صدي تتابع الوجع؟؟!! أمال عباس ٭ كتبت هذه الجملة وارهفت سمعي لالتقاط الصدى صدى ما تحدثني به نفسي هذه الايام في شأن الانسان السوداني.. غريب وعجيب أمر الانسان السوداني الذي وجد نفسه في حالة لا يعرف لها اسماً ولا يستطيع ان يصفها أو يعبر عنها بالكلمات.. وذلك لأن كل كلمات لغات العالم بما فيها اللغة العربية الرحبة بكل لهجاتها تقف عاجزة تماماً أمام وصف حالة الانسان السوداني. ٭ الافق ممتليء حد الفيضان برجع صدى أنين من أوجاع متفاوتة وصرخات متباينة.. أصوات أطفال ونساء وشيوخ.. شباب.. طلاب.. خريجين وخريجات عطالى.. معاشيين.. مفصولي الصالح العام.. أوجاع سببتها سياسات الانقاذ الاقتصادية منذ أن حلت. ٭ الخلخلة الاجتماعية اولى اسقاطات الحالة الاقتصادية في سلوك الناس وعلاقاتهم.. امتلأت صفحات الجرائد بقضايا طلب الطلاق بسبب الإعسار أو خوف الفتنة.. ازدياد حالات وجود اللقطاء على قارعة الطريق.. او بيعهم ب007 جنيه.. عودة الأمية بالرغم من التوسع في فتح المدارس والجامعات فالتعليم اصبح حقاً للذي يستطيع ان يغطي نفقاته الباهظة والاسر في غالبها عجزت ان توفر مقومات الحياة الضرورية ناهيك عن التعليم والعلاج والكساء..كل هذا الحراك الاجتماعي المختل عانى منه الانسان السوداني بما فيه سلبيات الزواج الجماعي والموت الجماعي. ٭ وسط هذه الأصداء وبين أكوام الكلام والمقالات والتحليلات عن مؤتمر الحركة الاسلامية الذي لم يشغل الناس كثيراً فهم في شغل شاغل بأمور معيشتهم ومتابعة الأخبار عن الهموم القادمة من زيادة سعر السكر ورفع باقي الدعم عن المحروقات وزيادة سعر الدقيق.. وسط كل هذا وقفت عند خبر جاءت به صحيفة الاهرام اليوم يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي واحتفظت به لنقرأه معاً عنوان الخبر عائشة الغبشاوي: الاستاذ الجامعي مهدد بالتسول بعد المعاش جاء به من البرلمان للصحيفة عبد الرحمن العاجب.. والخبر يقول: انتقدت عضو المجلس الوطني عائشة الغبشاوي سياسات التعليم العام والعالي وطالبت بضرورة تطوير بيئته. واشارت الى الاوضاع السيئة التي يعاني منها الاستاذ الجامعي وطالبت بمراجعتها لإيقاف الهجرة التي ظل يتعرض لها الاستاذ الجامعي الذي وصفت وضعه بالصعب وكشفت في حديثها في البرلمان أمس الاثنين عن هجرة 543 أستاذ من جامعة ام درمان الاسلامية في فترة وجيزة وحذرت من الظاهرة.. وتابعت الاستاذ الجامعي بعد المعاش مهدد بالتسول..وفي سياق آخر انتقدت الغبشاوي تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحذرت من مجاعة مرتقبة.. وتابعت نحن مهددون بمجاعة ما لم نحاصر الفقر.. وحكت قصة المرأة التي قدمت اليها قبل ايام وقالت لها أنني أكاد لا أرى من شدة الجوع حيث أكدت أنها تأكل الطين مع ابنائها من شدة الجوع غير أنها اكدت ان ذات المرأة توفيت في الاسبوع الماضي بسبب أمراض الجوع وحكت معاناة امرأة اخرى تقطن الثورة الحارة 501 مع الجوع وطالبت بضرورة المراجعة والمحاسبة ومحاربة الفساد. ٭ وفي سياق متصل بحديث الغبشاوي عن التعليم اوصى تقرير لجنة التنسيق والصياغة حول وثيقة الخطة الخمسية الثانية من الاستراتيجية القومية الشاملة الذي اجازه البرلمان أمس الاثنين بضرورة إجراء إصلاح تعليمي شامل لمرحلة التعليم العام وتنقيح المناهج ومراجعة السلم التعليمي وتهيئة البيئة المدرسية وتوفير الكتاب المدرسي والمعلم المدرب.. فضلاً عن اعادة نظام المدارس القومية بولايات السودان المختلفة واعادة نظام الداخليات بها واجراء مراجعة شاملة للتعليم العالي وتجويده وربطه بسوق العمل ومراجعة اداء الجامعات الخاصة والتركيز على التخصصات التطبيقية وتأهيل مناهجها ومعالجة مشكلات البحث العلمي وتمويله ورفع النسبة لتصل الى 02% من إجمالي الناتج القومي.. وشدد التقرير على ضرورة تحسين وضع الاستاذ الجامعي وتدريبه مع تقييم وتقنين هجرة الأستاذ الجامعي وتفادي سلبياتها. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة