السوداني عبدالله صالح جولاي [email protected] وماذا يجب على الرئيس البشير – ولكن هُناك رب يسمع ويرى وهو الله سبحانه وتعالى وهناك ملكين يكتبان كل صغيره وكبيره (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) – وأنت تحمل هذه الأمانة وتسمع وترى حال هذا الشعب وما يعانيه من بؤس وضنك في المعيشة والحروب التي كنت سبباً فيها وبها زهقت ارواح نساء وأطفال وأبرياء ولكن سوف تسأل وتحاسب على المنتفعين من جهاز أمنك وعشيرتك التي ملأت اركان نظامك وما نهبوه بحق هذا الشعب وما تعيش فيه أنت وأسرتك ويعاني فيه بقية هذا الشعب في مناطق النزاع الويلات من البؤس والتشرد والنزوح – والهجرة لخيرة ابناء الوطن ونرى جهاز المغتربين وهو يصدر في اليوم أكثر من اربعة آلآف تأشيرة لأين يذهب هؤلاء؟ أين تذهب هذه الطاقات ؟ من الأطباء والمهندسين وخيرة ابناء هذا الوطن المفجوع – ألا كنت سبباً في معاناتهم وهجرتهم – والكم الهائل من القتلى والجرحي والمعوقين – وقادة الجيش الذين همّو بالإنقلاب وتم إعدامهم وأنت مثلهم قمت بإنقلاب ولم تُعدم ولكن حتماً سوف يأتي يوم حسابك إما في الدنيا أو يوم تتبدل الأرض والسموات ويأتي الكل بمظلمته نحوك ، والتصفيات التي ارتكبها جهاز أمنك بحق الأسرى من أبناء دارفور وتم إعدامهم بدم بارد لأنهم كانوا شجعان وعارضوا هذا النظام الدكتاتوري الفاسد –والجبايات والضرائب التي أثقلت بها كاهل هذا الشعب المقهور ونراها في المستشفيات الطرق – المحلات التجارية – ستات الشاى وبائعات المقاشيش وكذلك التأمين الصحي الذي أصبح فاسداً – والزكاة التي فرضت لغير موقعها على المغتربين بل هي علاقة المسلم مع ربه وليست للدولة أي علاقه بها – والإقتصاد المنهار والعملة التي أصبحت تباع وتشترى وذلك الطيار الذي أعدم بسببها وروحه معلقه برقبتك يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه – والكم الهائل من السياسات الخاطئة واليمين الغموس والطلاق التي حلفت بهما لعدم دخول القوات الأممية على أنها لا تطأ أرض السودان ودنسته بفعل سياساتك الحمقاء الطائشة التي أدخلت بها البلاد والعباد في ضنك من العيش وغلاء المعيشة – وأصبحت الجامعات خالية من خيرة أساتذتها وفضلوا الهجرة في بلاد الله الواسعة – وطلبة الجامعات الذين يعانون من الرسوم الباهظة مع تدنى التعليم وما يعانية الطلبة في حلهم وترحالهم ومعيشتهم ومساكنهم في داخلياتهم المنهارة وأصبح التعليم يباع في سوق النخاسة وما إنعكس ذلك على أخلاقياتهم – ألاّ أن الدولة مسئوله عن كل هذا الإنهيار لكل طوائف هذا الشعب – ولكن نأمل أن تصحح وتطلب المغفرة من هذا الشعب وترفع عن كاهلهم كل تلك المعاناة التي أثقلتهم بها وتحرر نفسك من قبل أن يأتي يوم سوف تسأل عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب الذي عانى وصبر وتحمل وأنت في قصرك الجمهورى محاط بحرسك وأهلك ولكن أنظر على صورتك في الأعلى وهي داخل هذا القفص الحديدي سوف تأتي يوم تحاط بملك الملوك مالك السموات والأرض وتوضع في القبر – على يمينك تراب وشمالك وفوقك وتحتك تراب من أين تهرب من ذلك اليوم وأنت تحمل هذه الأمانة وأنت ممسكاً بها وتأبي وأنت ترى هذا الإنهيار والدمار أن تتخلى عنها – ولكن كل ماطال أمدك في الحكم طالت مظالم الناس عليك – ولكن عليك أن تتحرر من هذا الحمل الثقيل الذي أثقلت به هذا الشعب وأفقرته وظلمته وبددت ثرواته ومزقته وأهدرت طاقاته بالحروب ومازال الجرح ينزف – والحل بيدك لا بيد غيرك – عليك أن توقف هذا النزيف وهذا الإنهيار بما هو جدير ليُبحر بنا إلى بر الأمان ....