صدي تتعدد الأسباب والمعاناة واحدة أمال عباس ٭ يقولون تتعدد الأسباب والموت واحد.. ولكن في حياة الانسان السوداني زحفت مقولة أخرى حلت مكان هذه المقولة.. مقولة أكثر وضوحاً وبريقاً.. وهى تتعدد الاسباب والمعاناة واحدة.. نعم المعاناة في الحياة السودانية اصبحت ضمنية كما الموت قاسية ومُرة لا تميت ولا تحيي فالموت أرحم لأنه سبيل الأولين والآخرين.. ولأنه ينقل الانسان من دار الباطل الى دار الحق. ٭ ربع قرن إلا قليلاً والناس في السودان يسمعون ألواناً من الحديث الطيب ويشترون الأماني والأحلام والأشواق من سوق السياسة المليئة بالبوتيكات والسيوبر ماركات والأكشاك.. أحلام وأمان وأشواق في عالم الاقتصاد والسلام والتنمية.. وسمعوا عن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.. وسمعوا عن السلام وعن المشروع الحضاري.. وتفاعلوا مع نيفاشا.. وسمعوا عن.. وعن.. ولكنهم خرجوا من هذه السوق الكبيرة بخفي حنين. ٭ معاناة الانسان السوداني ازدادت.. بعد ان تحول حصاد التجربة الى علقم.. حنظل في أفواه الناس.. ازدادت بالخوف القاتل من نتائج الصراع ما بين أهل الانقاذ أنفسهم.. صراع المؤتمرين الوطني والشعبي وأخيراً الوطني والوطني.. صراع يدور في حقل الغام.. الغام زرعت بعناية تامة.. بدأت بكشف الأسرار وانتهت باتهامات الخيانة واعداد كشوفات الاغتيال بالسم المتفاوت الاماد.. حقل الالغام مابين المؤتمرين به أشجار كبيرة ثمارها نضجت.. فالشيخ والأب الروحي للحركة الاسلامية ذات المنحى السياسي هو مكان الاتهام.. والذي قادر جهاز الأمن الوطني أيضاً مكان الاتهام.. ثمارها نضجت ولكنها مُرة.. مُرة.. أنها ثمار الزقوم السامة المعذبة. ٭ وسط المتابعة اللاهثة الخائفة من تداعيات المحاولة الانقلابية التي كانت في الاول تخريبية.. يعيش الانسان السوداني واقعا معيشيا مظلما.. الغلاء.. والمرض.. والعطالة.. والفقر والحروب وتشظي.. غالبية الشعب لا يعرفون النظريات الاقتصادية ولا فوائد تحرير الاقتصاد.. لكنهم يتذوقون طعم مرارة الجوع وشُح الدواء وإنعدام التعليم.. بالرغم من أن أهل الاقتصاد أنفسهم أقروا بأن لهذه السياسات آثاراً سلبية مقدور عليها.. ولكنهم ما قدروا عليها وإنما قدرت هى عليهم وأحدثت الخلخلة الاجتماعية وكثر الفساد والإعتداء على المال العام. ٭ من مفارقات المحاولة الانقلابية الاخيرة قال دكتور نافع لصحيفة الاهرام اليوم.. ان جو الاصلاح هيأ مناخاً مواتياً للمحاولة الانقلابية وأن المجموعة دبرت المحاولة لما يقارب الستة أشهر لكن كوادر المؤتمر الوطني احتوت القضية ورأت معالجتها في الاطار الداخلي.. وبالطبع الشعب لا يعرف ما تم في هذه المعالجة.. وقال أيضاً ان لجوء الإنقلابيين الى الشعوذة صدمة للأنقياء من المجاهدين لعدم ثقتهم في أناس يفكرون بهكذا طريقة.. والجديد الذي قاله دكتور نافع للاهرام اليوم.. ان الذين لا يرون علاقة بين قوش وود ابراهيم لا يعرفون بواطن الامور لوجود صلة وثيقة بينهما.. سيما أن ود ابراهيم لا يفهم في السياسة وكان يحتاج الى قوش في الاتصال ببعض الاحزاب الداخلية والاتصال الخارجي وتسهيل القضايا الشائكة.. وقال ايضاً ان نفي زعيم حزب الأمة القومي.. الصادق المهدي وجود اتصالات مع قوش فالتحقيقات مازالت جارية لاثبات صحتها. ٭ بقى للانسان السوداني ان يخوض تجربة جديدة مع ما يدور في الساحة السياسية وان يحول دون ان ينفجر حقل الالغام فكل أطراف الصراع.. صراع الإسلاميين على درجة عالية من التدريب العسكري. ٭ ألم أقل تتعدد الأسباب والمعاناة واحدة..؟؟ هذا مع تحياتي وشكري الصحافة