.. [email protected] قديما وفي ظلال أكتوبر الوارفة تغنى محمد الأمين من كلمات فضل الله محمد ..نشيد شهر عشرة حبابه عشرة وأبقو عشرة على المبادي.. الى أن وصلا الى البيت الذي ينضح حكمة فقالا فيه ..القيادة أمانة صعبة .. والسياسة عمل تفاني ! فالذين يحكمون السودان الان سواء المدنيين منهم وتحديدا الاسلاميين أو العسكريين الذين يشكلون غطاءا للنظام وليس حماية للوطن والشواهد لا تخطئها الأعين ولا المسامع ! هل هم حقا قادة وسياسيون حقيقيون ، يفهمون أصول لعبة السياسة وفن القيادة ، أم أنهم تجار يسومون الوطن وشعبه الغافل في سوق أهوائهم وقد أفترشوا تحديهم لكل عقل ومنطق في قارعة الطريق العريض دون حياء أو خجل ، حتي بلغ بهم الاستهتار والتباهي بانتهاك شرف البلادمن طرف دولة تبعد عنا قرابة الألفين كيلومتر ، وقالوا أن ذلك قد جعل منهم ( دولة مواجهة ) ومثل هذا القول بالطبع لن يزيد اسرائيل الا أصرارا على ضرب المزيد من ا لأهداف داخل السودان ، استنادا الى زعم موثق من قادة وسياسيين يفتقرون الى أدنى مقومات الحكمة السياسية والحنكة القيادية ، وبذلك تكون حماقة حكومتنا وقادتنا وسياسيينا قد أختزلت المسافة مابين تل أبيب وأى مكان داخل أراضينا لتصبح أقرب اليها من امارة غزة المجاورة ، أو جنوببيروت حيث مقر دولة حزب الله الموازية بل المتفوقة بالسند الايراني على حكومة قصر ميشيل سليمان ! فنون السياسة أبواب كثيرة ، ربما أوسعها اللغة الدبلوماسية التي لا تستفز من يعاديك وتجعله يحذرما هو وراء كلماتك ويجتهد في تفسيرها و وتقربك لمن تستهويه فيرضيك أيضا بالقول الحسن! حتى الشعر يقال أن أعذبه هو أكذبه ، وهذا لا يعني الكذب في معناه المباشر وانما القصد أن الشعر يجّمل الكلام ليصبح مختلفا عن لغة التخاطب العادية ! قادتنا حتى الكذب هم لا يعرفونه ، ليس لأنهم صادقين بالطبع ! ولكن لتباين لغة تصريحاتهم التي تصب مجتمعة كزيت على حافة نار التخبط التي حطبها خطب الفتن وجلب الكوارث ! فتجد تمامة العدد الحاج آدم يوسف يقول كلاما عن دعم القضية الفلسطينية التي باعها أهلها في ملجة النزاعات البينية وصراع المصالح حتى تقاسما ما جادت به اسرائيل من رقعة أرض الى دولتين اشبه بالقريتين ومع ذلك تراهن حكومتنا بجوع شعبها وفقره وشتاته وتفتيت أرضه وازهاق ارواح ابنائه واراقة ماء وجهه وتمريق كرامته وعرضه بالدخول في احلاف المشاغبين ضد الأقوياء الذين لا قبل لقوتنا بهم ، مما يستوجب اعمال العقل بتجنبهم والالتفات الى ترتيب بيتنا الداخلي المهلهل والمبهدل ! وهذا نوع من الكذب يكمن مضمونه في اطلاق القول على عواهنه دون أن يكون لديك القدرة على تحقيق ذلك القول ، فيغدو كذبا جالبا للضرر والضرار ! ثم يأتي المغرور المتغطرس أمين حسن عمر دون أن يجيد لعبة الكذب السياسي وينفي أن لهم حلفا من اى نوع مع الدولة الصفوية التي تخبي صواريخها تحت عباءة سلطتنا وقريبا من بيوت أهلنا ليحترقوا بنار متعقبيها ، وتكتفي ايران بارسال باخرتين ، لتقول لنا ( أحسن الله عزاءكم ) وتنصرف ولا أحد يعلم كم دفعت في كشف الفراش ؟ ويعكس ذلك التضارب في الأقوال ، عدم تناغم رؤى ونوايا أهل الحكم في بلادنا وباعتراف رئيس الدبلوماسية ، وزير الخارجية علي كرتي شخصيا ، ولعل ذلك التباين في التصريحات أشبه باختلاف اللصوص بين معترف لتوريط شركائه ، ومن ينفي خوفا من العقاب ! اوليس ذلك أبعد عن المسئؤلية وأكثر قربا الى لغة الأطفال حينما يلعبون بالنار فتحرقهم وتأكل يابس البيت وأخضره ..! لا نريد من سياسينا حاضرا ومستقبلا ولو تبدل الحال وذهب هذا النظام أن يكذبوا فالكذب ايا كان ابيضا أم اسود فهو حرام ، فالنبي الكريم ، حينما سئل ، ايسرق المؤمن قال نعم ، أيزني المؤمن قال بلى ، أيكذب المؤمن ، فاستهجن عليه تلك المزمة ، لآن ضررها لا يقف عند حد طرف أو طرفين وانما قد يدمر أمة بحالها ! وكما قال الشاعر ..فالصدق ابقى والأصول اصول ..والعمر يفنى والمصير أفول ! فالحاكم الصادق يكون مؤهلا لتحمل القيادة وقادرا على أجادة فنون السياسة بالشفافية والذكاء والتمرس ، وان تجمل فانه يزداد بريقا بلغة الدبلوماسية في عين اعدائه قبل اصدقائه ، وليس بالضرورة أن يكذب ويكذب حتى يصدقه الآخرون ، كما يفعل جماعة الانقاذ ، مع أنهم حتى الكذب هم فاشلون فيه بمقاييس الدبلوماسية السياسية ، والفطنة القيادية ، ياهداهم الله وايا نا ، مراعاة للحق وصونا لهذا الوطن الذي اشبعوه كذبا حتى ثقبوا أذنيه ! عافاه الله المستعان . وهو من وراء القصد..