[email protected] المتابع لحراك الثورة السودانية التى بدات تتشكل فى بحر شهر يونيو الماضى وافرازاتها على المشهد السياسى العام يجد ان ثمة تقاطعات غريبة اصابت الدرب الثورى للخلاص من القبضة الشمولية من بينها غياب التنسيق التام بين القوى السياسية الحزبية المعارضة ومحاولة البعض من هذه التيارات استباق الدور التنظيمى للثورة لتحويله الى مكسب تفاوضى تعزز به اجندتها الحزبية الخاصة لاقتسام نصيب مقدر من كعكة السلطة، يظهر ذلك جليا عندما تحول السلوك الثورى من شكل حراك يومى ينتظم الجامعات السودانية ودور جامعة الخرطوم الطليعى فى ذلك الى منتوج اسبوعى يخرج من مسجد ودنوباوى فى شكل اصدار انصارى جعل تيار الامة يراهن به فى مساومات سياسية بان (دور المساجد دور عبادى ايمانى )، وقد ظهر ذلك فى حديث عبد المحمود ابو فى الجمعة التى تلت احداث نيالا،نجد ايضا ان كم الاعتقالات الذى صاحب تلك المرحلة المفصلية من تاريخ السودان قد اخل بالوتيرة التنظيمية واستمرارية النشاط وتصاعده الطبيعى، إن التعويل على استنساخ نسخة عربية هنا تشابه ربيع تونس واخواتها اضر كثيرا بالفعل الثورى لما يتميز به الوضع السياسى والعقد الاجتماعى الحرج الذى يشهده السودان الان من خصوصية تحتاج لان نستلهم تواريخ اكتوبر وابريل وصناعة انتفاضة مستمدة من واقعية الحراك وافرازاتها الان المتمثلة فى وجود قوى ثورية مسلحة (تحالف كاودا) ومحاصاصات جهوية حادة لعبت الانقاذ دور طليعى فى تغذيتها وتاجيجها وفى ظل غياب دور المجتمع المدنى ووجود احزاب هشة تتنازل عن حاجاتها فى اول منعطف مادى سلطوى(الوطنى الاتحادى) جناح الميرغنى لكل هذا يظل تعويلنا على المبادرة الشبابية فى شكل نشاط ثورى بعيدا عن مركزية الاحزاب وبابوية الطائفية المسيطرة على قوى الوسط هو الفيصل الحقيقى والرهان التاريخى لصناعة فجر جديد يجمع ماتناثر من عقد اجتماعى ويفتح الطريق لصناعة سودان برؤى حديثة وقوية لاتوجد فيه اشكاليات الهوية او افرازات ظلم عرقى استعلائى، مانحتاجه فعلا هو صناعة ارادة جمعية تتالف فى الشكل الحد الادنى من التوافق على توحيد ارادة التغيير لازاحة دولة القهر واقامة دولة القانون وهذا لن يتم مالم تتجاوز التيارات الشبابية داخل الاحزاب الديناصورات والحرس القديم المتكلس على رئاسة الاحزاب التقليدية والانتقال الى مربع متقدم يمنح شبه السافنا استحقاق التغيير، والقراءة الصحيحة لاسباب تعطل الثورة السودانية ووقوفها المفاجى يفتح كثير من الاسئلة التى تبحث عن اجابات لها داخل الحوش السياسى السودانى المتداخل المناخات.