شهب ونيازك: أموال تحت التراب كمال كرار قصفت اسرائيل مصنع اليرموك أو قصفته طيور الأبابيل أو انفجرت أصابع لحام وولعت شرارة عند منتصف الليل أو نسي أحدهم سيجارة مولعة تحت قنبلة معدة للصنع أو أو .. فالنتيجة كانت ضياع مليارات الدولارات في أقل من خمس دقائق كانت كافية لأن تمسح تلك الترسانة العسكرية بالأرض . وغض النظر عما حوته تلك الترسانة سابقاً من صواريخ و مدافع وقنابل ، وغض النظر عما سببته لسكان الكلاكلة وأبو آدم من قلاقل وملاريا وبعوض و( تلاتل ) فإننا نقول أن الأموال المقنطرة التي صرفت عليها كانت تكفي للقضاء علي الأمراض الفتاكة لو صرفت علي الصحة ، وكانت ستقضي علي الأمية لو صرفت علي التعليم ، وكانت ستوقف الحرب في دارفور لو صرفت علي التنمية فيها ، ولم يكن الجنوب سينفصل لو صرف القدر اليسير من أموال الأمن والدفاع علي البناء والتعمير بالجنوب علي أيام نيفاشا . ثم ما حاجة السودان للصناعة الحربية المتطورة وهو ليس من دول المواجهة مع اسرائيل !! ، بل أن دول المواجهة نفسها تعيش في أشهر عسل طويلة مع اسرائيل منذ ما بعد حرب اكتوبر 1973 ، والفلسطينيون نفسهم وقعوا الاتفاقيات مع اسرائيل وهاهي السلطة الفلسطينية ترقد في حضن اسرائيل في أمن وأمان . لقد بات معروفاً للقاصي والداني أن انهيار القطاعات المنتجة في بلادنا لم يكن بسبب انعدام الموارد المالية بل بسبب سوء إدارة الأموال العامة ، وبسبب السرقة والفساد وهلم جرا ، لأن أولويات الإنفاق الحكومي ومنذ أنقلاب يونيو 1989 كانت لقطاعي الدفاع والأمن ومن بعدهم القطاع السيادي ونعني به القصر الجمهوري ومجلس الوزراء وتوابعهما . ولما تنفق أي حكومة جل ميزانيتها علي الأمن والدفاع فمعني هذا أنها معزولة شعبياً ، وأنها تعوض رصيدها الشعبي برصيدها من القنابل والأسلحة لقمع شعبها وتطويل عمرها وهذا ما يحدث في حالة السودان . ولما تنفق حكومة المؤتمر الوطني أموال الشعب علي التسليح يستوطن الفقر في بلاد تنتج البترول والذهب فيستحوذ 5% من السدنة والتنابلة علي 90% من الدخل القومي . لقد مسحت اسرائيل المفاعل النووي العراقي ، فقال النظام العراقي يومها أنه سيرد في الزمان والمكان المناسبين ، ودكت الطائرات الإسرائيلية الصواريخ السورية في البقاع اللبناني دون أن يرد النظام السوري لأكثر من 25 عاماً ، وقصف الطيران الاسرائيلي لبنان وسيناء ووصل حتي مطار عنتيبي في يوغندا في السبعينات دون أن يرد أي أحد عليها في الزمان والمكان المناسبين ، الزمان ليلة الأربعاء الموافق كذا ، والزمان بعد منتصف الليل والمناسبة عقد قران ابن فلان علي ابنة فلان ، وكلهم من تنابلة السلطان وكانت الرادارات نائمة والمدافع كمان وكمان الميدان