[email protected] - الحراك النشط الذي تشهده الساحة السياسية السودانية في هذه الايام ، يجعل من الضرورة الوقوف عنده كثيرا ، لتحليل و تفكيك معطياته للوصول لأنجع السبل التي تقودنا الي اسقاط نظام ( الكيزان ) و زواله الي الابد عن خارطة الفعل السياسي في السودان . - الحديث عن ثورة تغيريه شاملة في ظل معطيات الواقع السياسي و الاجتماعي الذي نعيشه ، حديث فيه شئ من المبالغة و المجاملة للجماهير ، و اللتان بالطبع سوف يكونان سبب مباشر في فشل عملية اسقاط النظام الحاكم . بلغة اهل الكوره ( خلونا نخط الكوررره في الواطة ) و بهدوء و رحابة صدر ، و دون اللجوء الي تخوين بعضنا البعض ، دعوني اتحدث عن الثورة و ما لها و ما عليها . - الثورة في معناها الحقيقي ، هي عملية تغيرية شاملة لكل ما هو سبب في تخلف المجتمع و لا يقتصر دورها علي تغير النظام السياسي فقط ، بل تغير المنظومة المجتمعية بكاملها ، بما تحمل من مفاهيم و اعتقادات سالبة سواء علي الصعيد السياسي ، الاقتصادي ، الثقافي و الاجتماعي . يتطلب انجاز هذه العملية انتشار الوعي وسط الجماهير بمختلف فئاتها ، و دون هذا الوعي تصبح الثورة فعل تغيري ناقص و بالتالي يفقد هذا الحراك صفته الثوريه . و بالطبع يحتاج انتشار الوعي بين الناس الي حامل او ناقل ، و في اغلب المجتمعات يقع عبء هذا الدور علي عاتق التنظيمات السياسية و الكيانات الثقافية ، فالسياسي او المفكر او المثقف بما يحمل من تراكم خبرات و تجارب و تراكم معرفي يكون هو الانسب لانجاز هذه المهمة الشاقة جدا . - الواقع في السودان ملئ بكثير من المعوقات و التعقيدات التي تصعب من عملية الثورة بمفهومها الشامل ، و علي ما اعتقد أن اهم هذه المعوقات هي الوعي الجماهيري ، الذي يمكن وصفه بالوعي المبتور او الناقص ، معظم او اغلب الجماهير تعي تماما أن نظام ( الكيزان ) هو احد اسوء الانظمة التي تعاقبت علي حكم السودان منذ الاستقلال و الي يومنا هذا ، و الكل يعلم ان هذا النظام فاسد اخلاقيا و ادريا ، و انه نظام ديكتاتوري لا يعترف بالاخر و لا بحقه في التعبير عن رايه ، و ان هذا النظام تمادى في القهر و الظلم بالقتل و النهب والسلب و التشريد و التعذيب ، وانه تسبب بشكل مباشر في انفصال الجنوب ، و انه مازال يعمل حثيثا علي تفتيت السودان الي دويلات صغيره فقط لارضاء شهوة السلطة و معالجة عقدته النفسيه المتمثلة في عقدة العروبة . و لكن للأسف الشديد حتي الان لم نمتلك الوسائل الفعالة التي نستطيع من خلالها اسقاط هذا النظام الفاسد، كما لم نصل الي مرحلة الوعي الكافي لانجاز مشروع ثورى شامل لمرحلة ما بعد سقوط نظام ( الكيزان ). هذه الوضعية المعقدة تسببت فيها بشكل مباشر التنظيمات السياسية و الكيانات الثقافية ، التي تقاعست عن اداء دورها الاساسي ، و هو نشر الوعي بين الجماهير. هذه التنظيمات و الكيانات سارت علي الطرق التي حددها نظام ( الكيزان ) لها مسبقا ، فاتخذت من احد الطرق الاتية سبيلا لها : - التنظيمات و الكيانات التقدمية و التي تحمل مشاريع و برامج و افكار باستطاعتها المضي بالسودان خطوات الي الامام ، اختارت طريق العزله و الانعزال عن الجماهير، و باتت تنظر الي المجتمع السوداني علي انه مجتمع متخلف لا يمتلك القدرات التي تساعده علي استيعاب افكارها و برامجها ، و اختصرت نشاطاتها في حيز و نطاق ضيق وهو منتسبيها الحزبيين . - التنظيمات و الكيانات الطائفية التاريخية ، و التي في الاصل لا يرجى منها الكتير بخصوص توعية الجماهير و الارتقاء بفكر المجتمع السوداني ، اختارت طريق الجري خلف السلطة و كان ذلك واضحا من خلال مواقفها السياسية الهشه و المتذبذبه . و لكن هنالك بوادر لحراك شبابي جيد ، ساهم و يساهم بقدر المستطاع في نشر الوعي بين الجماهير الكادحة من خلال تبنيه لقضاياهم المطلبيه و العمل علي تطوريها الي قضايا تصب في خانة التغير الجذري للنظام الحاكم و تغير المنظومة الاجتماعية بكاملها . - الحديث عن صعوبة و تعقيدات انجاز مشروع ثورة سودانيه شاملة لا يعني التخلي عن مشروعنا النضالي المتمثل في اسقاط نظام ( الكيزان ) الضرورة الموضوعية تحتم علينا اسقاط هذا النظام و لو باللجوء الي حلول و وسائل آنيه ، لذلك نحن في اشد الحوجة الي انتفاضة شعبية آنيه الهدف منها اسقاط النظام الحاكم الحالي ، و الذي بزواله نستطيع الحصول علي مناخ ديمقراطي يسهل و يدعم عملية التبشير بالافكار و البرامج السياسية و التي بدورها ترتقي بوعي الجماهير . - لاسقاط نظام ( الكيزان ) لابد من انتفاضة تستخدم فيها الوسائل السلمية و الغير سلمية ، فالانتفاضة السلمية في وجود نظام ديكتاتوري مثل النظام ( الكيزاني ) لن تكون ذات فائدة و سوف تطيل من عملية اسقاطة ، المعروف ان الانتفاضة السلمية سلاح جماهيري فعال في وجود نظام ديمقراطي يعترف بحق الجماهير في التعبير عن رايها في سياسيات النظام ، و يقر ان الحكم في يد الشعب و ليس في يده ، و بالتالي يستجيب لمطالب هذه الجماهير اما بتعديل سياسياته وفق لما تراه الجماهير او بالتنحي عن الحكم و اتاحة الفرصة لمن هم افضل منه ، اما في حالة وجود نظام ديكتاتوري ، فالانتفاضة السلمية لا تعني بالنسبة له سواء انها جريمة خيانة عظمي للوطن ، فيليجأ بكل دم بارد للعنف لقمع و اسكات هذه الجماهير الغاضبة . من الطبيعي ان يواجه العنف بالعنف ، عنف النظام الحاكم لابد من مواجهته بعنف جماهيريى مضاد ، لحماية انفسنا وحماية الانتفاضة حتي نبلغ و نصل الي هدفنا و هو اسقاط نظام ( الكيزان). https://www.facebook.com/afeifaldeen.modwi