تأمُلات احترافية سادومبا كمال الهدي [email protected] رغم رأيي الفني حول سادومبا الذي قلت أكثر من مرة أنه لم يقدم للهلال ما يشفع في الأدوار الأكثر أهمية من البطولات الأفريقية خلال ثلاثة مواسم على التوالي، إلا أن الطريقة التي أدار بها هذا اللاعب حواره مع قناة قوون أمس الأول كانت مدهشة بالنسبة لي. قدم سادومبا درساً في الاحترافية التي أردد دائماً أننا لا نطبق منها سوى هذه الأحرف التي تكتب بها الكلمة. ألقم سادومبا مقدم البرنامج حجراً حين حاول الأخير بكافة الطرق أن يدفعه للحديث بطريقة سلبية عن رئيس الهلال ومدرب الهلال وأن يخوض في موضوع قائد الهلال وتسجيله للمريخ. سأله المذيع في المرة الأولى عن علاقته بالبرير فأوضح أنها علاقة لاعب برئيس ناديه. فحاول التذاكي عليه وسأله عما إذا كانت هناك مناقشات تتم بينهما، فأجاب سادومبا بأن ما كان يتم بينهما هو نفس ما كان يتم بين رئيس النادي وبقية اللاعبين. فكرر المذيع السؤال للمرة الثالثة بطريقة أخرى بالقول:" يعني لم تكن هناك علاقة تربطك برئيس الهلال" فقال سادومبا :" كيف لا فقد كانت بيننا علاقة باعتباري لاعباً في الهلال وهو رئيسي." بعد فشله الذريع في تنفيذ أجندة مخدميه بدفع المحترف الحقيقي سادومبا لحديث فارغ وشتائم وسب على طريقة بعض لاعبينا ومدربينا وإعلاميينا، تحول المذيع لموضوع تسجيل قائد الهلال للمريخ. سأله قبل ذلك عما إذا كان قد افتقد قائد الهلال وتمريراته فتحدث سادومبا عن زميله السابق بطريقة جميلة مؤكداً على فنياته الكبيرة، لكنه أوضح أن لاعبين آخرين في الهلال ساعدوه بالتمرير والدليل على ذلك أنه سجل أهدافاً في غياب هيثم. ما تقدم يؤكد أن ما كان يكتب في الفترة الماضية عن دخول سادومبا في الخط أثناء تلك المشكلة لم يكن أكثر من تحريض إعلامي رخيص وإقحام لأجندات خاصة لا علاقة للاعب بها. سأله المذيع عن رأيه في تحول قائد الهلال السابق للمريخ، فكان الرد احترافياً ولم يخض سادومبا في أمر لا يعنيه كما أراد المذيع. إلا أن مقدم الحلقة الباحث عن المشاكل وبإصرار غريب أعاد له السؤال مرتين بطريقتين مختلفتين، ليحسم سادومبا الأمر في النهاية بتأكيده الواضح على أنه لن يتحدث عن أمر كهذا. أراده المذيع أن يتحدث عن مشاكل الهلال وينشر الغسيل فرفض رفضاً قاطعاً وقال بالحرف الواحد " لن أتحدث عن مشاكل الهلال". رغب المذيع في أنجاح حلقته بأي طريقة ( لأن النجاح عندهم دائماً يحسب بحجم الإساءات والشتائم التي يوجهها الضيف) فقدم له سادومبا درساً بليغاً في احترام المؤسسات التي ننتمي لها وفي التعامل مع المهنة باحترافية حقيقية لا وهمية وزائفة كما نفعل نحن. ترجاه أكثر من مرة أن يقول ما يرضي فئة ويغضب أخرى، فكان سادومبا أكثر ذكاءً وحصافة من محاوره. المرة الوحيدة التي تكلم فيها بتفصيل كانت عندما تعلق الأمر بحقوقه لدى مجلس الهلال، وهذا شأن يخصه هو ومن حقه أن يخوض فيه لتوضيح الحقيقة طالما أنه لم يسيء لأي فرد. حزنت كثيراً عندما سمعته يقول أنهم وعدوه أكثر من مرة بتسديد راتب 45 يوماً وطلبوا منه الانتظار لثلاثة أسابيع وفي النهاية قالوا له أنه قد حصل على حقوقه عبر الحوافز التي نالها في فترات سابقة. كلام مخجل وقبيح ومرفوض تماماً من مجلس الهلال. لا يجدر بمجلس ناد بحجم الهلال أن يتصرف مع لاعب تعاقد معه لأكثر من ثلاث سنوات بهذه الطريقة المنفرة. إن رضيتم عن أدائه أم لم ترضوا فذاك شأن آخر.. أما حقوق اللاعب فيفترض أن تدفع له كاملة. ولعلكم تابعتم كيف تفاعل سادومبا بالأمس مع لقطات أهدافه التي سجلها خلال مسيرته مع الأزرق ودرجة تأثره بوقفة جماهير الهلال معه خلال الفترة الماضية، ويفترض أن يحرك فيكم هذا إنسانيتكم، طالما أن لغة الاحتراف ومنح الناس حقوقها لم تجد لديكم أذاناً صاغية.. أقول ذلك رغم اقتناعي التام بأن القناة أرادت أن توظف دموع سادومبا لخدمة أجندة يبدو أنها رُسمت بعناية، ولعلكم تابعتم وأحصيتم عدد مرات إعادة نفس اللقطات دون مبرر منطقي أو وجيه! رغم كل شيء أقول لأعضاء مجلس الهلال أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم قد أوصانا بأن نعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وقد جف عرق سادومبا وشبع جفاف.. وانتظر كثيراً، ولم يكن هناك داع لكل هذا. أعلم أنكم لم تتعاقدوا معه في البداية، لكن طالما أنكم وافقتم على استمراره بذلك الراتب الكبير فليس من حقكم أن تغضبوه بهذا الشكل وتدفعوه لأن يشكو نادياً ارتبط بجماهيره وأحبهم وبادله جلهم ذلك الحب بحب من نوع خاص. من المعيب أن يغادر سادومبا إلى بلده وهو في هذه الحالة، فذلك سوف يدفعه لنسيان كل أيامه الجميلة بيننا، ليذكر لكم فقط هذا الموقف القبيح الذي لا يشبه الهلال في شيء.