الاستثمار الزارعى بين الساسة والزراعيين !! بشرى مكى [email protected] نتابع محاولات المنظرين في المؤتمر الوطني في إرساء دعامتين اقتصاديتين مهمتين لمستقبل السودان الاقتصادي وهما الزراعة والاستثمار وهى حقيقة من الاحتياجات الضرورية والملحة للسودان والتي جاءت متأخرة بسبب مزاحمة آمال البترول الذي ذهب مع دولة الجنوب مخلفا ضائقة اقتصادية ألقت بظلالها القاتمة على حياة المواطن السوداني وعلى الدولة وهى أسباب قد تكون بسب الانفراد بالرأي حينها في فشل توظيف العوائد المحدودة للبترول لمستقبل السودان وذلك لغياب الرأي الآخر و الرؤى المستقبلية الواعية ( مما جعلنا قاطعين بنزين في نصف الطريق ) وهو مالا نتماه لهذه الدعامتين الاقتصاديتين الهامتين .. الزراعة والاستثمار أن يلحقها ما أصاب البترول , وإبعاد صفة المكاسب السياسية (والبروبقندا) الإعلامية الجارفة لصالح الحزب الحاكم والأكاديمية الرتيبة التي لاتفهم لغة السوق واحتياجاته و الذي غاب أهله الحقيقيون عن الإدلاء بالرأي والمشاركة في تصميم خارطة الاستثمار والزراعة بالسودان الذي تفيض جعبته بأفكار و إمكانيات هائلة ومشروعات مربحة وذات عوائد سريعة لايفهما إلا ( ناس سوق الله اكبر ) وليس السياسيون والأكاديميون وشركات الحكومة التي أثبتت فشلا تلو الآخر في خلق الجو الصحي المعافى لنجاح الاستثمار عدا هذه اللقاءات اللامعة لأغنياء الدول العربية وأمنياتهم الحبيسة وخوفهم الدائم الذي لاتزحزحه الخطابات المفوهة والتضمينات الحكومية والصالات المضيئة والفائضة برفاهية المأكل والمشرب والضيافة وأحاديث الشخصيات البارزة التي تشارك في هذه المنتديات والمؤتمرات ويقدمون أوراق عمل رسومات بيانية حول آفاق مستقبل الاستثمار في السودان والتي تجعلنا نرقص منتشيين جزلا وفرحا من هول المفاجأة ( معقول نحنا كده وما عارفين) ؟؟ . ثم تبقى هذه الضجة والضجيج مظاهرة سياسية تراوح زمانا ثم تغيب أزمانا. أن طرح مشروع خطط الاستثمار على أهل الخبرة العريقين في السودان والمغتربين منهم والعارفين من دهاقنة التجارة والزراعة( الغائبين والمغيبين) وبيوتات الخبرات الاقتصادية الوطنية والعالمية كفيل أن يجعل خريطة الاستثمار في السودان ناجحة بالإضافة إلى ترقية الكوادر البشرية الفنية والزراعية والعمالة المدربة المصاحبة لخطوات دعم خطط الاستثمار وتنمية الزراعة بإنشاء المرافق التعليمية الفنية المتخصصة لتواكب أي طفرة اقتصادية أو زراعية وكذلك وجود الإعلام الزراعي المتخصص بوجود قناة تلفزيونية وإذاعية خاصة تعمل على رفع وتنمية وعى المزارعين الشريك الأصيل لأي ثورة أو تنمية زراعية يديرها المتخصصون من الزراعيين ونقل تجارب دول أخرى خبيرة في مجال الإعلام الزراعي مثل مصر والأردن وألمانيا و تشجيع تكوين الجمعيات الزراعية المتخصصة في مناطق الإنتاج وإشراكها في التخطيط ورسم ملامح التنمية الزراعية للسودان و إضافة إلى تأثيث البنية التحتية الزراعية لمناطق الإنتاج ودعم المزارع الصغيرة والمزارعين بالتقنيات الزراعية الحديثة الموفرة وذات العائد الانتاجى وتكوين الجمعيات التعاونية الزراعية لتسويق الإنتاج وتصديره ضمن خطة متكاملة وشفافة , حينها نكون قد خطونا أولى خطواتنا نحو إنجاح هذين المشروعين القوميين الكبيرين . وتامين قوتنا وقوت العالم وأشبعنا شعبنا وشعوب العالم ,واى عمل أو تخطيط يتجنب هذه الأبجديات يكون مجرد فرقعات سياسية نسمع صوتها ولانرى طحينها .ونبقى مكانك سر وخلف دور !! التحية للكوادر السودانية الناجحة التى تقود أكبر مجمعات الإنتاج الحيواني والزراعي بالدول الخليجية والعالم وكبرى الشركات العربية التي أبهرت العالم بمقدراتهم العالية وهمتهم الطموحة وعلمهم العريق بالزراعة والإنتاج .وهم حقا الضوء الذي ينتظرنا عند نهاية النفق . تخريمة :- أحد الإخوة المعلقين على مقال ( لون المنقا يالشايل المنقا) قال :- حتى وزارة الزراعة عندنا وزراءها غير زراعيين !!