عبدالله صالح جولاي [email protected] الناظر لحال الشعب السوداني آلآن وما وصل إليه الحال يبكي قهراً على مصير هذا الوطن الذي ضاع ومازال رئيسه معانداً ومتكبراً وممسكاً على ما تبقى من تراب هذا الوطن الممزق الذي ينتظر ترحُمنا عليه – السؤال آلآن الموجه للسيد الرئيس البشير ؟ ماذا تريد يا سيادة الرئيس وأنت ترى الشعب السوداني تحت خط الصفر من الفقر وهُنا لسنا قاصدين المهمشين في دارفور وجنوب كردفان بل قاصدين الموجودين آلآن على قلب العاصمة الخرطوم نفسها عليك أن تفعل كما فعل عمر بن الخطاب عندما كان ينزل للشوارع ويتفقد الناس في بيوتهم – فأذهب لترى العجب لحال هذا الشعب المسكين الذي يريد منك كلمة شجاعة تطوى بها هذا الظلام وهذا البؤس وهذا الفقر الذي أوصلته إليه – الأُسر السودانية أصبحت بلا مأوى آلآن وغير قادرة على تأمين متطلبات الحياة ناهيك عن تعليم أبنائهم ومصاريفها بالجامعات وأغلب طلبة الأقاليم تركو الجامعات لأبسط مقومات الحياة التي لم توفرها لهم هذه الدولة التي لا تبصر الحق ولا تبصر الحقوق المشروعة لهم بل عندما يضيق بهم الحال يتظاهرون وحينها تقوم الدولة بضربهم وقتلهم كما حصل لطلاب دارفور في الجزيرة وفي بعض الجامعات السودانية الأخرى أي ظلم هذا – التعليم والعلاج حق على الدولة تجاه المواطن – وهُم يريدونه في وطنهم وليس في الخارج كما تفعلون أنتم وأسركم وحاشياتكم ووزرائكم وتحرمونه هذا الشعب المغلوب – كما حال التعليم المنح الدراسية لكم في الخارج في ماليزيا وكندا وبقية دول العالم وتحرمونه على الطلاب الفقراء – ورسوم الجامعات الباهظة على المغتربيين وأبنائهم وحال المغتربيين في مهاجرهم من قطع أرزاقهم ومعاناتهم الأمرين أيّ ظلم هذا – الوضع السياسي الراهن الذي مزّق الوطن ومازال ممسكاً بالسكين ليجهز على ما تبقى من خارطة السودان التي أصبحت أشلاء يا لها من فضيحة ومازال البشير ممسكاً بالحكم وماذا يريد بعد ذلك – إن كنت عاقلاً وتبصر الحقيقة فتوقف عند هذا الحد وأجمع كل المعارضين لوضع دستور يرتضيه كل أهل السودان بمختلف إتجاهاتهم وولاياتهم وإختيار رئيس مقبولاً لكل السودانيين بديلاً عنك وأنت اصبحت أسير في قفص حديد مطلوب جنائياً وغير متواصل دولياً وأسرت معك هذا الشعب المسكين وماذا تريد بعد ذلك ؟ الذين كانوا معك من المحاولة التخريبية كما تسموها حاولوا تنبيهك لحال الوطن وأنت لا تبصر وأنت في قصرك ولا ترى العوج الذي إنتشر والسرطان الذي أصابك وأصاب الوطن وعم أن يتنشر فيه فتوقف هُنا لمنح الوطن جرعة كيماوي كما منحتها لنفسك حتى نرى العافية في عيون الأمهات في عيون الطلبة في عيون الأرامل ونساء الشهداء في عيون المغتربين الذين طال غيابهم بفضل سياساتكم الغبية التي ما زالت تفرغ الوطن من النابغين فيه والعلماء والأطباء وأستاذة الجامعات وأصبحت كل بيوت السودان فارغة من أهلها – وماذا تريد بعد ذلك أيها الرئيس ؟؟ حتى الجيش وقادة الجيش سئموا من هذه الحرب التي طالت وأنهكتهم وابعدتهم سنين طويلة من أسرهم وذويهم وأنت قابع في قصرك . وماذا تريد أيها الرئيس بعد ذلك ؟؟ ولكن عليك أن تعلم أن للصبر حدود – وغداً إن لم يأتي التغيير من هذا الشعب المغلوب – سوف تراه إنشاء الله من هذا الجيش وقادة الجيش وهُم آلآن قلوبهم تغلي بماء النار لما يروه بحال وطنهم وزملائهم الذين كانوا معك وأنت تأسرهم وتذلهم وتهينهم كما أهنت وأذللت هذا الشعب . وماذا تريد أيها الرئيس بعد ذلك ؟ الحال الإقتصادي وما وصل إليه من إرتفاع الدولار والريال والعملات الأخرى ولم يشهد له السودان مثيلاً ؟ وماذا تريد أيها الرئيس بعد ذلك – وكُل من يتكلم أو يتعرض أو يقول الحق يزج به في بيوت الأشباح ويتعرض للضرب والإهانة –وغداً إنشاء الله سوف ترمُى في مزبلة التاريخ إن لم تتخذ قراراً شجاعاً تنهي به هذا الفظائع والمآسي وتحفظ ماء وجهك من هذا العار والظلم الذي طغى على الشعب السوداني الصابر . ولكن معاسانا أن نقول سوى – حسبنا الله ونعم الوكيل – حسبنا الله ونعم الوكيل ...