[email protected] فى صباح كل يوم جديد وعند كل نازلة تمطرها علينا سماء هذه الحكومة التى ما زالت ملبدة بالمصائب من كل جنس ونوع يتعرى امامنا اعلامها كاشفا كل عوراته نابذا للفضائل والاخلاق والقيم وحتى المهنية وشرف المهنة والامانة الصحفية . انه اعلام مهترئ وصدئ يسلب الشرف نقاط ( السين ) فيسرف فى الرزائل والتضليل والكذب والتفاق وحجب الحقائق عمدا واصرارا وترصدا دون ان يطرف له جفن ودون خوف من ان يكتب عند الله كذابا بعد الكذب الرخيص وتحريه . الحادثة المؤلمة التى تعرض لها طلاب جامعة الجزيرة كشفت عن سقوط آخر اوراق التوت حيث لم يتبقى ما يستر اصغر اجزاء العورة . تعاطى اعلام المؤتمر الوطنى مع الخبر بطريقة تثير الغثيان والاشمئزاز وتعلن دق آخر سفين فى نعش الامانة والمصداقية والمهنية وشرف القلم . انه الاعلام الذى يحق الباطل ويبطل الحق ويقضى على الحرف الشفيف العفيف الذى تظهر من خلاله الحقيقة ناصعة مبرأة من اى تشويه وتحريف . المركز السودانى للخدمات الصحفية SMC المسمى حقيقة وليس مجازا ( مركز الفبركات الصحفية ) ترفع ونأى بنفسه عن الخبر ولم يورده ضمن اخباره اليومية وشغل نفسه باخبار لجنة الاختيار واخبار أمين حسن عمر ولم يخض لا فى الخبر ولا فى ما يشير اليه وهو الثانى فى الترتيب بعد سونا فى كونه مصدرا للاخبار. ربما انه ترك الفرصة لحملة مباخر اخرين من الكاذبين و المزيفين والمطبلين. أى خبر اهم من خبر مقتل طالب الذى هو مقتل امة يا مركزى يا ما سودانى للخدمات غير الصحفية ؟؟؟ وكالة السودان للانباء ( سونا ) وهى الوكالة الوحيدة للانباء بالسودان وهذا يجعل منها اهم مصادر الاخبار وامعانا فى التعمية والتضليل الذى تمارسه ابتكرت قالبا جديد فى صياغة الخبر حيث قلبت الخبر رأسا على عقب سعيا منها لطمس معالمه وبدأته ( تعليق الدراسة بجامعة الجزيرة ) حتى انتهت بالخبر الرئيسى وهو ( مقتل الطلاب ) وهذا ايضا لم يسلم من اعمال ادوات الكذب والنفاق فجاء ( غرق 4 طلاب ). وبهذا جعلت سونا من تعليق الدراسة هو الخبر وغرق ( قتل الطلاب ) هو من حواشى الخبر التى قد تفيد المتلقى اذا اكمل الخبر . ( الغفلة ) المسماة زورا وبهتانا ب ( الانتباهة ) حررت الخبر بالشكل التالى ( توفى ثلاثة طلاب بجامعة الجزيرة غرقا بترعة المزرعة التجريبية ) . ورد فى القرآن الكريم عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) . الموت يختلف عن القتل . نعم نعلم ان الوفاة لغة هى موافاة الاجل وقد تكون طبيعية او بفعل القتل واذا افترضنا ان الانتباهة وهذا من المستحيلات قد قررت ان لا تحكم فى طريقة الوفاة انتظارا لنتائج التحقيق الذى لن يتم نجد مع ذلك انها قد قررت انهم ماتوا ولم تشر لسبب الموت المعلوم للقاصى من الحكومة والدانى منها .المدهش فى خبر الانتباهة هو سعيها لاكمال الصورة بالحديث مع الامين السياسى لامانة الطلاب بالمؤتمر الوطنى والذى لم يضف للخبر الا مزيدا من التعقيد وذلك بقوله ( احتسب الطلاب شهداء ) لو كان صادقا فيما قال فكلمة وفاة التى تصدرت الخبر يجب ان تتحول الى ( مقتل 3 طلاب ) وفى رواية اخرى ان الامين السياسى قد صرح بانتماء الطلاب للمؤتمر الوطنى ولذلك علق ديباجة الشهادة . ( السودانى ) لم تشذ عن قاعدة ( انسج فبرك وما تكتب حقائق ) على وزن ( اكنس امسح ما تجيبه حى ) عنونت الخبر ( وفاة ثلاثة من طلاب جامعة الجزيرة ) فقط فتح الله عليها بأضافة قد تحرمها بعض الرضى لبعض الوقت وهى ( فى ظروف غامضة ). وظروف وخلفيات الحدث رشحت حتى قبل وقوع الحدث . ( المجهر السياسى ) والتى تحتاج هى الاخرى لمجهر لقراءة ما بين سطورها جاء نفس الخبر بها ( العثور على جثث 3 طلاب من جامعة الجزيرة فى ترعة ) وكأن الجثث هى ضالة الباحث عن الخبر وهى مركز ثقل الخبر, حاولت وبهذه الطريقة ان تلوى عنق الخبر وتجعل من العثور على الجثث اهم ما فى الخبرواكثر اجزاءه لنا فائدة. تلفزيون السودان الملقب خطأ بالقومى اورد الخبر بعد ان جرده من اهم ما فيه واضاع الحقيقة فى ثنايا صورة ثابتة لمدخل جامعة الجزيرة مرة واحدة وحرمه من الوجود على موقعه الالكترونى الذى يعج باخبار بغاث الطير وكأن الخبر جريمة. فكيف لتلفزيون يموله الشعب ان يحجب عن الممول الحقيقة ويمنعها من الظهور ؟ ما ورد كان فقط نماذج من اعلام المؤتمر الوطنى وممارساته للتضليل والتزيف و الكذب والباس الباطل ثوب الحق ولكن الحق ابلج واقلامكم عوار والعوار مستردة ولو طال الزمن . والله غالب .