[email protected] إذا كنت قد ذكرت هنا في هذه المساحة قبل إثنا عشر يوماً واصفاً شطب و استغناء الهلال عن كابتن فريقه الأول لكرة القدم و كابتن المنتخب الوطني للبلاد هيثم مصطفى بأن التاريخ سيذكره .. و أنه في ذلك التاريخ التاسع من ديسمبر من العام الميلادي الجاري 2012 م ، الذي يوافق اليوم الخامس و العشرون من محرم من العام الهجري 1434 ه كتبت (نهاية دراماتيكية عصية على النسيان) .. و يومها كنت أظن و ليس كل الظن إثم أن هذه النهاية هي (خاتمة المطاف) لهذا اللاعب الذي لا توجد جماهير أحبته كجماهير الهلال ، و لا توجد جماهير كانت تتمناه بفريقها كجماهير المريخ ، التي طالما تمنته و هي تنتقده أو تهتف ضده إبان قيادته للهلال لتفت من عزيمته ، أو تضعف إرادته ، أو تكبح جموحه ، أو توقف تألقه. و ها هي الأقدار و الظروف و الأحداث المتسارعة ، و المتشابكة ، و المتداخلة ، و المتضاربة ، و المتضادية تسوق اللاعب نفسه إلى المريخ في صفقة مفاجئة هزت ليس الشارع الكروي و الرياضي السوداني فحسب بل الشارع و الرأي العام السوداني برمته. أعود و أقول إذا كنت يومذاك أن تاريخ مغادرة البرنس هيثم مصطفى ، سيدا لكشوفات الهلال سيذكره التاريخ ، فإن توقيعه في وقت متأخر من مساء أمس الأول العشرون من شهر ديسمبر من العام الجاري 2012 م الموافق السابع من صفر 1434 ه سيحفظه التاريخ و يدونه في سجل التواريخ التي لا تنسى. فالبرنس الذي غادر كشوفات أحد طرفي القمة (الهلال) في في الثلث الأول من الشهر الأخير من السنة الميلادية 2012 م ، الذي يوافق الثلث الأخير من الشهر الأول في السنة الهجرية (محرم) من العام 1434 ه ، فإنه يعود لصنو أحد طرفي القمة (المريخ) في الثلث الأخير من الشهر الأخير من السنة الميلادية 2012 م ، الذي يوافق الثلث الأول من الشهر الأول في السنة الهجرية (محرم) من العام 1434 ه. إذن إثنا عشر يوماً فقط فصلت بين تاريخين للاعب مع الصنوين ، الديربيين ، الكلاسيكويين ، اللدودين (الهلال ، و المريخ) ، ما بين تاريخ طويل و كبير و زاخر تم تدوينه مع الهلال ، و تاريخ مرتجى يشرع في بناءه مع المريخ ، و قد ظهرت ملامح ذلك التاريخ بصورة جلية مساء أمس الأول حينما تدافعت الألاف من أنصار و مشجعي المريخ و هي منتشية نحو مباني رئاسة الأتحاد السوداني لكرة القدم الجناح الشمالي العتيد الكائن على شارع البلدية الذي تم إغلاقه أمام حركة السيارات من قبل شرطة المرور لإمتلائه عن آخره بالمشجعين من بالقرب من السفارة الألمانية و حتى تقاطعه مع شارع المك نمر ، فكانت هنالك عدة سيارات نقل من شرطة مكافحة الشغب (تحوطاً) لهذا الحدث الجلل لا سيما مكع تزامن تدافع أعداد غفيرة أخرى من مشجعي الهلال زحفت لمباتي الإتحاد السوداني لكرة القدم و هي تمني نفسها بألا يسجل برنسها للند التاريخي المريخ ، و لكن خاب فألها فإكتفت بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة في ذهول على سيدا ، و هو يوقع لتاريخ مماثل منتظر مع المريخ. يقول لي أحد المسئولين الكبار بنادي المريخ ممن تمتد علاقتي به لسنوات : أحسب أنها أول مرة يزحف فيها مشجعو و أنصار ناديا القمة لمكان واحد لتشجيع و مؤازة نفس اللاعب .. هذه لم تحدث إلا مع البرنس هيثم مصطفى ، و أظنها لن تحدث مرةً أخرى أبداً مع أي لاعب. إذن .. البرنس إستثناء .. و أي إستثناء. إلا أن مسئول هلالي تتشابه علاقتي به بعلاقتي بالمسئول المريخي السابق آنفاً يقول لي : إذا عدنا للتاريخ سنجد قائمة من اللاعبين النجوم الكبار من طينة البرنس ممن إنتقلوا من الهلال إلى المريخ أو العكس مثل عز الدين الدحيش والريح كاريكا ومجاهد محمد أحمد ، الذين إنتقلوا من الشعار الأزرق إلى صنوه الأحمر .. و كعبده الشيخ ، و إدوارد جلدو ، و باكمبا الذين إنتقلوا من الشعار الأحمر إلى صنوه الأزرق. لكن الرجل يعود و يقر و هو يقول لي بنبرة فيها كثير من الأسى : إلا أن البرنس إستثناء .. و أي إستثناء. أسامة عوض الله مدير الإدارة السياسية بصحيفة ا(المشهد الان) السودانية مراسل مجلة (الأهرام العربي) المصرية بالخرطوم [email protected] محمول : 912364384 249 + 123787670 249 + 999782999 249 +