[email protected] ذلك الصيف قدم أحد الأصدقاء محاضرة لطلاب تلك الكلية العريقة بالجامعة العتيقة المعاصرة . كان ذلك ضمن ما تعارف عليه أبناء السودان المغتربون ب " حق الوطن " والذي يقدمون عبره خلاصة تجاربهم وحصيلة مشوارهم في شتى ضروب العلم والمعارف وتمخض عنه لاحقا ً مؤتمر العلماء المغتربين الذي نظمه جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج تحت شعار "نحو آفاق عالمية بخبراتنا الوطنية" . قدم ذلك العالم - الذي حباه الله بسطة ً في العلم والصبر - المحاضرة في نحوا ً من ساعتين ولكنه قضى أكثر منها في المناقشة والإستيضاح والإستفسار ، ليس من الطلاب وحدهم ولكن من بعض العلماء الأجلاء في تلك الجامعة ، وقد لا يكونون يفتقدون شيئا ً ذي بال في ذلك الجانب من العلوم الحديثة ولكنه تواضع العلماء وسعيهم لللإستزادة من كنوز المعرفة أيا ً كان مصدرها . بشغفٍ تابع كثير من أهل السودان منازلة الأهلي لشقيقه الترجي في نهائي بطولة الأندية برادس ، وما كان ذلك إلا صدى ً للموسم الحافل الذي قضاه مدربه حسام البدري مع الفرقة الحمراء بالخرطوم وتوَّجها ببطولة الممتاز للعام 2011 ، وسافر مع فريقه لشتى الأماكن داخلياً وخارجيا ً ، خبر مواردنا ومنشئاتنا ، صلاتنا واتصالاتنا وانفعالاتنا وصفاتنا الطيبة وغيرها ، كما لمس تأثير الإعلام على المشهد الرياضي كله : لاعبين ، مدربين ، مشجعين وإداريين ، صفوة ً وسوقة وحتى حكَّاما ً في بعض الأحايين . البدري مر َّ من هنا ، مر َّ بالدوري السوداني ذات مر َّة ، وأجرى الله على يده إنجازات ، فهل تعلم منه نقادنا الكرام وكتاب الأعمدة النارية ومحللي البرامج ؟؟ هل تعلم منه اللاعبين صغارا ً وكبارا ً ومخضرمين ؟؟ هل تعلم منه مديري الكرة وإداريي الأندية على إختلاف درجاتها؟؟ !!! هل تعلم منه المدربين ومساعديهم في الأندية على إمتداد الوطن ؟؟ مدارس تدريبية كثيرة مرَّ ت على فرقنا ، بعضها ترك بصماته الواضحة وكان بعضها بلا إنجاز ولا طعم ولا رائحة فهل تعلمنا من تجاربنا ما يفيد ؟؟!! . الفرص لا تأتي إلا مرات قليلة ، و قد لا تأتي إلا لمن يستحقها ، و من يحسن إستغلالها في الوقت المناسب . هل يكون حسام البدري عند حسن الظن به من الجماهير وآمالها العريضة التي وضعتها على عاتقه في لحظة التتويج بأن يشرف الكرة الإفريقية في مونديال في اليابان ؟؟ أغلب الظن أنه سيكون .فمن قاد الأهلي للفوز الصعب في "رادس" قادر بإذن الله على العودة بشرف ٍ آخر من بلاد الشمس المشرقة . نحن نتابع "الأهلي" و"البدري" لعلنا نعي الدرس قبل إنتهائه . عباس أبوريدة الدوحة