتبط ارتباط وثيق بشكل قبلى ومحاولة تسيس القضايا التنموية وتحويلها لصراع غبن اجتماعى , ان من تنادوا سابقا لخلق اكتوبر المجيد كانت حاجياتهم للتغيير اقل بكثير من الذى يحدث الان من تشرذم مجتمعى وارتفاع صوت الفراذات العنصرية البغيضة المستندة على سند سلطوى والخلل الاجتماعى الحاد الذى اصاب العقد المتباين مما ولد غبن نوعى اكثر من غبن سياسى مانحتاجه الان ونحن نقف عند تجربة اكتوبر المجيدة ليس عملية تغيير نظام شمولى فقط (وهو ماقامت به اكتوبر) انما نحن الان اكثر احتياجا لتغيير مفاهيم مجتمعية ترسخت فى الذهنية الجمعية للمجتمع وتشكلت نواتها صراع غبنى يكلف النسيج السودانى المتصدع اكثر من فكرة اذالة نظام اننا الان اكثر احتياجا لثورة مفاهيمية تذيل ضبابية اعترت الاخر ضد الاخر وخلق واعادة تقويم تعريفى لما يسمى بمجتمع مدنى يختلف سياسيا ولكنه يتفق نوعيا على اطار عام يسمى المواطنة ودولة القانون , ستظل الاذمة القائمة طالما الفكر المحاصصى متواجد فى ذهنية السياسى والمواطن والرغبة فى التمثيل السياسى بملمح اثنى يضمن له كما يعتقد امنه وحاجياته الضيقة, الطريق نحو اكتوبر يمر ببوابة المجتمع المتصدع الان مالم تقوم النخب التى تتبنى شعارات التغيير بممارسة دور حيوى فى اذالة التعطش المحاصصى والتوافق على شكل اطار عام يمثل مرجعية للمرحلة الانتقالية ستظل بوابات اكتوبر مغلقة امام التغيير حتى اشعار اخر