بالمنطق " ولسه شفتم حاجه " ..؟!! صلاح الدين عووضة *في ندوة بالقاهرة - عقب الإطاحة بمبارك - حذر الحاج وراق المصريين من الإنخداع بشعارات (البعض !!) من قادة قوى المعارضة .. *وقال بالحرف الواحد : "إن حدث هذا وفازوا في الإنتخابات فأخشى أن يجيء اليوم الذي تتحسرون فيه على مبارك" .. *وبالفعل جاء اليوم هذا سريعاً ليكتشف المصريون- من غير جماعة مرسي- أنهم استبدلوا مبارك ب(محمد مرسي مبارك !!).. *بل إن الأخير هذا بز سلفه (فرعنةً !!) حتى جعل الأول يردد في سره - ولا شك - وهو يتابع ما يحدث من داخل سجنه : (يابن الإيييه !!) .. *فقد نصب مرسى نفسه - حسبما قال خبراء قانون مصريون - (حاكماً بأمر الله ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. *فهو - من جهة - أعطى نفسه الحق باصدار إعلان دستوري بمنأى عن (أيها) قانوني أو تشريعي أو إستشاري أو فقهي في البلد .. *وهو - من جهة ثانية - أعفى النائب العام قائلاً له ( روح بأى إنت مرفوت) دونما اكتراث ل(أجعص جعيص) في نادي القضاة .. *ثم هو من جهة ثالثة - وهذه ثالثة الأثافي - أضفى على كل ما صدر عنه من مراسيم وقرارات (قدسيةً !!) لم يدع مثلها حتى محمد علي باشا (ذات نفسه) .. *قال(إيه ؟) - أي "سي" مرسي - أن كل ما يصدر تحت توقيعه (غير قابل للنقض أو المراجعة أو الإحالة إلى السلطتين القضائية والتشريعية) .. *(طيب) ؛ ماذا ترك الذي يقول إنه (يخشى الله !!) هذا لذاك الذي كان يقول - والعياذ بالله - (أنا ربكم الأعلى) ؟! .. *وفوق ذلكم كله اعترت (الحاكم المطلق) حالة من الغرور نسي معها أن (جماعته) هم (جزء من كل) أسهم في التغيير الذي أضحى هو بموجبه رئيساً لمصر .. *فقد (سفه) قوى الثورة الأخرى كلها إلى الحد الذي كاد أن يصيح معه في وجوهها : ( أعلى ما في خيلكم اركبوه ) .. *والتسفيه هذا هو ما أثار حفيظة القوى الأخرى هذه لتعيد إلى الأذهان ذكرى أيام اعتصامات ميدان التحرير .. *فالذاكرة المصرية (الثورية) لم تنس بعد أن مرسي و(جماعته) هم آخر من التحق بركب الثورة من بين القوى المدنية التي اندفعت نحو الشارع .. *ثم إنها لم تنس - كذلك - أن مرسي و(جماعته) أعلنوا الهدنة مع المجلس العسكري أكثر من مرة (منزوين) في شارع محمد محمود بعيداً عن (معمعة !!) ميدان التحرير إبان المطالبة بالديمقراطية كاملة غير منقوصة .. *ولكن نرجع ونقول لشعب مصر المغلوب على أمره هذه الأيام : (تستاهلوا) ... *فقد تم تحذيركم من تلقاء الكثيرين- (من ذوي التجارب والخبرات !!)- بأن (تاخدوا بالكم كويس أوي) حتى لا يأتيكم مبارك (الثاني) فتبكون على ( الأول) .. *وهذا (بالضبط) ما تعبر عنه (لافتاتكم) الآن - أيها المصريون - في ميدان التحرير ... *فمن خلال شاشة "العربية" - وليست "الجزيرة" التي سبق أن أشرنا إلى (حقيقتها !!) كثيراً - وقفنا على مدى ما يعتمل في نفوسكم من غضب عبر (اللافتات) هذه .. *ولعل أبلغها تعبيراً تلك التي كُتب عليها بالبنط العريض : (من محمد حسني إلى محمد مرسي يا قلب لا تحزن !!) .. *أما نحن فليس لنا ما نقوله لكم - إن لم "تلحقوا" أنفسكم سريعاً - سوى:( وانتوا لسه شفتم حاجه ؟!!!!) . الجريدة