بسم الله الرحمن الرحيم أنقذوا المسيرية من الكبوة السياسية حسين الحاج بكار [email protected] أنقذوا المسيرية من الكبوة السياسية التي أصبحت تنذر بالخطر المحدق الذي يسبب كارثة إنسانية لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وخالق كل شيء بإتقان ، فالكارثة تتمثل في تصريحات الطرفين التي أعقبت إجماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي الذي وافق على مقترح ثامبو أمبيكي الذي أجج نار الصراع من جديد فصناع القرار السياسي في نظام الإنقاذ قالوا نرفض قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي صدر 25/10/2012م على مقترح ثامبو أمبيكي الذي تم رفضه في أديس أبابا سبتمبر 2012م أما صقور الحرب من أبناء الدينكا نقوك بدأوا يتطاولون بمجرد صدور القرار قبل موافقة مجلس الأمن الدولي عليه وكأنهم ضمنوا وقوف المجتمع الدولي معهم لكي ترضخ قبيلة المسيرية رغم أنفها لذلك الواقع الجديد وإذا لم ترضخ فإن المجتمع الدولي سوف يفرض الحل في قضية أبيي بالقوة العسكرية بالتالي لا تستطيع رد حقوقها . مطلوب إسداء النصح من مفكري وساسة المجتمع السوداني للمسيرية لأنهم أعلم بما يجري في دهاليز سياسة الإنقاذ ولا يتركوا المسيرية للتهور والانفعالات الذي اعتاد نظام الإنقاذ زجهم فيها دون وعي سياسي ، لأن القارئ عندما يقرأ كل الوثائق التي صدرت بِشأن أبيي يعرف أن أبيي أنتهي أمرها منذ برتوكول أبيي 2005م وما تمخض عنه من ارضاءات لحكومة الجنوب وأبناء الدينكا نقوك على حساب قبيلة المسيرية ، مع الأسف إن المسيرية لم تصل إلى هذه الحقائق التاريخية المرة وتركت مصيرها لأناس ليس لهم القدرة أو الحنكة السياسية في التفاوض لكي يقنعوا الشعب السوداني بحقهم ناهيك عن إقناع المجتمع الدولي . الإنقاذ لازالت ( تغبش) رؤى المسيرية بأن أبيي شمالية ولا يمكن أن يجري الاستفتاء ما لم تشارك المسيرية في ذلك ، ولكن الحقيقة ذكرها الأستاذ الطيب زين العابدين في المقال المنشور في صحيفة الراكوبة يوم السبت 3/11/2012م ، والتي قال فيها ( إن دانفورث دفع ببرتوكول أبيي وقال للوفود خذوه أو أتركوه كما هو واستسلم وفد الحكومة للتهديدات الأمريكية وقبل البرتوكول رغم مخالفته الصريحة لمادة الحدود 1/1/1956م ). أعتقد إن النصيحة جاءت متأخرة ولكن قبول الحقائق من المفكرين أمر مهم وهذا لا يعني استسلام المسيرية أو تنازلها عن قضيتها لأنها قضية أرض وهي التي تحدد مصير الإنسان لأن الإنسان بدون أرض يصبح حيواناً لاجئ بلا وطن ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تقاتل المسيرية وحدها في أبيي؟ وأكد كرتي في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية قبول السودان مقترح تقسيم أبيي باعتباره أساس للتفاوض ، وأشار لقيادة السودان لحملة مضادة لإجهاض الحملة التي قادها أبناء أبيي . إذن بدأت المغالطات السياسية من هذه الزاوية لأن مجلس السلم والأمن الأفريقي لم يخلوا من الدول العربية التي وافقت على المقترح بالإجماع ، وهم لم يستطيعوا أن يقنعوا دولة واحدة من الدول العربية في مجلس الأمن والسلم الأفريقي ، فكيف يقود حملة لإجهاض مخطط أبناء أبيي ودولة الجنوب لكسب مجلس الأمن الدولي؟ من هنا تبدوا الأمور واضحة هل التفاوض في قضية أبيي بين حكومة الجنوب وحكومة الشمال ؟ أو بين أبناء الدينكا وحكومة الإنقاذ؟ وهل القبيلة يمكن أن تفاوض حكومة؟ وأي منطق دستوري أو قانوني؟! يحق لنظام الإنقاذ يفاوض قبيلة بمعزل عن حكومتها الدستورية والقانونية ، وإذا كان الأمر كذلك لماذا تم تغيب المسيرية عن التفاوض ؟ ، وهل يحق لأبناء المسيرية التفاوض مع حكومة الجنوب بمعزل عن حكومة الشمال ؟، ( فتغبيش) الرؤية أنطلق من هذه العبارة لأن التفاوض هو بين الحكومتين وليس بين القبائل ، وهذا المنطق العاجز سيقود نظام الإنقاذ لتنفيذ رغبة أمريكا دون أدني شك ، وبالتالي أبيي تنتظر من سيفوز بها وببترولها ، وينقذ اقتصاد الدولة من الانهيار . لذا الصراع الدائر بين قيادات المسيرية وأبناء الدينكا نقوك أستند إلى أربعة نقاط وهي 1- وقوف حكومة الجنوب بكل إمكانياتها السياسية والاقتصادية في المحافل الإقليمية والدولية هو الذي دفع أبناء الدينكا نقول بأن يصروا على الاستفتاء وليس هنالك بديل غيره . 2- التعاطف الإفريقي مع حكومة الجنوب هو الذي قوى شوكة أبناء الدينكا نقوك للاستفادة من هذه الجزئية . 3- الضغط الأمريكي داخل مجلس الأمن الدولي والتلويح بفرض عقوبات هو الذي أرغم كثير من أعضاء مجلس الأمن لتغيب العدالة . 4- أخذت قضية أبيي أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية عبر سائل الإعلام لتسويق القضية في المجتمعات الأوربية والآسيوية والأفريقية . أما قيادات المسيرية ليس لها سند يسند ظهرها من الضربة ، فالإنقاذ استخدمت المسيرية في مرحلة ما ، والآن ليس لديها استعداد للمخاطرة بمصالحها الاقتصادية والأمنية والسياسية والإقليمية والدولية لمصلحة المسيرية فلتذهب أبيي ، لأن بترولها ما عاد منه جدوى . ولهذا السبب قلت أنقذوا المسيرية من الكبوة السياسية . كما قال د . الطيب زين العابدين ( كما قد تؤدي إعفاء الجزء الأكبر من ديون السودان الخارجية وإلى رفع العقوبات عنه وربما تطبيع علاقاته مع الولاياتالمتحدة وبالنسبة لقبيلة المسيرية التي يحارب جزء منها مع الحركة الشعبية دون سند قوى من حكومة الشمال ، وستجد نفسها مضطرة لقبول ما رفضته سابقا وهو التعويض المجزي عن فقدها لحقوقها التاريخية في أبيي مقابل تسهيل دخولها إلى مراعي الجنوب ) . أقول إن د . الطيب زين العابدين ، لم ينصف قبيلة المسيرية لأن الجزء الذي يحارب مع الحركة الشعبية هو قاتل الحركة الشعبية مع الإنقاذ أبان فترة التسعينيات وإلى 2005م وهو يعلم ذلك ، وبالتالي منذ عام 1989م وحتى 2011م المسيرية قاتلة الحركة الشعبية من أجل المؤتمر الوطني دون مقابل ، أما التعويضات المجزية التي تحدث عنها د . لم يوضح نوع التعويضات التي يمكن أن تقبل بها المسيرية مقابل أبيي ، ولذا فيما يتعلق بالمديونية وتطبيع علاقات نظام الإنقاذ مع الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا أمر طبيعي ، إن الإنقاذ تتنازل لأمريكا عن المسيرية ، طالما نظام الإنقاذ استهلك كل إمكانيات المسيرية البشرية والمادية . وقرض شبابها وفرسانها في الحروب ، والآن لابد من التخلص منها لأنها أصبح عديمة الفائدة .