عدة الشغل : مغنية و محلل سياسى وجهاز كشف الدهب بدرالدين محمود [email protected] من عجائب السودان ومعجزاته بعد المشروع الحضارى والتى لو عزم بها على المنافسة فى الارقام القياسية لتصدر قوائم كل الموسوعات فى العالم وعوض بها تقهقره وتزيله للتصنيفات الاخرى المتعلقة بالحريات والصحة والجامعات والرياضة والرفاهية ومستوى دخل الفرد البلغ قدره 1800 دولار. نبدأ بالعدد الكبير جدا من المغنيين وخاصة المغنيات . فى السابق كان يتم نسب الفنانين لاقاليمهم وتسميتهم بها فعرفنا بابكر ود السافل وثنائي كردفان وثنائي الجزيرة وثنائي العاصمة ( الخرطوم وبحرى وام درمان ) وهكذا. اذداد العدد واصبح بالاقليم اكثر من فنان لجأ الناس للمدن محجوب كبوشية وصلاح كوستى وحسين شندى ,,الخ. بارك الله فى المدن واصبحت تنجب توائم ومثنى وثلاث ورباع فلجأ الناس للاحياء فكان الصحافة والقلعة و...الخ. لم يقف التطور عند هذا الحد ومع المشروع الحضارى اصبح التكاثر بمتوالية هندسية وسمعنا بزبيدة الانقاذ ومين كدا الازهرى واعتقد ان الانقاذ والازهرى شبه حى واحد لكن ضرورة التفريق استوجبت ذلك . هذا دون ذكر مين كدا الجريف والدروشاب. وبنفس متوالية هذا التكاثر سيأتى اليوم الذى نسمى فيه الفنانين برقم بيت كل واحد. وسيكون بكل بيت هنالك فنان ويفيض العدد عن الحاجة ونصدر ويصبحون بديلا للبترول ونطلق عيهم ( منتجات محورة فنيا ) ولو اجتهدنا قليلا لوفرنا المال المدفوع مقابل ( اللعيبة الاجانب ) وذلك بمقايضة فنانة مقابل مهاجم او اثنين للدفاع او ثلاثة حراس مرمى حسب الوظيفة فى الملعب وحسب درجات لون المغنية. عجيبة اخرى تتمثل فى العدد الكبير والمساوى لعدد الفنانات وهى ( المحلل السياسى ) ولا ادرى من الذى يمنح القب ؟ وما هى المطلوبات للحصول عليه ؟ يعنى من يصادق على ان هذه فنانة وهذا محلل سياسى ؟ لكن على كل حال هم فقط محليين وليس لهم انتشارا لا اقليميا ولا دوليا ولم نشاهد على القنوات غير السودانية سوى عبد الوهاب الافندى والمرحوم حسن ساتى. هؤلاء تكمن خطورتهم فى انهم موسوعيون يتحدثون فى الاقتصاد وفى الزراعة وفى الاجتماع وفى السياسة وفى الرياضة. بالامس القريب وعلى الفضائية القومية ادهشنى ذلك المحلل السياسى الذى تحدث باسهاب عم مشكلة عطش مشروع الجزيرة وعن ادارة المياه وعرج على الجراد الصحراوى وقتله بحثا بالحديث عن نشأته وتطوره وتكاثره ثم عرج على الرياضة ورسم خططا للمريخ يعبر بها ليوبارز وكأنه يوهان كرويف اسطورة التدريب العالمى وأخشى ما اخشى ان يكون مدرب المريخ ريكاردو قد شاهده فى التلفزيون وعمل بختطه وراح المريخ شمار فى مرقة . ولم تسلم منه الحمى الصفراء حتى انهكها هى الاخرى تشريحا وبين اسباب انتقالها وكيفية محاصرتها . الغريبة على ( الكابشن ) مكتوب محلل سياسى رغم ان كل ما اعمل فيه مبضعه لا علاقة له بالسياسية اللهم الا اذا كان غزو الجراد الصحراوى مثل غزو ام درمان للشيوعين فيه يد . اما الخطورة الاكبر لهم فهى فى كونهم ( مركبين ماكنة ناطقين رسمين باسم الحكومة واحيانا اعلى سلطة من الوزراء ) تحدث قبل ايام كرتى فى حوار على النيل الازرق وبدبلوماسية ذكر ان هنالك ( دول ) لم يسمها استقبلت سفنا ايرانية العام الماضى ) وفى نفس الليلة وعلى قناة اخرى تجرأ المحلل وذكر اسم الدولة و ( وكتر المحلبية ) وقال ( دول الخليج ترسانة للاسلحة الاسرائيلية ).. يعنى ممكن محلل واحد يهدم ما بنته الدبلوماسية خلال زمن طويل ولا يدرى انه بذلك قد يكون قد قضى على علاقات السودان بتلك الدول. وهؤلاء من الصعب الاستفادة منهم للتصدير لان كل الدول حريصة على سياساتها الخارجية وهؤلاء ممكن ان يفتحوا عليهم من الابواب ما يدخل ( الريح ) التى تفسد عليها الاجواء وتبطل الوضؤ. ظاهرة اخرى من افرازات المشروع الحضارى والضغوط الاقتصادية اجبرت القنوات الفضائية سعيا وراء المال على الضرب بكل المقدسات عرض الحائط. فأى اساءة للرسول الكريم عليه افضل واكمل واجمل صلوات الله ابلغ من ان ان يكون هنالك برنامج اسمه ( قصة رسول ) يقدمه شيخ وفور من جنسية عربية وعلى الشريط الاعلانى اعلانات عن منتج ( نبتة بن على اليمنية ) لمعالجة سرعة القذف ونبتة المارنجا لاسترداد الفحولة وعشبة ,,,,, لتكبير الصدر وكريم ...لزيادة الارداف. السؤال هل من يشاهد هذا النوع من البرامج الوقورة بحاجة لهذه الاعلانات ؟؟؟ ام ان العقد مع المعلن هو ان يكون الاعلان على امتداد ساعات البث بغض النظر عن نوعية البرنامج حتى لو كان الأذان !!!!! باختصار الان وبقدر كبير من التأكيد لا يخلو اى بيت سودانى من واحدة من اربعة ,هى : مغنية او مغنى , محلل سياسى او رياضى او محللة . مجنون او مجنونة ( والعهدة على طبيب نفسى بالقناة القومية ) اذا جازت التسمية . واخيرا لا بد ان يكون داخل البيت جهاز كشف الدهب وهو اصبح الان من اساسيات اثاث المنزل وقيل انه يجب ان يكون من ضمن ( شيلة العروس ). ولم لم يكن فى بيته واحدة من هذه فليتحسس مسدسه ويقاتل الفقر بطريقته. اقول قولى هذا واشهدكم واشهد العالم باننا قد انتهينا نهاية بطل ومن كان له رأى آخر فموعنا عند ابو قناية ( يلحقنا ويفزعنا )اذا ما زال موجودا .