دروشة في السياسة و الثقافة ايام الجبهة الديمقراطية - جامعة الخرطوم 1979-1984:(1) الطيب الزين الصادق خير سيدو [email protected] ليتني الدرويش في حضرتك ..... ادور حول نفسي حتي اتموج ، أتعلق في السماء ، يخترقني الضوء، قوتي حليب نهديك، رحمك المأوي كوخي... و اللولاي علي زنديك ليته يكون قبري...أواه يا ذات مقرن النيلين...أواه...أواه كانت سنوات تكاد تصطدم بالسماء و تخرق باطن الأرض---- بعد شهور من سقوط الاتجاه الاسلامي في الانتخابات و فوز قائمة التمثيل النسبي بدأ اشتداد السياسة و بوادر الصدام الدموي العجيب بين معسكر الاتجاه الاسلامي و قوي التمثيل النسبي.العنف كان يبدأ من الاتجاه الاسلامي و يقوده ساسة اليوم الطيب سيخة و الزبير محمد الحسن(قضي ثمانية سنوات في كلية الاقتصاد) بامر التنظيم و ليس لأسباب اكاديمية شأنه شأن صديق الزيلعي و محي الدين الجميعابي و آمال جبر الله و المرحوم الخاتم عدلان و جميعهم كان متميز اكاديميا. أذكر ذلك اليوم صبيحة 19 مارس 1980 الذي قرر فيه الاتجاه الاسلامي قيام الانتخابات علي أساس الانتخاب الحر بعد ما قامت قوي التمثيل النسبي بالغاء دستور الحر المباشر بدعوي عدم شرعيته و عقد انتخابات علي اساس التمثيل النسبي الذي تم تعطيله عام 1970 ايام الجبهة التقدمية تحركت جموع قوي التمثيل النسبي لايقاف الانتخابات بالقوة بعد ما قام الاتجاه الاسلامي باحتلال مكاتب الاتحاد عقب انتهاء اجتماع المجلس الاربعيني صباح يوم 19 مارس 1980 و كلفنا من صديق الزيلعي بحرق مستندات لم نعرف ما هي و ذهبنا الي غرفنا للنوم بعد اجتماع بدأ العاشرة صباحا و انتهي و الشمس تتأهب للشروق في اليوم التالي و كانت مفاجأة قوي التمثيل النسبي بان الاتجاه الاسلامي احتل مكاتب الاتحاد و اعلن حل اتحاد التمثيل النسبي و قيام الانتخابات و سقط في يد قوي التمثيل النسبي... و احتدم الصراع و هو في حقيقته كان بين نقد رحمه الله و الترابي و انتهي بهزيمة قوي التمثيل النسبي بعد معركة صغيرة تافهة بين الاتجاه الاسلامي بقيادة البولاد (قتلته الانقاذ لاحقا في جبل مرة و نحن في الجبهة الديقراطية (انسحبت بقية قوي التمثيل النسبي من انصار و بعثيين و ناصريين و ختمية) و انتهت الحرب الصغيرة بمقتل الغالي- كلية الزراعة) الذي اقام عليه الاتجاه الاسلامي صلاة الغائب و سيطروا بعدها علي الاتحاد و من ثم علي كل البلاد. المتهم بقتل الغالي كان طالب كلية الزراعة حسن عبد السلام و قد برأته المحكمة و حمكت عليه بالقتل الخطأ بالسجن كان قد قضي فترته بالسجن عند صدور الحكم فصار حرا بعد الحكم و هاجر بعد ذلك.... اين هو؟؟؟؟ أبي قبل مماته كان يسأل عنه و لكن العلم عند الله و لم أره بعد ذلك رغم انه كان في داري بعد الحكم متخفيا خوفا من التصفية ...كان رجلا سمحا طيبا لا يمكن ان يقتل نملة و لكنها ارادة الله ...اتمني ان يكون بخير و قد مرت قرابة الاربعين عاما و لم أره فيها...كان و المرحوم أبي و شخصي معهم نأكل غداءا من الكسرة و الخضرة و صحن السلطة و نتعشي بالفول و كانت السياسة هي ايام نميري الاخيرة و كان حسن عبد السلام يصلي العشاء و يتقرب باوراده ثم يشرب العرقي و ينام و حزن العالم تجمع في سواد عينيه ..لك التحية يا حسن عبد السلام ان كنت حيا و لك الرحمة ان كنت ميتا.من الغرائب ان عضوات الاتجاه الاسلامي كن كمهيرة يزغردن للكيزان في حربهم ضد الشيوعيين و لم اري شيوعية في ساحة الوغي تشد من ازر اشباح الشيوعيين. انتهي الامر بعودة دستور الحر المباشر و فشلت محاولة عودة التمثيل النسبي خلسة دون استفتاء و هي دعوة رفضها الجمهوريون ( عقل العالم لو كنا نعرف) و انسحبوا بعدها من الاتحاد قبل نشوب الحرب الصغيرة. من قاد فكرة الالتفاف علي فكرة التحالف بالتصويت بين التمثيل النسبي و الحر المباشر كانت الجبهة الديمقراطية و دفعت الثمن بعد ذلك......نواصل و مرحبا باي تعليق.