إشراقة الصباح وإلتقي إيليا أبوماضي مع عميد الفن أحمد المصطفي صلاح الباشا [email protected] وعاد إيليا ابوماضي من مهجره الطويل بأمريكا حيث سبق ان هاجر إليه في الربع الاول من القرن العشرين ومعه مجموعة من أدباء وشعراء لبنان هربا من ضغوط حكم الخلافة العثمانية وايضا من فظاظة حكم الفرنسيين الذين إحتلوا لبنان ، وكان معه في المهجر كبار الشعراء مثل ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران . اصاب الملل إيليا فعاد بالسفينة ( طبعا ) إلي وطنه لبنان عقب الإستقلال وقد طان في التسعين من عمره ، وحين وطأت قدماه مرفأ بيروت ، نظر إلي سماء بلاده وقد كان الوقت ليلا ، فرآها مرصعة بالنجوم ، وهو مشهد لم يره لعقود طويلة في أمريكا حيث توجد ناطحات سحاب فقط تحجب كل شيء ، وحين ذهب إلي دار أهله لم ينم ليلته إلا بعد أن كتب ( وطن النجوم ) التي يمجد فيها بلاده من ناحية ، ويسخر من رعونة تصرفه حين هاجر منها ، فكتبها ونشرت ، ووجدها عميد الفن السوداني الراحل احمد المصطفي منشورة في مجلة بالقاهرة في العام 1951م حين كان يسافر الفنانون للغناء في إذاعة ركن السودان من القاهرة ولإنتاج أسطوانات الغناء ، وأتي بها إلي السودان وإنتشرت بسرعة البرق بين الأوساط السودانية وبين المتعلمين علي وجه الخصوص : قال في مقاطع منها بذلك الصوت الشجي وطن النجوم انا هنا ....... حدق أتذكر من أنا ألمحت في الماضي البعيد ... فتي غريرا أرعنا جذلان يمرح في الحقول ... مغنيا ومدندنا يتسلق الشجار لا وهناً ... يحس ولا عنا ويعود بالأغصان ... يبريها سيوفا أو قنا ويخوض في وحل الشتاء ... متهللا متيمنا لا يتقي شر الخطوبَ .... ولا يخاف الألسنا **** للعلم ينشره بنوكَ ... حضارة ً وتمدنا لليل فيك مصلياً .... للصبح فيك مؤذنا أنا من ترابك ذرةُ .... ماجت مواكب من مني أنا من مياهك قطرة ُ ... فاضت جداول من سنا أنا من طيورك ً بلبل ٌ ... غني بمجدك فاغتني حمل الطلاقة َ والبشاشة َ .... من ربوعك للدنا **** فالمرءُ قد ينسي المسيئ ... المفتري والملسنا لكنه مهما سلا .... هيهات يسلو الموطنا هيهات يسلو الموطنا .... هيهات يسلو الموطنا ***** ورحم الله عميد الفن السوداني