حكايا تحية أخرى للبواسل, اقتربت النهاية صدقي البخيت [email protected] عندما اكتب مدافعا عن شرفاء بلادي في القوات النظامية , فأنا افعل ذلك عن قناعة تامة مصدرها يقيني التام بأن انسان هذا الوطن لايزال الخير يجري مجاري الدم في عروقه ولا زالت العفة والكرامة تزين جبهته ولازالت الشجاعة تدفع جيده الى الاعلى فتجعل الرؤوس يانعة مرفوعة تدعو الى الفخر والعزة .. خبر صغير حاول اولو الأمر اخفائه ومنع التداول فيه ولكن الله الذي لا تخفى عليه خافية أراد له ان يخرج وينتشر فيعم بالفرحة القرى والحضر . فللذين بلغوا مبلغا من التشاؤم واليأس ازاء شباب بلادي نقول , ان الأرحام التي أنجبت عبد الفضيل الماظ , وعلي عبد اللطيف , والاف الأبطال الذين عطروا تراب هذا الوطن بدمائهم الزكية , ما عقرت وما كان لها أن تفعل , وأن فرفرة النظام التي يحاكي فيها الدجاجة التي صعدت روحها من داخل ضهرية سيارة اللواء وهي في طريقها الى الفكي صاحب الحلم الوردي , ماهي الا خير بشرى بأن العصابة قد فقدت السيطرة على قيادة السفينة رغم محاولتهما الايحاء بغير ذلك .. والخبر هذا عزيزي القارئ يقول أن مجندي ( الاحتياطي المركزي ) برتب مختلفة قد احتجوا بقوة على ممارسة المليشيات والرباطة في الايام القليلة السابقة و أنهم - المجندين - رفضوا الانصياع لاي أوامر تدعو الى استخدام العنف مع المتظاهرين , ولقد تناولنا في مقال سابق شهادة بعض من كانوا حضورا أن الشرطة قد رفضت العنف ممثلة في بعض الأشخاص , وتأكيدا لما أوردنا سابقا حملت الأنباء اليوم خبرا مخفي يفيد أن عشرات المجندين قد قدموا استقالاتهم رفضا لتدخل المدنيين (الرباطة) في مهامهم والتي من ضمنها التعامل مع الاحتجاجات والمظاهرات .. ان كانت سياسة التمكين قد حاولت السيطرة على الضمائر الميتة وابعاد غير المناسب منها لتلحق بالضمائر المنفصلة الا أن هناك ضمائر مستترة ما زالت حية تزهق الباطل وتحق الحق , وتبقى كشوكة في حلق كل من ابدى نية التطاول على شعب صابر أنهكه الجوع وأتعبه جهل القائمين سياسيا واقتصاديا , وأذلته حروب الجهوية والعنصرية , ثم دمرته سياسة القتل والترويع . لا نشك بالطبع ان خيرة ابناء الوطن هم من شملتهم سياسة الفصل من الخدمة ( مدنيا وعسكريا ) وتم تشريدهم عنوة بغية السيطرة على مفاصل الدولة ونعترف ان من فعل هذا قد نال بعض ما أراد غير انه فاته أن الأكف المرفوعة بصدق الى العلي القدير لن ترجع غير منتصرة , فالمولى حرم الظلم على نفسه , بيد أنه يمهل ولا يهمل , وما فعله رجال الاحتياطي اليوم ما هو الا بداية النهاية فتمادوا في غيكم , وستظل الاكف تناجي , ولننتظر الحكم من لدن من لا يظلم عنده احد , هو مولى ذلك والقادر عليه .