[email protected] من منا غير غاضب على الإنقاذ؟ من منا غير كاره للكيزان؟ لكنه غضب مكتوم و كُره طائش .. الغضب المكتوم عميل في صدرك يعمل لصالح الكيزان .. و الكُره الطائش يبدأ بك يأكلك حيا كالسرطان .. منك ينبع و فيك يصب .. يغدو غضبك سهما في صدرك يرتد.. يقتلك الغضب دون النيل من الكيزان .. تمزقك الكراهية و خصمك هانئ لا يبالي!! تمضي يومك تفرغ غضبا في البيت .. توزع غضبا بين الأولاد فلا يكفي .. تصدِّرغضبا إلى كمساري البص و لا ينفد.. تقسم غضبا بين زملاء العمل فيزيد.. تصب غضبا في لاعب كرة فاشل فتخرج مهزوما .. تتضايق حين يطيل إمام المسجد بالقرآن .. تتكوم (يوماتي) أحزانك .. لكن الغضب يبقى يملؤك جدا و يفيض .. يلزمك أكثر من ظلك .. يسكنك أكثر من دمك .. و السبب كل السبب أنك لم توظف غضبك .. تسكبه هدرا في رمل الصحراء .. تفرغه هباء في الصور الصحفية في سرك .. تجمعه في الفَلسِ المحكِم قبضته يخنق رقبتك.. غضبك في كل مكان .. لا يفقد غضبك إلا اثنان: أضان السلطة و الشارع.. قف اسأل ذاتك: هل أنت جبان؟ من أغضبك؟ إنهم الكيزان .. هم رفعوا الأسعار .. هم قسموا الأوطان .. هم سرقوا الثروة و قتلوا الأحرار .. هم من بدماء شبابنا صاروا تجار .. هم من أوقدوا الفتنة و باتت نار! إذاً.. لا تقعد تتغطى بين الجدران تستعر في ذاتك تغلي و لا تحرق إلا ذاتك .. أرجوك لا تعبس في وجهي .. لماذا أنت أمامي فقط تلعب دور الأبطال؟ و أنك عنتر و عبلتك في الأسر يلهب ظهرها الشيطان .. لا تعرف معنى النضال؟ لستَ أخرسا و لستَ مشلولا و لا كسيحا ..إذا هل أنت جبان؟ جمِّع غضبك في وجه السلطة ليس إلا .. قل لا .. انفخ غضبك في عين الطغمة .. قل لا.. لا أكثر .. سيهابك العسكر .. ستمشي حرا في الطرقات .. ستتنفس بلادك حرية .. ستنبت سنابل و تخرس صوت بندقية .. ستأمن حرائر السودان .. ستحقن دماً و تعيش كريما يا كالإنسان. القطرة و القطرة قطرات هي البحر .. و الفرد و الفرد و الأفراد مليارات الصين الشعبية.. جراد يغزو و فئران تدمر و أرانب تجتاح كل الأرض الأسترالية .. و غضبي و غضبك مجموعا في وجه السلطة سيكون الطوفان .. يكنس الطغمة و تكون بلادي طاهرة من كل الكيزان .. لن يردع كوزا إلا غضبُك .. هيا اغضب في وجه السلطة أو فاصمت و توارى فأنت جبان و دعني وحدي سأشق طريقي رغم البمبان