نمريات امرأة أكبر من الكلمات اخلاص نمر ٭ رحلت الفنانة الوطنية الشهيرة حواء جاه الرسول، المعروفة بحواء الطقطاقه، بعد عمر حافل بالتميز والتفرد والوطنية الفذة التي منحت غناءها لوناً وطعماً ونكهة لا تقل لوناً عن لون قوميتها المتأصلة والمتمثلة في (تلفحها) الدائم بثوب (العلَمْ) بألوانه القديمة ذات الدلالات الوطنية، والذي كانت تتمسك به حتى لحظة رحيلها الذي خلّف فراغاً كبيراً في المجتمع الفني والقومي، فحواء لم تكن امرأة تسرد الكلم فقط بل كانت تنثر عليه من دواخلها (بهاراً). ٭ حواء الطقطاقه رمز بقامة وطن وتاريخ أمة ظهر ذلك جلياً في ألوان العلم التي خاطتها حواء ثوباً يحكي عن نضال امرأة (معطونة) في حب وطنها حملته معها كلما نادى المنادي لحواء التي التحمت مع الألوان فأعطت الاجيال معنى للصمود والتصدي والتحدي، ورفعت (لا) لقهر النساء عالية خفاقة مثلما رفع الزعيم الخالد اسماعيل الازهري علم وطنه عندما أكد على استقلاليته الكامله. ٭ كانت كلماتها تحكي مسيرة نضالها المستميت من أجل سودان يحمل روح التآلف والانسجام والتأخي ينضح سلماً وسلاماً، ولكنها غادرت والسودان لم يعرف بعد كيف (يلملم) ربوعه (المتحاربة والمتعاركة) يومياً والمنقسمة قبل هذا التاريخ. ٭ غادرت حواء ودارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وأبيي واتفاق الجنوب والشمال باق على صفحات الورق فقط، والاحتراب قائم لم تحسم نوائبه بعد.. غادرت فأنطفأ قنديل كان ضوءاً في دروب التئام الجمع الوطني بالكلمة واللحن، فكانت آنذاك نغمة الاستقلال هى إنتصار الشعب وكسر القيد وبلوغ الحرية.. فحواء كانت سيدة قبيلة العطاء بلا حدود من أجل وطن ينعم بالديمقراطية والاستقرار، جادت بذلك بدافع وطنيتها الغيورة على وطن كانت تتمنى ان تراه هانئاً بعيش رغيد. ٭ رحم الله حواء جاه الرسول، فلقد كانت و(جاهاً) لوحدها كست بذلك الجاه وجه بلدي عندما رفعت بصوتها نضال المرأة السودانية عالياً، فعبدت الطريق لبنات وطني وخلدت أسمها في صفحات تاريخه الذي لن ينسى حواء وعلم السودان دثارها الدائم حتى اخر لحظة في حياتها.. الى جنات الخلد حواء.. ٭ همسة: أسرجت خيلي اليك.. يا امرأة الشموخ الذي اشتهي.. يا امرأة العطاء والكرم الحفي.. يا امرأة تغير وجه الدنيا.. لوجه جديد بهي.. الصحافة