في سبق الإصرار والترصد ..! منى أبو زيد «النساء يفهمن الرجال، ولكن لا يفهم النساء إلا النساء».. أنيس منصور! معظم بنات جنسي لهن منطق غريب في النظر إلى مفهوم الخيانة، منطق يرى مجرد الشروع في الفعل جريمة مُكتملة الأركان حيناً، بينما يعتبر حدوث ذات الفعل ذنباً مغفوراً في أحايين، فالخيانة من منظور النساء مسألة مُعقّدة، لا تقتصر على تجاوزات الحواس الخمس! .. تلك الفلسفة الأنثوية التي تتكئ على مبدأ سبق الإصرار والترصد تعتبر تجاوزات الجسد أوهى أنواع الخيانة، ولأنّ أغلب النزوات لا تقع مع سبق الإصرار تلوذ معظم الزوجات بالغفران..! على أن هنالك أمرين لا يشملهما عفو المرأة، أن يصدر عن رجلها قول أو فعل ينبئ عن استعداده للتخلي عنها، أو أن يتزوّج رجلها أو يشرع - حتى - في الزواج من أخرى .. وعلى الرغم من كون النزوة خيانة بتعريف الدين والأخلاق إلاّ أنّ المرأة تغفرها لعدم توافر سبق الإصرار فيها، بينما ترى في «نيّة التأبيد» التي تقوم عليها فكرة الزواج من أخرى - وإن كان ذلك على سنة الله ورسوله! - وجهاً آخر لمعنى الإصرار والترصد..! فالضرة الرسمية بحسب معظم النساء غريمة تستمد مُوجبات التضرر منها بعقد شرعي، وهي تختلف تماماً من وجهة نظر الزوجة عن تلك التي تسرق قلب شريك حياتها في الخفاء، ومبعث الضرر - هنا - ليس كونها تَتَغَوّل على قلبه وتقتسم معها مكتسبات جيبه فقط، بل كونها - وهذا هو الأهم! - تزاحم المتضررة على موقعها الأثير بجانب الزوج المستلب على مقعد الإشهار والصفة الاجتماعية..! السائد أن معشر النساء أقل تسامحاً مع رجالهن بعد اكتشافهن للزيجات السرية التي تولد وتموت بلا إشهار، بينما يظهرن تعنتهن الذي يقف على تخوم الكراهية عند اصطدامهن بواقع الزواج المُعلن على المَلأ.. ولئن سألت لماذا، فلأن المرأة - ببساطة - تَتَجَمّل للمرأة، وتتزيّا للمرأة، وتحيك المؤامرات نكايةً في ذات المرأة، وأخشى ما تخشاه هو لسان امرأة - مثلها - تلوك سيرتها بين بنات جنسها..! أما ردود فعل الرجال فلا اعتبار حقيقي لها عندما يحمي وطيس المعركة بين امرأتين تتنازعان على ملكية رجل..! الراي العام