حكايا حاجة (فائزة ) اتصبري .. !! صدقي البخيت [email protected] أكاد أجزم أن جل الشعب السوداني يمر بحالة حزن رهيبة جراء تدهور صحة الفنان الانسان محمود عبد العزيز المتواجد حاليا في عاصمة الأردن (عمان ) مع كامل أفراد اسرته .. وكلي يقين أن الاف الأكف ترتفع في هذه الساعات متضرعة الى القوي الجبار بغية ان يمن علينا وعلى محمود وأسرته باخبار مفرحة تجدد الأمل وتجعل السعادة تسري مجاري الدم باذنه تعالت قدرته .. وللذين لا يعرفون محمود الا من خلال المسارح وخشبات العروض نقول أن محمود بعيدا عن فنه رجل اخر مختلف عما يبدو عليه وهو يؤدي واجبه الفني , محمود انسان يحمل في دواخله حب الخير وتتخلل اعماقه الالفة والمودة , ويزين عينيه خجل ظاهر تكاد تتلمسه حبا وودا وانت تخاطبه .. وان كنا نعيب عليه بعض ممارساته الشخصية , الا ان هذا لا يمنع بالفعل ان محمود الذي عرفته منذ ثمانينات القرن الماضي رجل سوداني اصيل يشبه في صفاته اباء واجداد جيلنا حينما ننسب اليه نعوت الكرم والشهامة والتواضع وحب الخير للغير .. ولا غرو في ما نقول ولا عجب فمحمود تربى في كنف الحاجة فائزة محمد طاهر ( والدته ) التي يعرفها كل الاحباب في بحري قبل ان يذيع صيت محمود ويشار اليه بالبنان , الحاجة فائزة هي بلا شك أمنا جميعا ونحبها والله لما اتصفت به من البساطة والكرم , ويكفي ان باب دارها مفتوحا على مدار الساعة لكل ضيوفها وضيوف ابنها واخواتها وهي شقيقة الاستاذ الكبير الطاهر محمد الطاهر المسرحي والاذاعي السابق المعروف والذي توفى في يناير 2012 . ومحمود عبد العزيز نفسه كان يفتح باب بيته (ضلفتين ) يوميا لاستقبال ضيوفه ومعارفه واصدقائه , والاخوة سكان المزاد يعلمون ذلك تماما , ويتعامل مع ضيوفه دون اي تكلف او اي مما تتدعيه الشهرة كما يفعل الكثير من مشاهير اليوم , بل انك تشعر وانت في حضرته , انك تتجول في دارك بين اهلك واخوتك ..واولياء أمرك .. ومحمود عبد العزيز كان يحضر الى استوديوهات جنة الاطفال في تسعينات القرن الماضي بصورة دورية ليقف مع الاطفال المبدعين في ذلك الحين , ونذكر من اولئك الاطفال محمد حسن , ومحمد عواض , وطلال , وهم طلاب مراحل دنيا ومازالوا موجودين ويشهدون بفضل محمود الذي لم يكن يتقاضى شيئا لقاء خدماته التي يعتبرها واجب . وهذا الانسان حتى تاريخ اليوم لا يوجد من يدعي عليه انه فاصله في (عداد) أو اشترط عليه مبلغا معينا لقاء اي عمل فني كان يؤديه فالفن في عرف محمود هو رسالة وظيفته, ايصالها للشعب الذي بادله المحبة والوداد .. فلنرفع الاكف نناجي المولى القدير ان يمن عليه بعاجل الشفاء وان يصبر اهله وذويه في محنتهم وان يعيد البسمة الى جماهيره هو مولى ذلك والقادر عليه . رجائي ان نسمع اخبارا طيبة قبل نشر هذه الكلمات ..