الاستاذ / عبد الله موسى [email protected] مرثية الشاعره فاطمه للخليفه ابوعلي موسى نموذجا لعهود ضاربه فى القدم تطورت اشكال مختلفه من صور التداخل بين ثقافات سكان شرق السودان وسكان وسط السودان وظهرت فى انماط الملابس واساليب السكن والزينه والسلاح والموسيقى والغناء وذروة سنام ثقافات المشافهه فى الشعر بضروبه المختلفه وقد اشتهر شعراء كبار ابدعو الشعر باللغات العربيه والبداوييت كابراهيم ود الفراش شاعر بربر وكذلك شاعر الدامر الشهير اوكير الدامر وغيرهم وفى بدايات القرن العشرين نزحت شاعره من وسط السودان واستقرت عند ال شنقراي واتخذت اسم شهرتها منهم فسميت فاطمه شنقراى وقد عاشت كذلك وسط اسرة جدنا الخليفه ابوعلى موسى عمدة الميشاب بطوكر وكانت تعتبر جزءا من اسرته حيث اهداها منزلا وارضا زراعيه وتولى رعايتها كواحدة من بناته وعند وفاته عام 1936 حزنت عليه كثيرا وشاركت بفعاليه فى مراسم العزاء التى تقام عادة لعمد البجا واهما طقس (الكبور) والكبور يتكون من طست كبير يملا بالماء ويكفى عليه قدح خشبي كبير يقرع بعصا قصيره تصاحبه ايقاعات على صفيحتين تصاحبه قفزات النائحات الايقاعيه التى تصتحبها المناحات التى تؤلف خصيصا فى رثاء الميت اضافه الى مناحات اهله وزعماءعشيرته ممجدة سيرهم وتاريخهم وقد الفت الشاعره فاطمه مناحاتها باللغه العربيه العاميه بلهجة الجعلييين على ايقاع الكبور وفى مايلي نماذج من تلك المناحات العربيه الموضوعه على ايقاع الكبور البجاوى : من صور التداخل الثقافي بشرق السودان(2) مرثية الشاعره فاطمه فى الخليفه ابوعلي موسى (1) ياحليل ابوعلي فى محكر الاخوان صدرو حله وسوق ومابدخلو انسان كم دنقر دقون المظلوم يطيب عجلان شعبتنا القويه وركزتنا فى الديوان اورنيكك نضيف الماطلع وسخان (2) ياحليل ابو علي الغالي المامنتور ياسم القدور الليله الخصيم يطراك ارفع راسك قوم الليله حوبتك جات اورنيكك نضيف الماطلع وسخان (3) صقر الجو قدل فوق القون خوا يب نفلا سمح منو المعاك ضوا قنديل الضلمه الليله وين ضوا اورنيكك نضيف الماطلع وسخان (4) تلغراف ضرب وجانا خبر الشوم ياجبدي وغطايا وياسرير النوم ابوعثمان رقد فى حلفاية الخرطوم اورنيكك نضيف الماطلع وسخان (5) كاتا بتقول الليله واكدري ويااسفي الشديد طيلة حياة عمرى ابوعثمان رقد فى حلفاية الخرطوم اورنيكك نضيف الماطلع وسخان من صور التداخل الثقافي بشرق السودان(3) هذه المرثيه هي من النماذج النادره في التداخل بين ثقافات المنطقه وكانت طوكر تعتبر نموذجا لذاك التعايش فقد ضم مشروع دلتا طوكر كعنصر جذب كل قوميات السودان تقريبا اضافه لشعوب الحوار من مصريين ومغاربه وهنود وموريتانيين وارترييين واثيوبيين الخ الخ والعجيب اننا ومنذ طفولتنا لم نكن نسمع تميييزا على اساس العرق او القبيله ولم نكن نستعمل الا القاب التكريم كالعم او سيدنا لدى ارباب البيوتات الدينيه كسيدنا ابراهيم الشنقيطي او الخلفاء لزعامات الختميه ةقد شاهدت جميع وجهاء طوكر فى ديوان جدى الخليفه عثمان ابوعلى ولم اعرف قبائلهم الا وانا كهل بعد وفاة معظمهم اثر تقسيمات الانقاذ القبيحه ان بلادنا موعوده بدولة مدنيه تعلي من قيم المواطنه فوق قيم العرق والقبيله التي اورثتنا الكوارث والاحزان لان تنوعنا ظل وسيظل عنصر قوة ووحده وياليتنا ونحن على اعتاب الاستقلال نتذكر ذلك ولاننساه قبل ان نتحول الى رواندا اخرى